Skip to main content

التثقيف في مجال حقوق الإنسان

من طالبة إلى مدافعة عن حقوق الإنسان: تأثير التثقيف في مجال حقوق الإنسان

24 كانون الثاني/يناير 2020

"في السابق، لم أكن أعي ما هي حقوقي. أما الآن، فأنا متيقنة منها كلها. وأتمتع بالجرأة للدفاع عن نفسي والمطالبة بحقوقي عندما ينكرها أحد علي".

 

هذا ما قالته بريمالاتا تاميلسيلفان التي تنتمي إلى أقلية جماعة الداليت في الهند. فكونها تتحدَّر من قرية في ولاية تاميل نادو الجنوبية، تعرَّضت للتمييز منذ الولادة، لا سيما أنه أُطلق على الداليت سابقاً اسم 'حظر المساس'، وكان يجري استبعادهم من المجتمع وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية الأساسية على نطاق واسع.

وتوضح بريمالاتا قائلة "لا يريد الناس من الطبقات الأعلى لجماعة الداليت أن تتقدم في الحياة، بل جلَّ ما يريدون أن يستمروا في قمعنا". وعندما كانت بريمالاتا في الصف الثامن، تمَّ إطلاق برنامج من تنظيم People's Watch، وهي منظمة غير حكومية هندية، مدعومة من مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، في مدرستها. فاكتسب الطلاب والمعلمون معارف بشأن حقوق الأطفال ومبادىء عدم التمييز والمساواة.  

التثقيف في مجال حقوق الإنسان – "التأثير الكامن لجعل الحياة تتغيَّر"

تركز برامج التثقيف في مجال حقوق الإنسان على تطوير المعرفة والمهارات وتعزيز القيم والمعتقدات والمواقف التي تشجع كافة الأفراد على الدفاع عن حقوقهم الخاصة وعن حقوق الآخرين.

وقالت إيلينا إيبوليتي من وحدة المنهجية والتعليم والتدريب التابعة لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان "يحظى التثقيف في مجال حقوق الإنسان بالتأثير لجعل الحياة تتغيَّر". وأضافت "حينما يدرك الأفراد أنه يحق لجميع الناس العيش بحرية وكرامة، وأنه يمكنهم إجراء تحليل نقدي للتحديات التي يواجهونها وتحديد الحلول التي تتوافق مع القيم المتعلقة بحقوق الإنسان، فإنهم قادرون على تغيير حياتهم والقيام بالتغيير داخل مجتمعاتهم".  

ويهدف البرنامج العالمي للتثقيف في مجال حقوق الإنسان، الذي أطلقته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2005، إلى المضي قدماً في تنفيذ برامج التثقيف في مجال حقوق الإنسان عالمياً. وهو يضمن إطار عمل ينبغي اتخاذه، ويعزز الشراكة والتعاون، من المستوى الدولي وصولاً إلى القواعد الشعبية.

وتقود مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان تنسيق هذا البرنامج. وهذا العام، تطبع بداية عقد جديد مرحلته الرابعة الممتدة على فترة خمس سنوات، من 2020 حتى 2024، والتي تركز على التثقيف في مجال حقوق الإنسان للشباب ومن خلال الشباب، اعترافاً بدورهم كعناصر أساسية في تحقيق حقوق الإنسان.

في الأمس، طفلة. واليوم امرأة شابة تعرف حقوقها.

في حالة بريمالاتا، دفعها التثقيف في مجال حقوق الإنسان قدماً في الحياة كي تتمكن من إدراك قيمتها والتأكيد عليها، ومن الدفاع عن حقوق الآخرين. فبعد تسع سنوات من حضورها البرنامج، وبعمر 21 عاماً، تمكنت بريمالاتا من المجيء إلى جنيف، سويسرا لإلقاء خطاب في المنتدى الاجتماعي لمجلس حقوق الإنسان، حيث تحدثت عن التمييز الطبقي في التعليم.  

واليوم، تطمح بريمالاتا إلى أن تصبح محامية ومدافعة عن "الناس الذين يحتاجون إلى العدالة". وهي تحمل بكالوريوس في التاريخ، فيما تسعى حالياً إلى الالتحاق بكلية القانون. وتعتبر بريمالاتا أن التمييز الطبقي الواسع النطاق هو أحد أكبر الشواغل التي تواجهها الهند اليوم في مجال حقوق الإنسان. وقالت "لا يجب على شخصين من طبقتين مختلفتين أن يقعا في الحب ويتزوجا، وإذا حصل ذلك وأُلقي القبض عليهما، سيتم قتلهما فوراً كقضية من قضايا 'الشرف'".  

وفيما تسعى بريمالاتا إلى مناهضة هذا التمييز الراسخ بشكل بنيوي، فإنها تعتقد أن التثقيف في مجال حقوق الإنسان في كل المدراس العامة والخاصة يمكن أن يكون مفيداً. وقالت "بهذه الطريقة، سيدرك الأطفال من الطبقات العليا والدنيا حقوقهم وواجباتهم، وسيتوقفون عن ممارسة التمييز بحق بعضهم البعض الآخر. وسيتحلون بالمزيد من الوعي، وسيتمكنون من استيعاب ما هو صائب وخاطىء".

وتؤمن بريمالاتا بشدة بقوة الشباب للنضال من أجل مستقبل أفضل. لكنها تؤكد أنه ينبغي أولاً توعية الشباب على حقوقهم، من ثمَّ سيناضلون في سبيلها تدريجياً. وقالت "ينبغي أن نتطلع إلى إنشاء مجتمع أفضل مستقبلاً، حيث يكون الناس أحراراً ومتساوين، وحيث يتم السماح لهم بالحب والزواج بمن يرغبون". وأضافت "في بعض الأحيان، يمتلك كبار السن طريقة تفكير جامدة جداً ولا يسمحون للشباب بالتغيير، لذلك تقع على الشباب مسؤولية الدفاع عن حقوقهم".

في عام 2012، وردت قصة بريمالاتا في شريط وثائقي بعنوان "طريق نحو الكرامة: تأثير التثقيف في مجال حقوق الإنسان"، والذي اشتركت في إنتاجه مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.

24 كانون الثاني/يناير2020

الصفحة متوفرة باللغة: