#أقف_معكِ: حان الوقت كي نغيّر الصورة
25 شباط/فبراير 2020
منذ 25 عامًا، وَلّد مؤتمر بيجين العالمي تعبئة استثنائيّة للطاقات دفاعًا عن حقوق الإنسان للمرأة. كما أدّى إلى خارطة طريق مثالية تضع حدًا للتمييز وتحقّق المساواة بين الجنسَيْن.
لقد تابع عدد من البلدان إعلان وبرنامج عمل بيجين عبر سن قوانين مبتكرة واعتماد معايير جديدة تعزّز حقوق المرأة. كما حققّ العالم نوعًا ما المساواة بين الجنسين في الصحة والتعليم. فانخفض معدّل وفيات الأمهات في جميع أنحاء العالم بشكل ملحوظ. واخترقت المرأة العديد من المهن التي كانت محظّرة عليها فأصبحت اليوم تشغل مناصب قيادية فيها. وشهدت قضايا اعتُبِرَت "خاصة" في السابق مثل العنف المنزلي، أو "طبيعيّة" مثل العنف الجنسي خلال النزاعات والتحرّش الجنسي في مكان العمل، تقدّمًا بارزًا على سلّم الأولويّات العام.
النضال من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين لا يزال مستمرًا
على الرغم من كل التقدم الذي تمّ إحرازه، لا يزال النضال من أجل المساواة مستمرًا. وتحتاج الإنسانية إلى 108 سنوات بعد كي تردم الهوّة بين الجنسين على جميع المستويات في حال تابع العالم اتجاهه الحالي، و إلى 202 سنوات لردم الهوّة على مستوى التمكين الاقتصادي. فـ24 في المائة فقط من البرلمانيين في جميع أنحاء العالم من النساء، ولا تملك النساء إلاّ 20 في المائة من الأراضي في العالم، وأكثر من 2.7 مليار امرأة محرومات بحكم القانون من الحصول على نفس فرص عمل الرجل، كما تمضي المرأة أكثر من ثلاثة أرباع الوقت في أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر.
وأظهرت حركة #MeToo (#أنا أيضًا)، أنّ التحرّش الجنسي في مكان العمل متفشّ في أقطار العالم كلّها. ولا يزال العنف الجنسي ضد النساء والفتيات يُستخدم كسلاح حرب في حالات الصراع. كما زوّجت حوالى 650 مليون فتاة وامرأة على قيد الحياة اليوم قبل بلوغهنّ سن الـ18. وعانت 35 في المائة من النساء عنفًا مارسه الشريك الحميم أو عنفًا جنسيًا مارسه شخص آخر غير الشريك.
#أقف_معكِ
يبقى التمييز القائم على نوع الجنس متجذّرًا في آراء ومعتقدات مؤذية تتناول دور المرأة وخصائصها وما يحدّد الأنوثة والرجولة. وهذه الآراء والمعتقدات متفشية ومترسّخة إلى أقصى الحدود، وتؤدّي إلى الإقصاء والقمع. ويشكّل تسليط الضوء عليها والتصدّي لها أوّل خطوة نحو تغيير مجتمعاتنا وتحقيق المساواة فيها.
لذا، فإنّ نسخة مفوّضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان لحملة "أقف معكِ" للعام 2020 تركز على "الخطابات" الخاصة بالمساواة بين الجنسين، وعلى قضايا تؤثّر على المرأة. وتسعى الحملة إلى تسليط الضوء على التحيز المتأصّل في وجهات نظرنا ومجتمعاتنا، والأهم من ذلك على التصدّي له، إن في كتب التاريخ التي لا تعطي مساهمات المرأة قيمتها، وفي المعلومات المتاحة على الإنترنت التي غالبًا ما تصوّر المرأة بطرق نمطية أو ما هو أسوأ من ذلك بعد، التي تنشر أفكارًا تمييزيّة ضدّ المرأة، وفي وسائل الإعلام التي تلوم المرأة على العنف الذي تعانيه، وتحقّرها وتطبعها بصور جنسية، وتُخضعها للرجل وتحرمها من حقّها في اتّخاذ القرارات التي تعنيها.
وبالشراكة مع مؤسسة ويكيميديا، تسعى الحملة أيضًا إلى إعداد محتويات جديدة تعزّز المساواة بين الجنسين وعمل المدافعين حقوق الإنسان للمرأة على ويكيبيديا.
انضموا إلينا وبادروا إلى العمل للنهوض بحقوق المرأة.
#أقف_معكِ #لنغيّر_الصورة