إنشاء مساحة لتعزيز الحقّ في التنمية
15 أيلول/سبتمبر 2022
لطالما لمسَت سروثي ليخا راجا إيلانغو تفشّي الظلم من حولها. فقد نشأَتْ في كنف أسرة فقيرة في مدينة بودوتشيري، وهي بلدة في الهند تقع على حدود ولاية تاميل نادو الجنوبية الشرقية، وشعرت منذ زمن بعيد بضرورة إيجاد طريقة ما لإحداث تغيير اجتماعي من خلال إبداء الرأي في كيفية عمل حكومتها المحلية.
وبحثًا منها عن إرشادات وتوجيه حول كيفية إحداث التغيير الاجتماعي المطلوب، تسجّلت إيلانغو وهي تبلغ من العمر 22 عامًا، في وحدة التعلم عبر الإنترنت التي أعدّتها مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، المُعَنْوَنَة تفعيل الحق في التنمية في سياق تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، فشكّلت الدورة التدريبية نقطة تحول بالنسبة إليها لأن الحالات التي تناولتها قابِلة للتطبيق في عملها.
وأوضحت قائلة: "يمكنني استخدام هذه المعرفة للتفاعل مع السلطات المحلية أثناء تنفيذ مشاريعي الاجتماعية."
وقد أُطلِقَت دورة التعلم الإلكتروني في العام 2018، وهي من إعداد مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان بالشراكة مع جامعة السلام في كوستاريكا والمعهد الدولي للصحة العالمية التابع لجامعة الأمم المتحدة في ماليزيا. وتضم الدورة مساهمات من أكثر من 10 خبراء دوليين معنيين بقضايا حقوق الإنسان المتعلقة بالحق في التنمية.
وأكّد رئيس قسم القانون الدولي ومدير مركز حقوق الإنسان في جامعة السلام ميهير كندي قائلاً: "تهدف هذه الدورة إلى تعزيز الإطار الشامل والمتعدد الأبعاد والمتكامل لإعلان الأمم المتحدة لعام 1986 بشأن الحق في التنمية في مجال السلام وحقوق الإنسان والتنمية والاستدامة، في سياسات التنمية وممارساتها على الصعيد الدولي والإقليمي والوطني."
ومنذ إطلاقها، أنشأت الدورة التفاعلية المجانية عبر الإنترنت مساحة لنقل المعرفة وإذكاء الوعي وبناء القدرات والتشبيك على المستوى العالمي. وقد شارك فيها حتّى اليوم حوالى 1,000 شخص من جميع أنحاء العالم.
استحداث فرض جديدة
عندما فقدَت الفلسطينية جميلة العباسي عملها، تسجّلت في الدورة الإلكترونية كي تعزّز مهاراتها وتوسّع شبكة معارفها.
وأخبرت قائلة: "ما لفت انتباهي خلال الدورة هو دراسة حالة من أفغانستان حيث تم تعليم الطلاب مهارات التفاوض وحل النزاعات، وكيف ساعدت هذه الخطوة المجتمع المحلي على مشاركة موارد التنمية. وأنا أواجه مشاكل وصراعات مماثلة حيث أعيش، ورأيتُ أنه يمكنني تطبيق بعض قصص النجاح التي تعلمتها على مجتمعي."
واستخدمت العباسي ما تعلمته لإطلاق منظمة غير ربحية تُعرَف بمبادرة تمكين النساء والشباب والأطفال من أجل السلام والتنمية المستدامين. وتتوجّه المبادرة إلى الأطفال المحرومين الذين يعيشون في القدس الشرقية وتقدّم لهم التثقيف في مجال حقوق الإنسان التي يتمتّعون بها، وتبيّن لهم كيف ترتبط بقضايا التنمية. وتتعاون المبادرة مع مجموعة من المتطوعين وشبكة من الخبراء التقنيين والمحترفين من مختلف البلدان.
أما إلانغو فقد استفادت من الدورة كنقطة انطلاق لإنشاء المنظّمة غير الربحية بوليتي لينك، التي تتعاون مع الحكومات ومجموعات المجتمع المدني بهدف دعم الشباب وإشراكهم في إعداد السياسات ومعالجة قضايا مثل عدم المساواة والتنمية المستدامة. ويشارك طلاب من الهند وناشطون من المجتمع المدني بصورة منتظمة في الأنشطة التي تنظمها المنظمة كل أسبوعين.
وأوضحت أن الحكومة المحلية في بودوتشيري غالبًا ما تدعو منظمة بوليتي لينك إلى المشاركة بهدف مراعاة أصوات شباب في عمليات صنع القرار.وأكّدت أنّها تأمل في توسيع عملها ليشمل مدنًا أخرى، مع التركيز بشكل أساسي على برامج بناء القدرات التي تسلط الضوء على حقوق الإنسان والتعاون الدولي من أجل التنمية.
والدورة متوفّرة عبر الإنترنت مرتين في السنة، وتستعرض لجنة متخصصة طلبات التسجيل. ويتم اختيار المرشحين على أساس الجدارة، مع مراعاة التنوع المهني والإقليمي والجنساني. والمنهج مفيد لمجموعة متنوعّة من الأشخاص، بما في ذلك المدافعون عن حقوق الإنسان والمسؤولون الحكوميون والطلاب.