Skip to main content

المهق حالة نادرة وغير معدية ووراثية، يُصاب بها الناس في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن العرق أو نوع الجنس. ومن الشائع للغاية أن تنتج هذه الحالة عن نقص في صبغة الميلانين في الشعر والجلد والعينين (المهق العيني الجلدي) ما يسبب ضعفًا بالغًا عند التعرّض لأشعّة الشمس. ولا يزال المهق غير مفهوم تمامًا، على المستويين الاجتماعي والطبّي. ويشكّل مظهر الأشخاص المصابين بالمهق أساسًا للمعتقدات الخاطئة والأساطير المتأثرة بالخرافات التي تعزز تهميشهم واستبعادهم الاجتماعي.

الأشخاص المصابون بالمهق فئة فريدة من نوعها، لم يتمّ إيلاء حقوق الإنسان التي يتمتّعون بها أيّ اهتمام على مدى عقود طويلة، فتعرّضوا للكثير من الوصم والتمييز والعنف في العديد من البلدان المختلفة. فتعقيد هذه الحالة وفرادتها يعنيان أن تجارب أصحابها تمسّ بشكل بالغ ومتزامن العديد من قضايا حقوق الإنسان بما في ذلك التمييز على أساس اللون والتمييز على أساس الإعاقة، والاحتياجات الخاصة من حيث الوصول إلى التعليم، والحق في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة، والحق في الحياة الذي ينبغي أن يضمن لهم الحماية من الممارسات التقليدية الضارة والعنف، بما في ذلك القتل والاعتداءات لأغراض الطقوس الدينية والاتجار بالأعضاء لأغراض الشعوذة، ووأد الأطفال والتخلي عنهم، على سبيل المثال لا الحصر.

في بعض أنحاء العالم، لا سيّما في بعض المناطق الأفريقية حيث المصابون بالمهق بارزون للغاية، يشكّل مظهر الأشخاص المصابين بالمهق أساسًا للمعتقدات الخاطئة والأساطير المتأثرة بالخرافات والشعوذة.

عند إنشاء ولاية الخبير المستقل المعني بتمتع الأشخاص ذوي المهق بحقوق الإنسان، أكد مجلس حقوق الإنسان مجددًا أنّه لكل فرد الحق في الحياة والحرية والأمن الشخصي وأنه لا يجوز تعريض أي شخص للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. كما أشار إلى عالمية جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية وعدم قابليتها للتجزئة وإلى ترابطها وتشابكها، وإلى ضرورة ضمان تمتع الأشخاص المصابين بالمهق تمتعًا كاملًا بحقوقهم وحرياتهم بمنأًى عن أي تمييز.

الصفحة متوفرة باللغة: