Skip to main content

حفظ السلام

المضي قدمًا يدًا بيد: حقوق الإنسان بالغة الأهمية بالنسبة إلى عمل بعثات السلام

12 تشرين الأول/أكتوبر 2020

"أعتبر أنّ حقوق الإنسان وحفظ السلام وجهان لعملة واحدة. فلا سلام بدون عدالة ومساواة، وبدون التعويض عن الأخطاء المرتكبة."

تعمل هوما خان في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان لحفظ السلام، وهي من الموظّفين المولجين حفظ السلام الـ110,000 العاملين في 13 بؤرة ساخنة حول العالم*. وهي تساعد يوميًا، بالتعاون مع زملائها، البلدان المختلفة على تهيئة الظروف الملائمة لتحقيق سلام الدائم، في ظلّ تفشّي الاضطرابات والصراعات.

ومن مسؤوليّاتها، على سيبل المثال لا الحصر، حماية المدنيين ومنع نشوب النزاعات وتعزيز الأمن ودعم السلطات للقيام بالمثل.

وقد سلّطت دراسة جديدة صدرت اليوم بعنوان "المضي قدمًا يدًا بيد"*، الضوء على المساهمة البالغة الأهميّة لمكونات حقوق الإنسان في هذه العمليّات. وتمّ إطلاقها في حدث افتراضي نُظّم في 12 تشرين الأوّل/ أكتوبر، وهي تعرض بالتفصيل إلى أي مدى تبقى عناصر حقوق الإنسان أساسيّة لتنفيذ ولايات بعثات الأمم المتحدة العاملة في سياقاتٍ مختلفةٍ آخذةٍ في التطوّر، منذ لحظة إنشاء البعثة مرورًا بانسحاب العناصر وصولًا إلى المرحلة الانتقالية.

بدأت خان مسيرتها في بعثة حفظ السلام في العام 2005. وقبل تلك الفترة، عملت في مجال حقوق الإنسان في موطنها الهند، مركّزةً على العنف الجنسي الممارَس ضدّ المسلمات والمتفشّي على نطاق واسع. منذ أن بدأت عملها كجندية حفظ سلام في مجال حقوق الإنسان، استمعت إلى قصص ضحايا ومرتكبي العنف الجنسي في دارفور بالسودان، حيث تعمل حاليًا ككبيرة مستشاري شؤون حماية المرأة في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان. وقد تفاوضت مؤخّرًا وزملاءها مع جماعة مسلحة للإفراج عن نساء مخطوفات منذ العام 2018. ويعيش وهؤلاء النساء حليًا في مجتمعاتهن المحلية، ويعدن بناء حياتهن وسبل عيشهن.

وتابعت خان قائلة: "غالبًا ما يظنّ الناس أن العمل في مجال حقوق الإنسان يقتصر على الرصد والإبلاغ. ولكنّنا نذهب إلى أبعد من ذلك بكثير، ونساهم بشكل مباشر في بناء السلام والقدرة على التكيّف والصمود والتماسك ضمن المجتمعات حيث نعمل."

بعثات حقوق الإنسان وحفظ السلام في العالم

يعمل اليوم أكثر من 573 موظفًا معنيًا بحقوق الإنسان في 12 بعثة سلام للأمم المتحدة منتشرة في إفريقيا وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأميركا الوسطى.

وأكّدت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت قائلة: "تُعتبر عمليات الأمم المتحدة للسلام من بين أهم إنجازات المنظمة، كما أنّها أداة قوية لحماية وتعزيز حقوق الإنسان. وهي تحتاج إلى الموارد اللازمة، كي تتمكّن من ربط جميع عمليات الأمم المتحدة ضمن نهج فعّال مشترك لمواجهة الأزمة، انطلقًا من الوقاية وصولاً إلى التعافي.

ففي ظلّ تفشّي جائحة كوفيد-19، وتفاقم المخاوف التي تهدّد يومًا بعد يوم أكثر الفئات ضعفًا في العالم، أصبحت عناصر حقوق الإنسان في بعثات السلام أكثر أهمية من أي وقت مضى، بحسب ما أشارت إليه الدراسة.

فمن جنوب السودان وصولاً إلى أفغانستان، تدعم الفرق المختلفة السلطات في تخفيف اكتظاظ السجون للحد من انتشار العدوى. وفي غينيا بيساو والعراق، يعمل موظفو حقوق الإنسان على نشر معلومات دقيقة عن الصحة العامة، فضلاً عن معلومات خاصة بأثر الوباء على حقوق الإنسان، من خلال حملات تواصل مبتكرة.

تسليط الضوء على الأحداث المروّعة وبناء سلام مستدام

وأبعد من الوباء، فإن لفت انتباه العالم إلى انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، يشكّل مسؤولية أساسيّة للموظفين المعنيين بحقوق الإنسان، تهدف إلى منع الصراع وردعه والتخفيف منه. ففي العام 2016 مثلاً، وثّق مكتب الأمم المتحدة المشترك لحقوق الإنسان (وهو عنصر حقوق الإنسان في بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية) توثيقًا مفصّلاً انعكاسات العنف المستشري في منطقة كاساي على حقوق الإنسان، ما ساهم إلى حدّ كبير في تخفيف العنف ضدّ المدنيين في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

ومن جهته، أكّد نائب الممثل الخاص للأمين العام في بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية ديفيد غريسلي قائلاً: "لم يكن العالم ليدرك الوضع في كاساي لولا تواجد عنصر حقوق الإنسان في الميدان."

وفي جمهورية إفريقيا الوسطى، يرصد عنصر حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، ويتعاون مع فايسبوك لإزالة أي منشور من شأنه أن يحرض على التمييز أو الأعمال العدائية أو العنف.

وفي العراق، يقوم عنصر حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق، بمعالجة الأسباب الجذرية للعنف من خلال دعم سيادة القانون، وضمان الوفاء بمعايير المحاكمة العادلة، والالتزام بالمعايير الدولية المتعلقة بالعقاب، بما في ذلك حظر التعذيب والمعاملة اللاإنسانية.

وخلال الحدث الافتراضي لإطلاق التقرير، أفادت الأمينة العامة المساعدة لحقوق الإنسان، إيلز براندز كيريس، قائلة: "تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية مكونات حقوق الإنسان في مواجهة التحديات الجديدة، حيث تتكيف بعثات السلام مع عالم متغير. وستعمل مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، من خلال البناء على نتائج التقرير، مع أصحاب المصلحة في الميدان ومقر المفوضية، على ضمان استمرار عناصر حقوق الإنسان في بعثات السلام التابعة للأمم المتحدة، في دعم ولايتها الحاسمة وتعزيز الحماية الفعالة وحقوق الإنسان للأشخاص الذين نخدمهم."

تعمل هوما خان وويلفريدو سانتاماريا دياز في بعثات السلام التابعة للأمم المتحدة. اطّلعوا على قصتهما. 

في 12 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2020

الصفحة متوفرة باللغة: