Skip to main content

الميل الجنسي والهوية الجنسية

تمكين الشباب مغايري الهوية الجنسانية في باكستان

08 تشرين الأول/أكتوبر 2021

سارو عمران ناشطة مغايرة الهوية الجنسانية من باكستان © علي رازا خان

أخبرت الناشطة الشابة المغايرة الهوية الجنسانية وصاحبة المشاريع الاجتماعية، والمناصرة لحقوق مغايري الهوية الجنسانية في ملتان بباكستان والمُطالِبَة بتمكينهم، سارو عمران، قائلة: "كنت في الـ15 من عمري عندما أخبرت أسرتي عن هويتي الجنسانية."

وشرحت اليوم بعد أن أصبحت في الـ28 من عمرها، أنّ الراحة غمرتها عندما أخبرت أسرتها عن هويّتها الجنسانية لأنها لم تعد مضطرة لأن تعيش حياتها في السرّ.

وأضافت أن العديد من الشباب مغايري الهوية الجنسانية، لا يلقَون رد فعل إيجابي عندما يكشفون عن هويتهم الجنسانية لأسرهم وأصدقائهم ومجتمعهم.

وثقت مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان التمييز والوصم المتفشيَيْن على نطاق واسع ضد مغايري الهوية الجنسانية في قطاع الصحة والتعليم والتوظيف والسكن، وفي الوصول إلى الحمامات، وعدم الاعتراف بهويتهم الجنسانية، وقدمت توصيات إلى الحكومات بشأن الخطوات التي يجب اتخاذها لحماية حقوقهم بشكل أفضل.

ومنذ العام 2013، ناصرت عمران الشباب مغايري الهوية الجنسانية ودافعت عن صحتهم وحقوقهم الجنسية والإنجابية. وهي تتعاون حاليًا مع العديد من المنظمات المحلية والدولية مثلRutgers Pakistan وAwazCDS-Pakistan وFamily Planning 2030 وشبكة شباب الكومنولث للمساواة بين الجنسين وتحالف الشباب الدولي لتنظيم الأسرة.

دعم مجتمع مغايري الهوية الجنسانية المحلي

تدرك عمران حقّ الإدراك كيف هو الشعور بعدم الأمان في الأماكن العامة. ففي العام 2010، اعتَدَتْ عليها جسديًا مجموعة من الناس لأنّها مغايرة الهوية الجنسانية. وقالت إنها تعرضت للضرب المبرح وتعافت ببطء بدعم من أقرانها.

بإمكان هذا النوع من العنف والصدمات أن يردع الشباب مغايري الهوية الجنسانية عن التعبير عن هويتهم في العلن، بحسب ما أشار إليه  تقرير صدر مؤخّرًا بشأن حماية الشباب.

وأشارت عمران إلى أنّها قررت بعد الاعتداء عليها، أن تصبح مدافعة عمّن لا يستطيع الدفاع عن نفسه ويستحيل عليه الكشف عن هويّته الجنسانية.

وشدّدت على أنّ الوصول إلى خدمات الصحة العقلية ودعم الأقران أساسيّان بالنسبة إلى مغايري الهوية الجنسانية لأن الضغط الاجتماعي والتمييز من المحن المستمر التي يواجهونها. وهذا ما كررته منظمة الصحة العالمية، التي وثّقت التفاوتات الصحية الصارخة والحواجز البارزة التي يواجهها مغايرو الهوية الجنسانية عند الوصول إلى الخدمات الصحية.

وتابعت قائلة: "يعيش مغايرو الهوية الجنسانية الكثير من التقلبات في حياتهم، لا سيّما من لا تتقبله أسرته."

أتّخذت حكومة باكستان عددًا من الخطوات لجعل الحياة أكثر أمانًا وشمولية من خلال الاعتراف قانونًا بمغايري الهوية الجنسانية من خلال قانون مغايري الهوية الجنسانية (حماية الحقوق)، وهو قانون صدّق عليه البرلمان في العام 2018 بهدف توفير المساواة في القانون لمغايري الهوية الجنسانية وحماية حقوقهم.

وأفادت عمران قائلة: "منح القانون الجديد الكثير من الشجاعة والدعم لهذه الحركة كما أنّ الحركة نفسها أصبحت أقوى."

منذ قانون حماية الحقوق، شهدت عمران إنشاء المزيد من المنظمات الشعبية المعنية بمغايري الهوية الجنسانية، كما أنّه أتاح لهم المزيد من الفرص أيضًا.

وقالت: "هناك الكثير من قصص النجاح التي رأيتها، بما في ذلك شغل عدد من مغايري الهوية الجنسانية وظائف في الحكومة، وفي وسائل الإعلام، وفي الشركات، وكأصحاب وصاحبات مشاريع. ولا بدّ من تسليط الضوء على هذه الإنجازات على المستوى الدولي، بدلاً من مجرد التحدّث عن الوقائع السيئة."

وأكّدت عمران أنّ مغايري الهوية الجنسانية، ولا سيّما الشباب منهم، لا يزالون يواجهون العديد من التحديات في الحيّز المدني، مثل المضايقات وعدم الأمان وعدم الوصول إلى الفرص الاجتماعية والاقتصادية، حتى بعد اعتماد قانون حماية الحقوق التقدمي.

وفي حين أن دعم الحكومة أمر حيوي لهذا المجتمع المهمش كي يشعر بالأمان، شدّدت عمران على ضرورة تعزيز دعم الأسر والمجتمع المدني له.

فقالت: "العقبة الأكبر هي عدم تقبّل الأسرة في باكستان لمغايري الهوية الجنسانية، فهي تتخلّى عنهم في سن مبكرة للغاية."

لا يزال بعض أفراد أسرة عمران لا يقدّمون لها أي دعم، لكنها أكّدت أنّ الرحلة نحو تقبّلها طويلة.

وختمت قائلة: "التنوع رائع، لذا اقبلوا التنوع وتقبلوا أطفالكم المتنوعين. فإذا لم تتقبلوهم، لن يتقبلهم العالم، وسيعانون الأمَرَّيْن في حياتهم."

تأتي هذه المقالة ضمن سلسلة  أبطال حقوق الإنسان  التي تعرض قصص أفراد ومنظّمات تدافع عن حقوق الإنسان.

إخلاء مسؤولية: إنّ الآراء والمعلومات الواردة في هذه المقالة هي آراء الأشخاص المذكورين ولا تعكس بالضرورة سياسة مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أو موقفها الرسمي.

الصفحة متوفرة باللغة: