Skip to main content

القدرة على المواجهة والصمود والدينامية تنهضان بحقوق الإنسان في غواتيمالا

20 آب/أغسطس 2024

رجل وثلاث نساء يحملون في يدهم شمعة
© المفوضية السامية لحقوق الإنسان/ أنطوني هيدلي

أكّد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عقب زيارته الأخيرة إلى غواتيمالا قائلًا: "لَمِنَ المثير حقًا أن أزور البلاد وأتعرف على التحديات المختلفة التي تواجهها، وعلى قدرة المجتمع المذهلة على المواجهة والصمود، وعلى جمال غواتيمالا وتنوعها الغني."

وقد زار تورك غواتيمالا في الفترة الممتدّة بين 15 و19 تموز/ يوليو في لحظة حاسمة من تاريخها، بهدف دعم البلاد في جهودها الرامية إلى تعزيز الديمقراطية وسيادة القانون ومكافحة الفساد، واعتماد جدول أعمال واضح وتحويلي لحقوق الإنسان.

وأوضح تورك قائلًا: "أُتيحت لي فرصة الاجتماع بالحكومة وبالرئيس برناردو أريفالو وبالشباب والشعوب الأصلية وبممثلين عن المجتمع المدني والضحايا وبمختلف أعضاء البرلمان والمحكمة الدستورية وبممثلين عن القطاع الخاص. لذا، تمكّنت من تكوين رؤية شاملة عن غواتيمالا."

كما عقد تورك اجتماعات مع المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان وفريق الأمم المتحدة القطري والمجتمع الدولي.

ولمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وجود طويل في البلاد. فقد أرست المفوضية السامية علاقات متينة مع مختلف المجتمعات المحلية في جميع أنحاء البلاد ومع المدافعين عن حقوق الإنسان.

وشدّد تورك قائلًا: "نشكّل جسر عبور بين المجتمع ككل ومؤسسات الدولة."

كما زار تورك توتونيكابان التي اشتق اسمها من لغة ناهواتل وهو يعني "في مكان المياه الساخنة." وتوتونيكابان بلدة تقع على بعد 200 كم غرب مدينة غواتيمالا سيتي، حيث جميع السكان تقريبًا من شعب المايا-كيتشي الأصلي.

A group of people stand in a square in the sun

مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك خلال زيارته إلى غواتيمالا، في مجتمع الشعوب الأصلية في توتونيكابان. © المفوضية السامية لحقوق الإنسان/ أنطوني هيدلي

وقد شرح تورك قائلًا: "لدى توتونيكابان هيكلية حكم ذاتي في موازاة هيكلية الدولة، نظّمتها الشعوب الأصلية في ما بينها. وكان وجود النساء بارزًا أيضًا. وعبّر الجميع عن رأيهم بكلّ صراحة، وتحدثوا عن التحديات التي يواجهونها."

أدّى قادة الشعوب الأصلية في توتونيكابان دورًا بارزًا في حماية الديمقراطية وسيادة القانون في ظل التوترات السياسية التي شهدتها البلاد بين تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023 وكانون الثاني/ يناير 2024.

وتابع تورك قائلًا: "التقيتُ بأول امرأة من الشعوب الأصلية تتولى منصب حاكم توتونيكابان، ما أثار إعجابي فعلًا. وكانت حريصة للغاية لا على الحديث عن حقوق الإنسان فحسب، بل أيضًا على نضال الشعوب الأصلية في البلاد ككلّ."

في العام 2012، وفي سياق مجزرة وقعت في "كومبري دي ألاسكا"، وهو ممر جبلي يقع بين توتونيكابان ومدينة سولالا، قُتل ستة رجال من الشعوب الأصلية وأصيب 34 شخصًا آخرين خلال مظاهرة واشتباكات بين أفراد مجتمعات الشعوب الأصلية والشرطة والقوات العسكرية. وبعد 11 عامًا، بدأت محاكمة تسعة ضباط بتهمة ارتكاب جريمة الإعدام خارج نطاق القضاء. وتمت تبرئة ضابطَيْن اثنَيْن، وحُكم على سبعة ضباط بعقوبات دنيا. وقد راقبت مفوضّيتنا تلك المحاكمة ورصدتها.

وأخبر تورك قائلًا: "قابلتُ عددًا من الناجين من المجزرة التي وقعت في كومبري دي ألاسكا وأسرهم، وتأثّرتُ كثيرًا بلقائهم، لكن أيضًا شعرتُ بقلق بالغ، لأنه لا بد من بذل المزيد من الجهود الحثيثة قبل تحقيق المساءلة والعدالة، والاستجابة بشكل ملموس لبعض احتياجات الضحايا والناجين. تفهّمت الناجين وأسرهم تمامًا كما المحامين الذين كانوا يدافعون عن قضاياهم في النظام القضائي."

وأكّد تورك أنّ حماس ودينامية المدافعين عن حقوق الإنسان في غواتيمالا مثيران للإعجاب، لكنّه أشار أيضًا إلى أنّهم يشعرون بالإحباط مع استمرار تجريمهم، بما في ذلك العاملون في مجال القضاء الذين يتعرضون أساسًا للاضطهاد بسبب عملهم للنهوض بحقوق الإنسان والتحقيق مع المتورطين في الفساد ومعاقبتهم.

لمستُ قدرة الناس على المواجهة والصمود، إلاّ أنّ صعوبة ظروفهم صدمتني فعلًا.

مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك

A man listens to a woman

مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك يصغي إلى أمينة صندوق مجلس إدارة رؤساء بلديات المقاطعات الـ48 في توتونيكابان بغواتيمالا آنا أليسيا ألفارادو باتز. © المفوضية السامية لحقوق الإنسان/ أنطوني هيدلي

شدد تورك في بيان الرؤية الذي أطلقه بعنوان "حقوق الإنسان: مسار إلى الحلول"، على أنّه ينبغي التصدّي للاتجاه غير المقبول المتمثّل في تراجع الحيز المدني في كل مناطق العالم، كي تتمكّن حركة حقوق الإنسان من الازدهار.

وأضاف قائلًا: "على الحكومات أن تضع حدًا للسلوك الرجعي والقمعي الذي يكبت حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع. وعليها أن تضمن حماية المدافعين عن حقوق الإنسان، بمن فيهم الناشطون البيئيون، من جميع أشكال الترهيب والاعتداء. نحن بحاجة إلى استكشاف الاستراتيجيات اللازمة لتشجيع انخراط الدول بصورة إيجابية مع المدافعين عن حقوق الإنسان."

كما دعا المؤسسات العامة، بما في ذلك السلطتان التشريعية والقضائية، والمجتمع إلى دعم رؤية الحكومة للنهوض بحقوق الإنسان وحمايتها وتعزيزها للجميع في غواتيمالا.

الصفحة متوفرة باللغة: