Skip to main content

التضامن الدولي

خبير من الأمم المتّحدة: المطلوب حشد المزيد من التضامن الدولي لمكافحة الجائحة

30 حزيران/يونيو 2021

لا بدّ من حشد قدر أكبر من التعاون الدولي بشكل عاجل من أجل معالجة تداعيات جائحة كوفيد-19، بحسب ما جاء في تقرير جديد صدر عن الخبير المستقل المعني بحقوق الإنسان والتضامن الدولي، أوبيورا تشينيدو أوكافور.

وقد قدّم الخبير تقريره خلال الدورة الـ47 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة في جنيف بسويسرا.

أعلن أوكافور أنّ الجائحة والتدابير المتخذة للسيطرة عليها هدّدت التمتع بحقوق الإنسان بشكل خطير. وفي مقابل ذلك، على الحكومات أن تتضامن على المستوى العالمي، لأسباب أخلاقية وقانونية بحتة، لا بل تلبيةً لضرورة ملحة.

فقال: "على الرغم من الدور الأساسي الذي يجب أن تؤدّيه الدول على المستوى الفردي، فإن أمن الصحة العامة على المستوى الدولي هو من التطلّعات الجماعية والمسؤوليات المشتركة على حدّ سواء. وعلى الدول أن تنشر أقصى قدر ممكن من مواردها المتاحة، بشكل فردي وبالتعاون مع بعضها البعض، كي تضمن التمتع بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية، على غرار الحق في الصحة."

سلط التقرير الضوء أيضًا على عواقب الجائحة المدمرة العديدة على الناس في جميع أنحاء العالم، والكثير منها ناجم عن التدابير المتخذة لمكافحة الوباء، بما في ذلك تفاقم الجوع، وارتفاع معدلات البطالة، وتفاقم العنف المنزلي والعنف الجنساني خلال فترات الحجر، فضلاً عن آثار الوباء الضارة على التعليم.

وأكّد أوكافور أنّ حشد قدر أكبر من التعاون بين الدول ضروري لمعالجة هذه القضايا، ودعا إلى "التبني السريع" لمشروع إعلان حقوق الإنسان والتضامن الدولي.*

وقال إنّ التضامن الدولي اكتسب، في ظّل تفشي كوفيد-19، أهمية وإلحاحًا متجددَيْن.

وأشار التقرير على وجه التحديد، إلى ضرورة تحقيق قدر أكبر من الإنصاف في توزيع اللقاح على المستوى العالمي، بدلاً من تخزينه من قبل الدول الأكثر ثراءً، وهو ما يجري حتى يومنا هذا وعلى نطاق واسع. كما سلط التقرير الضوء على دور حقوق الملكية الفكرية التي تعيق في الكثير من الحالات، المساواة في الحصول على الأدوية الأساسية.

إحراز عدد من الخطوات في الاتجاه الصحيح، ولكن يجب بذل المزيد من الجهود

أشاد تقرير أوكافور ببعض التقدم الذي تم إحرازه عندما وحّدت الدول قواها لمواجهة الجائحة. وأكّد أنه من خلال التقدم بطلب الحصول على إعفاء من بعض أحكام الاتفاق المتعلق بالجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية*، أبدت عدة دول التزامها الحازم بخفض تكاليف الأدوية واللقاحات والعلاجات والتشخيص والإمدادات الطبية وبيانات الاختبار بالنسبة إلى البلدان المنخفضة الدخل.

كما سلّط التقرير الضوء على آليات محدّدة مثل مرفق كوفاكس، التي تهدف إلى ضمان الوصول العادل والعالمي إلى اللقاحات ضدّ كوفيد-19، بهدف تيسير توزيع ملياري جرعة مع نهاية هذا العام.

إلاّ أنّ أوكافور لحظ أنّ هذه الخطوة تشكّل "غيضًا من فيض عدد اللقاحات اللازمة للدول الفقيرة"، كما أنّه من الضروري اعتماد المزيد من الإجراءات الصارمة والعملية لمواحهة هذه المسألة.

جميعنا في المركب نفسه

أشار أوكافور إلى أنّ الوباء سلط الضوء جهارًا على وثاقة ترابطنا كبشر ومجتمعات، ولا سيّما على شدّة ضعفنا المتبادل.

فقال: "يجب أن يكون واضحًا للجميع أنّ تفشي كوفيد-19 ’هناك‘ يطرح مشاكل ’هنا‘ أيضًا. وبكّل بساطة ما من سبيل يسمح ’لنا‘ بأن نتمتّع بحقوق الإنسان بشكل كامل ’هنا‘ في حين أن حقوق الإنسان للغالبية العظمى من شعوب العالم التي تعيش ’هناك‘ على المحكّ.

ودعا أوكافور البلدان إلى عدم السماح للمصلحة الذاتية الوطنية أو المحلية بأن تعمي بصيرتها. فقال: "يجب الاعتراف بالتضامن باعتباره إنسانية ’الآخر‘، وبالتالي يبقى عنصرًا حاسمًا في الحياة الاجتماعية المتناغمة على المستويات المحلية والوطنية والدولية."

في 30 حزيران/ يونيو 2021

الصفحة متوفرة باللغة: