قصص قصيرة بشأن الضمان الاجتماعي
مبادرة حقوق الإنسان 75
قصّة ماماتاج: حقّ ذوي الإعاقة في الحماية
عمل الأطفال: العمل-البحوث-الابتكار في جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا، برنامج كلاريسا (بنغلاديش)
فقدت ماماتاج جزءًا من ساقها في حادث حرق. والحياة في الأحياء المتخلّفة والفقيرة في عاصمة بنغلاديش دكا، صعبة أصلاً بما فيه الكفاية، لكن إعاقة ماماتاج دفعتها إلى براثن الفقر المدقع والإقصاء الاجتماعي.
فقد تركها الحادث تعاني من آلام شديدة على ظهرها وأحد معصمَيْها، ما جعل من الصعب عليها العمل. ونتيجة لذلك، كافحت ماماتاج التي تبلغ من العمر 38 عامًا، لتسديد نفقات منزلها ومدرسة ابنتها.
في البداية، تلقت ماماتاج بين 700 و750 تاكا بنغلاديشي (أو ما يعادل 6 دولار أميركي) شهريًا كمخصصات إعاقة من مكتب الخدمات الاجتماعية في الولاية. ولم يكن المبلغ كبيرًا لكنه ساعدها بعض الشيء. إلاّ أنّ المخصصات توقّفت فجأة، ما أجبر ماماتاج على الاعتماد على الأصدقاء وأفراد مجتمعها من أجل البقاء على قيد الحياة.
حالة ماماتاج ليست بحالة نادرة. فغالبًا ما لا يحصل المستفيدون المؤهلون، لا سيما الأكثر استبعادًا وضعفًا في المجتمع، على إعانات الحماية الاجتماعية بسبب العديد من الحواجز القانونية والعملية، ما يؤثر على حقهم في الضمان الاجتماعي.
ولحسن الحظّ، سمعت منظمة معنية بحقوق الطفل عن ماماتاج وقصّتها. فالتقى بها متخصصون اجتماعيون من منظمة عمل الأطفال: العمل والبحوث في جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا (كلاريسا) وبذلوا كلّ جهد ممكن كي يسدّد مكتب الخدمات الاجتماعية إعانات الإعاقة التي تحقّ لها.
كما نجحوا في توفير تحويلات نقدية إضافية إلى ماماتاج من خطة الحماية الاجتماعية التابعة لبرنامج كلاريسا بغية مساعدتها على سد الفجوة بين احتياجات أسرتها ومدفوعات الضمان الاجتماعي الحكومية.
وقد شرحت ماماتاج قائلة: "سمحت لي هذه الأموال بأن أعيش حياةً هادئة، وأصبح بإمكاني اليوم الادخار من أجل بناء مستقبل لابنتي،" وذلك بعد أن تركها زوجها عقب الحادثة.
يساهم الضمان الاجتماعي في القضاء على الفقر وعدم المساواة، وفي تعزيز الكرامة الإنسانية والإدماج الاجتماعي. كما أنه يتيح للناس التمتع بحقوق الإنسان أخرى، مثل الحقوق في الغذاء والسكن ومستوى معيشي لائق، والحق في التعليم والصحة، لا سيما بالنسبة إلى المهمّشين، بمن فيهم النساء والأشخاص ذوو الإعاقة.
الحماية الاجتماعية تضمن صحة أفضل
الوكالة الألمانية للتعاون الإنمائي (كمبوديا)
في بعض الأحيان، كانت كيان ترسل أطفالها إلى المدرسة من دون تناولهم وجبة الإفطار. وفي أوقات أخرى، لم تكن الأسرة تحصل على ما يكفي من الطعام لتناول وجبتَي الغداء والعشاء.
أحرزت كمبوديا تقدمًا ملحوظًا في مجال مكافحة الفقر على مدى العقدَيْن الماضيين، إلاّ أنّ الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا تعرّضت لضربة قاسية نتيجة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن جائحة كوفيد-19.
ومع تقلّص عدد الوظائف، وقع العديد من الأسر، تمامًا كما أسرة كيان، تحت خط الفقر. وكيان حامل في شهرها السابع بطفلها السادس. وزوجها يعمل في البناء، لكنّ دخله يدعم الأسرة لمدة أسبوعين فقط كل شهر.
تعيش كيان في مقاطعة كامبوت وتبقى في المنزل لرعاية الأطفال. وقد أخبرت قائلة: "وحده زوجي يكسب المال. ويتقاضى 150 دولار أميركي شهريًا تقريبًا. وفي بعض الأحيان، يتقاضى أجرًا أدنى من ذلك حتّى بسبب تقلّص الوظائف."
وبمساعدة الوكالة الألمانية للتعاون الإنمائي، تم تحديد عائلة كيان كجهة مستفيدة من برنامج الحكومة الكمبودية للمساعدة الاجتماعية من أجل الحد من الفقر.
وتسمح بطاقة الإنصاف للأسر الفقيرة والضعيفة بالحصول على المساعدة الاجتماعية الحكومية حتّى تتمكن من تحمل تكاليف الغذاء والصحة والتمتّع بأمن الدخل.
وتابعت كيان قائلة: "تدعم التحويلات النقدية مصدر رزق أسرتي كثيرًا. حيث يمكنني أن أشتري الأرز واللحوم والخضروات من أجل الطهي لأولادي وأن أدعم أطفالي للذهاب إلى المدرسة."
ومع تقديم الحكومة تحويلات نقدية إلى النساء الحوامل اللواتي يعشن في فقر مع أطفال تحت سن السنتَيْن، تتلقى كيان مساعدة إضافية تصل إلى أربعة أضعاف عندما تسعى إلى الحصول على خدمات صحية.
وقد أوضحت قائلة: "أحصل على 10 دولار أميركي عندما أزور المركز الصحي لإجراء فحوصات صحة الأم و50 دولار أميركي لولادة الطفل هناك. وأحصل أيضًا على المال عندما آخذ طفلي إلى المركز الصحي للتلقيح والفحوصات الصحية."
تساهم الولادات التي ينجزها موظفون صحيون مهرة، بالإضافة إلى الفحوص المنتظمة، في التخفيف من المضاعفات المتصلة بالحمل والولادة، وفي الحد من وفيات الأمهات والمواليد.
والحق في الضمان الاجتماعي معترف به في العديد من صكوك حقوق الإنسان، بما في ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
سبل عيش مستدامة لنساء الأرياف
مؤسسة Brooke من أجل الأحصنة والحمير العاملة (الهند)
في العديد من المجتمعات الريفية حول العالم، تُعتَبَر الحيوانات العاملة ضرورية من أجل توفير سبل عيش للأسر الفقيرة.
وتُستخدم الحيوانات في حرث الحقول ونقل الأسمدة والمياه إلى المحاصيل أو نقل المنتجات إلى السوق. وفي المناطق الريفية في الهند، غالبًا ما تكون النساء هن مقدّمات الرعاية الأساسية للأحصنة والحمير التي تخدم الأسرة.
ومن أجل رعاية صحة الحيوانات ورفاهها بشكل أفضل، تنظّم النساء في المجتمعات الريفية في الهند مجموعات دعم. وتجمع المجموعات النسائية المعنية برعاية الخيل المدخرات، وتقترضها من أجل تلبية الاحتياجات المالية غير المتوقعة، مثل الرعاية البيطرية أو الأدوية في حال مرض الحيوانات.
وإحدى هذه المجموعات النسائية ناشطة في بلدة تشورو، في المنطقة الصحراوية من ولاية راجستان. وبدعم من Brooke، وهي مؤسسة خيرية دولية تحمي حياة الأحصنة والحمير والبغال لمنح الناس فرصة من أجل الخروج من الفقر، توصّلت المجموعة إلى مصادر دخل متنوعة، منها بيع الخضار وعلف الحيوانات، والخياطة وصناعة السروج.
وفي موازاة نمو مدخرات المجموعة، تحسنت درايتها المالية وثقتها أيضًا. وسمحت هذه المعرفة والوعي المتزايدين للمجموعة النسائية بالوصول إلى برامج التأمين، مثل مرفق تأمين الخيول التابع لإدارة تربية الحيوانات في راجاستان، وبرامج التأمين الذاتي للفقراء التي توفّرها حكومة الهند.
ونتيجة لذلك، أصبح المجتمع أكثر قدرة على المواجهة والصمود في وجه الأزمات غير المتوقعة/ كما يمكنه الاستمرار في استخدام الخيول العاملة من أجل بناء سبل عيش مستقرة ومستدامة.
وأكّدت رئيسة المجموعة النسائية لرعاية الخيول في تشورو، رشانا قائلة: "لقد مكننا هذا البرنامج من الاهتمام بعناية بالخيول وكسب رزقنا."
إنّ الاعتراف بالحق في التنمية وبالحق في الضمان الاجتماعي وإعمالهما أساسيان لمعالجة الظلم الهيكلي وأوجه عدم المساواة داخل البلدان وفي ما بينها، ولتمتع الجماعات والأفراد المحرومين والمهمشين بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
الأموال والرعاية تحسّن رفاه الأطفال
السياسة الاجتماعية والحماية الاجتماعية لليونيسف (موزامبيق)
واجهت نويميا أوقاتًا عصيبة بعد وضعها أميركو. وكافحت، بصفتها أمًا عزباء لشراء طعام لطفلها ومواصلة العمل في مزرعة العائلة.
وتبلغ نويميا من العمر اليوم 23 عامًا، وملامح الحزن بادية على وجهها وهي تحتضن أميركو. وقد أخبرت قائلة: "سمّى والد طفلي ابنه برسالة نصية، ويتعرّف عليه يومًا."
وتابعت قائلة: "أنا مطلّقة وأعيش وحدي. عندما كنت حاملاً، وجد زوجي عملاً في ناكالا ولم يعد أبدًا. تمّ إعلامه بولادة طفله لكنه لم يعد لرؤيته حتّى"، وأضافت أنّ الأب لا يعيل الطفل ولا يرسل له أي أموال.
سمِعَت نويميا عن منحة الطفل، التي يقدّمها المعهد الوطني للعمل الاجتماعي في موزمبيق. ومع الأموال التي تلقتها من برنامج منحة الطفل، تمكّنت من توفير ما يصل إلى 47 دولار أميركي لبناء منزلها ومطبخها.
تعيش نويميا اليوم في منطقة لالاوا في مقاطعة نامبولا، وقد شرحت قائلة: "أصبح لدي اليوم مساحة خاصة بي، وأشعر بأن أوضاعي تتحسّنت وبقدر أكبر من الاستقلال."
وفيما ترعى والدتها أميركو، تذهب نويميا للعمل في ماتشامبا (مزرعة عائلية صغيرة) أو تجمع المياه. وتزرع نويميا الذرة والمانديوكا، ويمكنها شراء الطعام والملابس لأميركو بالأموال التي توفّرها لها المنحة.
وتأتي منحة الطفل، التي تستهدف الأطفال التي تتراوح أعمارهم بين 0 وعامَيْن، ضمن إطار استراتيجية حكومة موزامبيق للحماية الاجتماعية وتشكّل جزءًا أساسيًا منها وعنصرًا من عناصر برنامج الإعانة الاجتماعية الأساسية، الذي يهدف إلى تعزيز نظام الحماية الاجتماعية الأساسي في موزامبيق الخاص بالسكان الضعفاء.
إلى جانب التحويلات النقدية، يركّز البرنامج على تغيير السلوك الاجتماعي في ما يتعلّق بالتغذية والمياه والصرف الصحي والنظافة، فضلاً عن ممارسات رعاية الأطفال. ومن بين مكونات البرنامج إدارة الحالات، التي يتم تقديمها إلى الأسر المصنفة على أنها الأكثر ضعفًا.
وتقوم وزارة الشؤون الجنسانية والأطفال والعمل الاجتماعي بتنفيذ المرحلة الأولى من برنامج منح الطفل، بدعم تقني من اليونيسف، وبتمويل من حكومات السويد وهولندا والمملكة المتحدة.
وقد انطلقت هذه المرحلة في أيلول/ سبتمبر 2018 وانتهت في كانون الأوّل/ ديسمبر 2021، عندما تلقى جميع الأطفال البالغ عددهم 15,345 طفلًا ومقدمي الرعاية لهم دفعات لمدة 24 شهرًا وتخرجوا من البرنامج.
وبناءً على النتائج الإيجابية، وافقت الحكومة على توسيع نطاق البرنامج كي يغطّي 250,000 طفل وأسرة إضافية بحلول العام 2026.
مساندة كبار السنّ
منظّمة We Social Movements (نيبال)
في نيبال، يحصل كبار السن على إعانة الشيخوخة بموجب برنامج الأمن الحكومي. وتهدف هذه الإعانة إلى دعم رفاه كبار السنّ وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية.
يستفيد غوبال الذي يبلغ من العمر 74 عامًا، من إعانة الشيخوخة منذ أربع سنوات.
إلاّ أنّ الأمر لم يكن بِيَسير في البداية.
وقد أوضح قائلًا: "لم أكن أعرف كم عمري، أو ما هي الأوراق التي أحتاج إليها. كنا بحاجة للبحث عن أوراقي الثبوتية والعثور على تاريخ ميلادي، كي أعرف متى يمكنني الاستفادة من هذه المنحة."
وبمساعدة We Social Movements، وهي منظمة خيرية تعزّز الحق في الحماية الاجتماعية والقضاء على الفقر والاستبعاد، حصل غوبال على أوراقه.
ويتلقى غوبال اليوم منحة كلّ أربعة أشهر، ما يساعده على شراء الطعام والأدوية.
وقد أوضح قائلًا: "أعاني من التهاب في المعدة. واحتاج إلى علبة دواء كاملة كلّ 10 أيام تقريبًا، ما يكلّفني 200 روبية نيبالية (أو ما يعادل 1.5 دولار أميركي)."
وتابع قائلًا: "أركب دراجتي وأذهب إلى المكتب المعني كلما أخبرني الموظّف أنّه تمّ إيداع المنحة. فمنزله على بعد رمية حجر من منزلي، لذا الأمر سهل عليه. كما أنّه تأكد من حصولي على المال أثناء فترة الإغلاق (في زمن كوفيد-19)، عندما أقفلت المصارف أبوابها. ولم يتأخّر تسديد المنحة يومًا. وعادة ما أسحب المبلغ بكامله ما إن أتلقّاه."
أمّا زوجة غوبال فتعاني من الروماتيزم وآلام العظام. وهي تستفيد من إعانة الشيخوخة لأنها أكبر منه سنًا.
وأوضح قائلًا: "أعتبر أنّه من الصواب أن تدعم الحكومة كبار السن، لأنّ الأولاد لا يستطيعون في الكثير من الأحيان، الاعتناء بهم. لقد عملنا كثيرًا وما زلنا نعمل، لكن هذا ليس ممكنًا دائمًا."
إنّ الضمان الاجتماعي هو حقّ من حقوق الإنسان التي يكرّسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (المادة 25) والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (المادة 9). ويعترف الدستور النيبالي أيضًا بالحق في الضمان الاجتماعي (المادة 43).
إعانات للعزباوات وأطفالهنّ
منظّمة We Social Movements (نيبال)
تقضي ماهوتاري يومها في حراثة وزراعة قطعة أرض بجوار منزلها في مقاطعة ماديش في نيبال.
وتبلغ ماهوتاري من العمر 35 عامًا، وقد أوضحت قائلة: "نزرع المحاصيل. ونبذل قصارى جهدنا لزراعتها والاعتناء بها. ونعمل أحيانًا من الفجر إلى الغسق."
هاجر ابن ماهوتاري إلى الهند بحثًا عن عمل وهو يرسل إليها من وقت إلى آخر بعض المال، لكن هذه الأموال لا تكفيها حتّى لإطعام الأسرة التي تضم حفيدها ويبلغ من العمر 3 سنوات، وحفيدتها وتبلغ من العمر سنتَيْن. كما تقدّم لها زوجة ابنها كلّ مساعدة ممكنة.
بدعم من منظمة مجتمعية تُعرَف بالجمعية المجتمعية لرعاية الأسرة، تمكنت ماهاتوري من الوصول إلى برنامج الحكومة لإعانة العزباوات، وهو نظام إعانات يقدّمها الضمان الاجتماعي بغية مساعدة الأشخاص الضعفاء اجتماعيًا واقتصاديًا.
وشرحت قائلة: "زارت عاملة من الجمعية المجتمعية لرعاية الأسرة منزلي وأخبرتني بأن الحكومة تقدم 800 روبية نيبالية (6 دولارات أميركية) شهريًا لأحفادي."
وساعدت العاملة ماهوتاري في تحضير ملفّها، الذي يتضمن شهادة زواج الابن المسجلة وشهادات ولادة الحفيدين.
يساهم الضمان الاجتماعي في القضاء على الفقر وعدم المساواة، وفي تعزيز الكرامة الإنسانية والإدماج الاجتماعي. كما أنه يتيح للناس فرصة التمتع بحقوق الإنسان أخرى، مثل الحقوق في الغذاء والسكن ومستوى معيشي لائق، والحق في التعليم والصحة.
وأكّدت ماهوتاري أنه بفضل الإعانات، أصبح اليوم بإمكان أسرتها شراء الطعام كما أنّ حفيدَيْها يمرضون بوتيرة أقل.
فقالت: "ساعدت العاملة أحفادي على الحصول على الدقيق. إنه أمر صحي للغاية لدرجة أن حفيدتي اكتسبت 3 كيلوغرامات في السنة. أتلقى 1.5 كيلوغرام من الدقيق كل شهر."
وفي نيبال، غالبًا ما تُترك العزباوات عند وفاة آبائهن في أوضاع محفوفة بالمخاطر، وهنّ غير قادرات على الزواج لأنهن يفتقرن إلى المهر، ولا يملكن الوسائل اللازمة لإعالة أنفسهن. والمشكلة مأساوية أكثر بين الأسر الفقيرة ويُعتَقَد أنها أحد الدوافع الرئيسية لعمل الأطفال من الإناث.
ويتطلّب التصدي للتمييز الاعتراف بأهمية المساواة بين الجنسين المحورية واتخاذ تدابير فعالة لضمان المساواة بين الجنسين. ويساهم تمتّع المرأة بالحق في الضمان الاجتماعي بصفتها صاحبة حقوق فردية، مساهمة هائلة في تمكينها اجتماعيًا واقتصاديًا.
مساعدة الأم والطفل تعزز الصحة والرفاه
السياسة الاجتماعية والحماية الاجتماعية لليونيسف (السودان)
محاسن، أم تبلغ من العمر 26 عامًا، تقسم وقتها بين سواكن، وهي مدينة ساحلية تقع على الساحل الغربي للبحر الأحمر، واللالوبة، وهي منطقة ريفية في الجزء الشمالي الغربي من مدينة بورتسودان.
في أيار/ مايو 2021، اكتشفت برنامج التحويلات النقدية للأم والطفل عند زيارة المركز.
وأخبرت محاسن قائلة: "كان الدعم الذي تلقيته مفيدًا للغاية. علموني كيف أعدّ خطة ولادة، واستخدمتُ الأموال لشراء الضروريات لنفسي وللطفل. واشتريت الطعام والحليب."
بدعم من اليونيسف، تم تصميم البرنامج كي يغطي أول 1,000 يوم من حياة الطفل ويعزز صحة المرأة من خلال توفير خدمات الرعاية للنساء الحوامل والمرضعات.
كانت محاسن على وشك أن تضع طفلها الأوّل حسام، عندما تسجّلت في مركز اللالوبة الصحي.
وقد أوضحت قائلة: "ليس لبعض النساء ما يكفي من الطعام لإطعام الأسرة، وبعضهن لا يستطعن حتى ركوب سيارة أجرة للانتقال إلى مستشفى قريب من أجل الولادة. سيحتاج ابني إلى الطعام قريبًا. ويساعدني هذا الدعم على شراء مواد غذائية صحية ومتنوعة."
يقدم برنامج اليونيسف الرئيسي للحماية الاجتماعية في السودان الدعم المباشر إلى 300,000 مستفيد من خلال توفير الأموال النقدية والمعلومات والرعاية.
وقد ثبت أن البرنامج يحد من وفيات الأمهات ووفيات الرضع وسوء التغذية، ويمكّن الفتيات والنساء ويعزّز السلوك المنقذ للحياة.
وتم نشر البرنامج لأول مرة في الولايات الشرقية حيث يتفشّى سوء تغذية الأطفال، ويجمع البرنامج بين المساعدات النقدية المنتظمة المقدّمة إلى المستفيدين، ومجموعة من الخدمات المتكاملة مثل الرعاية الصحية والتغذية والمياه والصرف الصحي وحماية الطفل.
مساعدة ذوي الإعاقة على الاستقلال
مدفوعات للاستقلال الشخصي (المملكة المتّحدة)
يتلقّى كيفن، وهو رجل من المملكة المتّحدة في عقده الرابع، إعانات الاستقلال الشخصي، وهو برنامج حكومي يوفر بدل معيشة إضافي للأشخاص الذين يعانون من أمراض أو إعاقات صحية بدنية أو عقلية طويلة الأجل.
وقد سهّلت هذه الإعانات حياة كيفن كثيرًا. فالبرنامج لا يساعده في نفقاته المتعلقة بالإعاقة فحسب بل يكمّل دخله أيضًا.
وقد أوضح قائلًا: "أنا بحاجة إلى أموال إضافية بسبب الإعاقة لأنّ الإعانات الأخرى التي أحصل عليها لا تكفي أبدًا."
يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة التمييز والحواجز التي تقيد مشاركتهم اليومية في المجتمع على قدم المساواة مع الآخرين.
وفي حين أن الضمان الاجتماعي حق من حقوق الإنسان المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمبينة بالتفصيل في القواعد والمعايير الدولية لحقوق الإنسان والعمل، فإن الحق في الضمان الاجتماعي لا يزال بعيد المنال بالنسبة إلى كثيرين، لا سيما من هم في أمس الحاجة إليه. وفي جميع أنحاء العالم، لا يحصل 78 في المائة من الأشخاص ذوي الإعاقة الشديدة على استحقاقات الإعاقة.
في المملكة المتحدة، يمكّن برنامج الاستقلال الشخصي ذوي الإعاقة من الحفاظ على الاتصال مع العالم الخارجي. كما يساعدهم على شراء معدات وأدوية متخصصة، وعلى تسديد تكاليف التعليم والغذاء والمرافق. ويُستخدم البرنامج أيضًا لدفع تكاليف النقل إلى المواعيد الطبية أو زيارة العائلة والأصدقاء.
وأكّد كيفن أنّ تجربته تسلّط الضوء على أهمية البرنامج بالنسبة إلى الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزز رفاههم وقدرتهم على العيش حياة كريمة.
حماية الأمهات الشابات خلال إجازة الأمومة
الصندوق المشترك لأهداف التنمية المستدامة (فيتنام)
تبلغ فو ثو ثاو من العمر 25 عامًا وهي في إجازة أمومة، وتعتني بابنتها البالغة من العمر أربعة أشهر.
وقد أخبرت قائلة: "أنا سعيدة للغاية برؤية ابنتي تنمو وتكبر يومًا بعد يوم. لا أشعر بأي ضغوط اليوم لأنني أستفيد من التأمين الاجتماعي وبإمكان طفلتي أن تزور الطبيب مجانًا."
في فيتنام، تسعى الحكومة إلى اعتماد نظام حماية اجتماعية يراعي الطفل بهدف التخفيف من أثر الفقر، وإلى دعم الأسر في دورها في رعاية الأطفال، وتعزيز فرص حصول أفقر الناس وأكثرهم تهميشًا على الخدمات الأساسية، مثل التعليم والرعاية الصحية.
ومنذ العام 2021، تلقى ما يُقدَّر بـ3.2 مليون طفل تقريبًا إعانات جديدة من خلال برامج التأمين الاجتماعي والمساعدة الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، تحصل 600,000 حامل (بحسب التقديرات السنوية) على إجازة أمومة مدفوعة الأجر من خلال نظام جديد للتأمين الاجتماعي الطوعي.
كما تلقّى مليوني شخص تقريبًا تتراوح أعمارهم بين 75 و80 عامًا يعيشون في مناطق الجزر الجبلية الفقيرة، معاشًا تقاعديًا أعلى منذ تموز/ يوليو 2021، فيما تلقى مليون شخص من ذوي الإعاقة مساعدة اجتماعية.
وتؤكّد الحكومة أنّ برنامج الحماية الاجتماعية في فيتنام يهدف إلى بناء نظام حماية اجتماعية شامل ومتكامل لكل طفل وأمّ ومسن وكل امرأة من الأقليات العرقية في البلاد.