Skip to main content

التعليم

"كن متعاطفاً مع الذين لا تتفق معهم"

05 كانون الاول/ديسمبر 2019

تؤمن أريزا نوكوم بقوة التعليم لمكافحة التطرف العنيف. فقد أسَّست مع أسرتها “Kristiyano-Islam Peace Library”، وهي منظمة غير حكومية قامت ببناء مكتبات، وقدَّمت منحاً دراسية، ووزَّعت الكتب والمواد التعليمية في مناطق متأثرة بالنزاع في بلدها الأم الفلبين.

 

وتعتبر نوكوم أن غياب الأمن المالي، خصوصاً في المناطق الواقعة جنوبي الفلبين التي أصابها النزاع، دفع بالعديد من الشباب إلى الانضمام إلى الجماعات المتطرفة العنيفة. تقول "قمنا ببناء مكتبات وبتقديم منح دراسية إلى الشباب الذين تضرروا بفعل النزاع والفقر. ونفعل ذلك لأننا نعتقد بأنه عندما لا يحظى الشباب بفرصة الذهاب إلى المدرسة والحصول على عمل منتج لاحقاً، فإنهم يميلون إلى الانعطاف نحو الجريمة أو حتى التطرف العنيف".  

وتشير تقديرات للجنة الوطنية المعنية بمسلمي الفلبين في عام 2012 أن 11 بالمئة من سكان الفلبين هم من المسلمين، فيما النسبة الباقية بأكثريتها من الكاثوليك. وتؤكد نوكوم نفسها أنها تضع قدميها في عالمين، بما أنها ترعرعت في أسرة مؤلفة من أم مسلمة وأب مسيحي، حيث لم تُفرض عليها وعلى إخوتها أي من الديانتين.

وقالت "قالوا لنا، نحن أولادهم، أننا سنتلقن الديانتين معاً حتى نبلغ سن الرشد من ثم علينا في حياتنا لاحقاً أن نختار أي ديانة نريد. لكن الفكرة الأساسية هنا هي أنه تمَّ تلقيننا الديانتين وأعتقد بأن هذا الأمر فتح لي الباب بالفعل لأقوم بالعمل الذي أنشط فيه اليوم".  

واعتبرت نوكوم أن غياب التفاهم بين مختلف الجماعات الإثنية والديانات هو أحد أسباب التوترات القائمة في الفلبين. وأضافت "لكنني لاحظت مع ما اختبرته في منزلي، بالرغم مما يوجد من اختلاف على مستوى الديانات والخلفيات، أن بإمكانها التعايش معاً". وتلفت نوكوم إلى أن زواج والديها المختلط ألهمها بالحشد من أجل السلام وهي تفعل ذلك من خلال عملها من أجل تعزيز الحق في التعليم مع إظهار اللين والتعاطف تجاه الأشخاص الآخرين الذين طبع والديها صورتهم في ذهنها.

وقالت "لو كان بإمكاننا أن نعلم ذلك بدرجة أكبر وبمزيد من التأثير في أنظمتنا التعليمية ومدارسنا وعبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وعبر الإعلام وأي مكان نتعلم فيه، لسوف نحظى بفرصة أفضل لضمان أن الناس، بغض النظر عن جنسانيتهم أو عمرهم أو ديانتهم أو خلفيتهم، متعاطفون مع أشخاص قد لا يتفقون معهم كلياً".

وتؤكد نوكوم أيضاً أن توفير الحق في جودة التعليم لكل طفل يتطلب حلولاً ملائمة. وتشير إلى الحالة الخاصة للمشردين واللاجئين والمهاجرين الذين لا ينبغي عليهم التأقلم مع لغة جديدة وثقافة جديدة فحسب، بل تبرز لديهم أيضاً احتياجات نفسية واجتماعية. وقالت "هم يظهرون عادةً جراء حالات اختبروا فيها النزاع، ولديهم صدمات، وبعض التجارب التي لم يعالجوها بالفعل، ويستمرون في المعاناة من هذه الصدمات اليومية بسبب البيئات المحيطة بهم والناس الجدد والتسويات الجديدة".   

وختمت قائلة "علينا أن نكون حاضرين لدعمهم ليس من خلال العلاج أو تقديم المشورة فحسب، بل من أجل تقديم شبكة قوية للأسر والنظراء الذين يمكن أن يدعموهم في هذه المسيرة". 

تشكّل هذه القصة جزءًا من سلسلة أُعِدّت للاحتفال بيوم حقوق الإنسان للعام 2019، وتركّز على عمل مدافعين شباب عن حقوق الإنسان اكتشفوا المزيد حول كيفيةدعم الشباب لحقوق الإنسان.

5 كانون الاول/ديسمبر 2019

الصفحة متوفرة باللغة: