Skip to main content

المرأة

استعراض 25 عامًا من العمل في مجال حقوق المرأة

06 آذار/مارس 2020

نبّهت مفوّضة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت من "أنّ الوقت ليس للتهاون والرضى"، على الرغم من الثورة التي أحدثها تبني إعلان وبرنامج عمل بيجين قبل خمسة وعشرين عامًا.

 

وأتى تنبيه باشيليت خلال اجتماع عقدته لجنة رفيعة المستوى في مجلس حقوق الإنسان بجنيف للنظر في التقدم التي تمّ إحرازه في السنوات الـ25 الماضية في مجال تحقيق الحقوق للمرأة بشكل متساوٍ مع الرجل.

وأشارت إلى أنه من بين أوجه التقدّم والتطوّر الذي تمّ إحرازها، أنّ أكثر من 140 دولة تضمن اليوم التكافؤ بين الجنسين في دساتيرها، كما سنّت عشرة بلدان أخرى قوانين بشأن التحرش الجنسي. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت نسبة النساء في الوظائف المدفوعة الأجر ونجحت الدول في جمع المزيد من البيانات حول العنف ضد المرأة.

على الرغم من ذلك، حذّرت باشيليت من أنّ مخاطر النكسات في تزايد مستمر. وقالت: "نشهد من جديد بروز الخطابات المناهضة للمساواة بين الجنسين على أساس التمييز المتفشّي منذ قرون طويلة. علينا أن نتصدّى لكل التحديات القائمة التي تهدّد حقيقة نعرفها أصلاً وأكّدنا عليها بشق الأنفس، وهي أنّ حقوق المرأة من حقوق الإنسان، في عالميتها وعدم قابليتها للتجزئة، وتمتّع كلّ النساء بها، في تنوعهن الكامل والحر."

 

مؤتمر بيجين واضع المعايير

باندانا رانا صحفية نيبالية شابة حضرت المؤتمر الرابع المعني بالمرأة في العام 1995، وأصبحت تشغل اليوم منصب نائب رئيس اللجنة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة. وأوضحت أنّ "نشوة الحركة الجماعية وقوّتها" غمرتاها وغيرتا حياتها. فشعرت بضرورة ملحّة وعن غير عودة للدفاع عن النساء والفتيات اللواتي يتعرّضن للاستغلال والتمييز.

فقالت: "شكّل منهاج عمل بيجين إطارًا توجيهيًا قويًا طوال رحلتي كمدافع عن المساواة بين الجنسين والسلام، وبعد مرور 25 عامًا زادت أهميّة منهاج العمل على مستوى حماية حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين."

وأشارت إلى أن اتّفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، بحوارها البناء وتوصياتها، يمكن أن تساعد البلدان على تقييم التقدم الذي أحرزته، وعلى لمس الترابط بين التزامات بيجين والتغييرات التي تحقّقت على أرض الواقع.

وتابعت قائلة: "يساعد الإطار التشريعي للجنة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة، الدول الأعضاء على بناء المساءلة وتحقيق عالمٍ خالٍ من العنف والوصم والقوالب النمطية، يقضي على زواج الأطفال، ويؤمّن أجرًا متساويًا للعمل المتساوي، عالمٍ يؤسس لسلام وأمن دائمَيْن للجميع."

وأضافت قائلة: "نحن بحاجة إلى إنشاء مؤسّسات فعّالة وتخصيص الموارد الكافية للمرأة من أجل إعمال حقوقها. علينا أن نصغي إلى أصوات النساء والشابات، وأن نلبّي احتياجات النساء المختلفة، في المجالَيْن العام والخاص."

 

النضال من أجل المساواة بين الجنسين "ساحة معركة"

وصفت الخبيرة المعنية بحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين ماغاليس أروشا دومينغيز، مؤتمر بيجين واتفاقياته بأنهما "ساحة معركة."

فقالت: "بقي العديد من القضايا رهينة أكثر القوى تخلّفًا ورجعيّة، مثل الموارد الاقتصادية والحقوق الجنسية والإنجابية والنزاعات المسلّحة. وتمت مناقشة مفهوم النوع الاجتماعي والتنوع الجنسي والأسري وغيرها من القضايا الأخر بشراسة وتحت الضغط والتهديد."

وبعد مرور خمسة وعشرين عامًا، دعت أروشا دومينغيز من جنيف إلى اعتماد المزيد من الاستراتيجيات والإجراءات للقضاء على الممارسات المؤذية وعلى هيمنة الذكور، والقوالب النمطية الجنسانية التي تشكل أساسًا لجميع أشكال التمييز والعنف ضد المرأة والتفريق بين النساء أنفسهن.

وأضافت قائلة: "لا يمكن تحقيق المساواة بين الجنسين بمعزل عن غيرها من القضايا. فهي تتطلب تغييرات هيكلية داخل المجتمعات."

وأوضحت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتّحدة للمرأة، فومزيل ملامبو نغوكا أنّ عدد الفتيات في المدارس اليوم أعلى من أي وقت مضى، وأن الفجوة بين الجنسين على مستوى الالتحاق بالمدارس آخذة في التلاشي. وأضافت أن عددًا أقلّ من النساء يموت أثناء الولادة لأن عددًا أكبر منهن أصبح قادرًا على الوصول إلى رعاية الأمومة. ومع ذلك، أعربت عن أسفها لعدم تحقيق مساواة حقيقية بين المرأة والرجل لا سيّما على المستوى الاقتصادي، ولاستمرار العنف ضد النساء والفتيات، وللانهيار البيئي الذي وضع المرأة في طليعة الحركات البيئية.

كما أعلنت أنها تأمل في أن يحقّق منتدى المساواة بين الأجيال، الذي تستضيفه المكسيك وفرنسا في وقت لاحق من هذا العام، ستة تحالفات عمل من شأنها أن تقدّم نتائج عمليّة وملموسة تغيّر قواعد اللعبة بالنسبة إلى النساء والفتيات على مدى السنوات الخمس المقبلة.

6 آذار/مارس 2020

الصفحة متوفرة باللغة: