الفائزون في العام 2023
جائزة مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان
مركز حقوق الإنسان "فياسنا"، بيلاروس
إنّ مركز "فياسنا" هو منظمة غير حكومية معنية بحقوق الإنسان أنشأها في العام 1996 في بيلاروس الحائز على جائزة نوبل للسلام ألِس بيالياتسكي. وتركز فياسنا في عملها على توفير المساعدة القانونية والإنسانية إلى ضحايا القمع السياسي وعلى فضح انتهاكات حقوق الإنسان. كما توثّق المنظمة التعذيب، وتكافح عقوبة الإعدام في البلاد، وتدير أنشطة التثقيف في مجال حقوق الإنسان، وتراقب الانتخابات، وترصد التجمعات والمحاكمات السلمية. وحتى العام 2021، كان لدى فياسنا 15 فرعًا في جميع أنحاء بيلاروس، واستقطبت 100 ناشط تقريبًا في مجال حقوق الإنسان وأكثر من 100 متطوع. ويواصل اليوم معظم النشطاء العمل من خارج البلاد، لا سيما من ليتوانيا وبولندا وجورجيا.
وقد أدّت فياسنا دورًا محوريًا في سياق أزمة حقوق الإنسان غير المسبوقة التي أثارتها احتجاجات العام 2020، حيث قدمت خدمات بارزة للجمهور، من خلال تسليط الضوء على حجم حملة القمع وتقديم سلسلة من سبل الانتصاف لآلاف الضحايا.
ونتيجة مشاركة منظّمة فياسنا النشطة في التخفيف من آثار الاعتداء العنيف على المتظاهرين السلميين والأصوات المنتقدة الأخرى، تمّ سجن قادتها وحظر أنشطتها في بيلاروس. لكن، على الرغم من ذلك، تواصل المنظمة عملها في سياق تقلّص مساحة المجتمع المدني في البلاد والتشريعات والممارسات القمعية الجديدة.
جوليان لوسينج، جمهورية الكونغو الديمقراطية
جوليان لوسينج مدافعة كونغولية عن العدالة والسلام والمساواة بين الجنسين. وهي رئيسة مجلس إدارة المنظّمة الوطنية المعروفة بمنظّمة تضامن النساء من أجل السلام والتنمية الشاملة، التي تسعى إلى تعزيز حقوق النساء والفتيات والدفاع عنها، وتعزيز السلام والحل السلمي للنزاعات، وتحسين مشاركة المرأة في الحياة السياسية. وتشجع المنظمة أيضًا القيادة النسائية والمساواة بين الجنسين وتكافح الانتهاكات الخطيرة المُرتَكبَة بحقّ النساء في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. ولوسينج هي أيضًا المديرة التنفيذية لصندوق المرأة الكونغولية، وهو الصندوق النسائي الوحيد في جمهورية الكونغو الديمقراطية الذي يقدم منحًا إلى المنظمات النسائية بهدف تحفيز العمل في ستة مجالات مختلفة، هي: المناصرة، والتمكين ،والقيادة السياسية للمرأة، وتحويل النزاعات، والصحة الجنسية والإنجابية، وفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز، والعدالة المناخية وحماية البيئة.
وقد شاركت لوسينج في مجلس الأمن القومي وهي من مقدّمي الإحاطات إلى المجتمع المدني. وتشدد على أن المرأة تؤدّي دورًا حاسمًا في جميع مستويات المناقشات بشأن صنع القرار الخاص بإحلال السلام.
وهي مدافعة دؤوبة عن حقوق الإنسان عامةً وحقوق المرأة خاصةً، وقد تم الاعتراف بشجاعتها وتصميمها على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والدولية، كما فازت بالعديد من الجوائز والتنويهات الفخرية تقديرًا لتفانيها وتضحياتها، التي هدّدت في بعض الأحيان حياتها حتّى. وقد أهدت جائزتها إلى جميع النساء الكونغوليات.
مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان، الأردن
أُنشئ مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان في العام 1999، وهو مركز مناصرة إقليمي مستقل للدراسات والبحوث والتدريب في مجال قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية. ويتمتّع بمركز استشاري خاص لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي منذ العام 2006.
وسعيًا منه إلى المساهمة في نشر حقوق الإنسان وتعزيز فهمها، تهدف أعماله وأنشطته إلى دعم المجتمع المدني في الأردن وفي المنطقة العربية، وإلى إحداث تغيير في الوعي والحساسية تجاه حقوق الإنسان والديمقراطية.
وتركّز المشاريع التي ينفذها مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان بصورة أساسية على التدريب من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، لأنهما مترابطان ارتباطًا وثيقًا ويكمّلان بعضهما البعض إلى أقصى الحدود. ومن بين الوسائل الأخرى التي يعتمدها المركز، إجراء الدراسات والبحوث باعتبارها من الوسائل الإعلامية الناجحة. كما تركّز أنشطة المركز بصورة أساسية على النساء والشباب، باعتبار أنّ حقوق الإنسان والديمقراطية تعني جميع شرائح المجتمع.
وينظم المركز أيضًا أنشطة تعليمية وفكرية وثقافية. إلاّ أنّ تركيز العمل يبقى منصبًا على بناء القدرات من خلال الدورات التدريبية وحلقات العمل، وتوفير المعلومات ونشرها وتيسير تبادل الخبرات بين مختلف قطاعات المجتمع وبين المنظمات غير الحكومية والجهات الفاعلة الأخرى في المجتمع المدني. وينطوي ذلك على عقد المؤتمرات والطاولات المستديرة والحلقات الدراسية وجولات المناقشة، وإجراء الدراسات والبحوث وتيسيرها، وإصدار المنشورات وتوثيق البيانات.
خوليو بيريرا سانشيز، أوروغواي
خوليو بيريرا سانشيز ناشط في مجال حقوق الإنسان، يركز على حقوق الطفل والأشخاص ذوي الإعاقة والشعوب الأصلية.
وبصفته شخصًا مصابًا بالتوحد، يعمل كمعلم مجتمعي في ميسيونيس (الأرجنتين)، وهو مؤسس اقتراح "كامينوس دي تيزا".
ويستند عمله، الذي سافر إلى جميع أنحاء أمريكا اللاتينية، إلى الإدماج الاجتماعي والتعليمي، ومنع الاتجار بالأشخاص، فضلاً عن معالجة سوء التغذية ووفيات الرضع. وعلى الرغم من مواجهته الرقابة، يقوم هذا المعلّم في مجال علم النفس العصبي بتدريس الرعاية الصحية الأولية، وحقوق الصحة الجنسية والإنجابية، وتطوير التدخلات العلاجية والتربوية في مجتمعات السكان الأصليين والمستعمرات الريفية والأحياء المهمشة ومكبات القمامة. كما يقوم السيد سانشيز بمحو الأمية وبإنشاء المكتبات المجتمعية.
وتعمل مدرسته المتجولة تحت الضغط في مناطق تشهد اتجارًا بالمخدرات وتهريبًا للأشخاص. ويقوم بالتدريس بأربع لغات حول مواضيع العنف بين الجنسين، والأمراض الحيوانية المصدر والطفيليات، والحقوق والقوانين.
وقد تكللت أعماله بجوائز عدّة منها الجائزة العالمية للمعلمين (الهند)، والجائزة التعليمية الدولية "إسبيرال" (إسبانيا) والجائزة الأيبيرية الأمريكية للعمل التدريسي (رابطة التعليم من أجل التنمية البشرية). كما ساهم في إصلاح السياسات العامة وإعادة إيداع أكثر من 700 طفل في المؤسسات، وساعد طلّابه في الحصول على اللقاحات ووثائق الهوية والمنح.
وقد ساهم هذا المعلم الشهير، الذي أطلق عليه مجتمع مبيا غواراني اسم "فيرا ميري"، في خفض معدلات التسرب المدرسي ووفيات الرضع وحمل المراهقات، فضلاً عن المساعدة في الحد من الأمراض المتوطنة مثل حمى الضنك وداء الليشمانيات والجرب وداء التنغيا وداء القمل في هذا المجتمع المحلي.
وبفضل عمله في الكشف المبكر عن اضطرابات النمو العصبي وخلق مساحات الطفولة المبكرة، يُعرف أيضًا باسم "المعلّم المرسل إلى الأدغال."
التحالف العالمي لمنظمات المجتمع المدني والشعوب الأصلية والحركات الاجتماعية والمجتمعات المحلية من أجل "الاعتراف العالمي بالحق في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة"
إنّ التحالف العالمي لمنظمات المجتمع المدني والشعوب الأصلية والحركات الاجتماعية والمجتمعات المحلية من أجل "الاعتراف العالمي بالحق في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة" هو تحالف عالمي متنوع يضم أكثر من 1,350 منظمة من منظمات المجتمع المدني والشعوب الأصلية والحركات الاجتماعية والمجتمعات المحلية من 75 بلدًا في جميع أنحاء العالم، وقد التفّت جميعها حول دعوة الأمم المتحدة ودولها الأعضاء إلى الاعتراف بالحق في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة واتّحدت لتعزيزه.
وأُنشئ التحالف في العام 2020، وهو يستند إلى عمل عدد لا يحصى ولا يُعدّ من المدافعين عن حقوق الإنسان والبيئة ومن الشعوب الأصلية ونقابات العمال والنساء والأطفال والشباب والعدالة الاجتماعية والحركات الدينية الذين طالبوا، على مدى العقود الماضية، بحماية وإعمال حق الإنسان لكل فرد في كل مكان في بيئة صحية.
وبناءً على مبادئ التعاون والشمولية والتنوع والعدالة، أدّى التحالف دورًا فعالًا في اعتراف مجلس حقوق الإنسان في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، والجمعية العامة في تموز/ يوليو 2022، بالحق في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة. وبذلك، تعاون التحالف مع العديد من الدول ووكالات الأمم المتحدة والمقررين الخاصين الحاليين والسابقين، فضلًا عن حلفاء آخرين، للدعوة إلى الاعتراف العالمي بهذا الحق من حقوق الإنسان.
ويعتمد التحالف على نُهج متعددة الأبعاد ومتعددة الجوانب وإقليمية وعالمية ومنسقة تدعم وتحمي حقوق جميع الأشخاص وتعزز مشاركتهم، بدءًا بأكثر المتضررين من أزمة كوكبنا الثلاثية الأبعاد المتسارعة، والمتمثّلة في حالة الطوارئ المناخية وانهيار التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية، وتصاعد المخاطر السامة، التي تهدّد كوكبنا ووجودنا حتّى وتساهم في تفاقم أوجه عدم المساواة النظمية.