Skip to main content

التعذيب والمعاملة اللاإنسانية

خبراء يعترفون بأنّ العنف الجنسيّ والعنف القائم على النوع الاجتماعيّ يرقيان إلى التعذيب

15 نيسان/أبريل 2019

لمست دانييلا أغيري لونا الفرق الذي يمكن إحداثه عندما يُعتَبَر العنف الجنسيّ والعنف القائم على النوع الاجتماعيّ من وسائل التعذيب.

لقد ساهمت المحامية في مجال حقوق الإنسان ميغيل أغستين برو خواريز، بالتعاون مع مركز حقوق الإنسان في المكسيك، في رفع قضية 11 امرأة من ضحايا العنف الجنسيّ والعنف القائم على النوع الاجتماعيّ مارستهما سلطات إنفاذ القانون، إلى محكمة البلدان الأميركيّة لحقوق الإنسان. والنساء الـ11 من بين الناجين من حملة قمع نفّذتها الشرطة ضدّ مظاهرة احتجاجيّة نُظِّمَت في منطقة سان سلفادور أتينكو في المكسيك في العام 2006. وخلال المظاهرة، قُبض على 47 امرأة وتعرض الكثير منهنّ لاعتداءات جنسيّة مارستها السلطات أثناء الاحتجاز.

وفي العام 2018، حكمت المحكمة بأنّ ما تعرضت له هؤلاء النساء هو ضرب من ضروب التعذيب فأدانت الحكومة لارتكابها انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد النساء، بما في ذلك الاعتقال التعسفيّ والتعذيب النفسيّ والجنسيّ ومنع الوصول إلى العدالة.

وأكّدت أغيري أنّ الاعتراف بأنّ ما مرت به هؤلاء النساء، بما في ذلك العنف الجنسيّ والعنف القائم على النوع الاجتماعيّ، يرقى إلى التعذيب، كما أثّر تأثيرًا عميقًا ليس على هؤلاء الناجيات الـ11 فحسب بل على أخريات عانين الأمرَّيْن أيضًا.

وقالت: "لقد كشفت هؤلاء النساء المستور فسلّطن الضوء على نساء أخريات قابعات في السجون... نجون من أحداث تُعتَبَر من ضروب التعذيب. ولم يقتصر هذا الاعتراف عليهنّ فحسب، أي على من نجا من أتينكو فقط، بل يشمل أيضًا أخريات لا يزلن في السجون. وكشف حقيقة الناجيات من التعذيب الجنسيّ".

شكّل السعيّ إلى الاعتراف بأن العنف الجنسيّ والعنف القائم على النوع الاجتماعيّ يرقيان إلى التعذيب، لا سيما عندما تكون الدولة متواطئة أو عندما تفشل في إجراء التحقيقات اللازمة أو ملاحقة الجناة قضائيًّا أو حماية الناجين ودعمهم، محورَ ورشة عمل استمرّت يومين، نظّمها صندوق الأمم المتحّدة للتبرعات لضحايا التعذيب. وقد ضمّت ورشة العمل أصحاب الاختصاص وخبراء وناجين من جميع أنحاء العالم، فناقشوا خلالها الاحتياجات المحدّدة لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب الذين وقعوا ضحيّة العنف الجنسيّ والعنف القائم على النوع الاجتماعيّ ولالتماس الانتصاف لهم.

وأوضح عضو مجلس إدارة صندوق الأمم المتّحدة للتبرعات لضحايا التعذيب غابي أوري أغيار، الأهميّة البالغة للاعتراف بأن العنف الجنسيّ والعنف القائم على النوع الاجتماعيّ يرقيان إلى التعذيب. وقالت إن هذه الخطوة تحتّم التعهّد على الصعيدَين الدوليّ والوطنيّ، بالتزامات خاصة بالضحايا، بما في ذلك الجبر والتعويض للناجين.

وتابعت قائلة: "يفرض هذا الاعتراف التزامات على الدول باستئصال العنف الجنسيّ والعنف القائم على النوع الاجتماعيّ، ولكنه يجعلها أيضًا مسؤولة عن توفير خدمات إعادة التأهيل والخدمات المناسبة لضحايا العنف الجنسيّ والعنف القائم على النوع الاجتماعيّ اللذين يرقيا إلى التعذيب."

أمّا المدير التنفيذيّ المشارك لمنظّمة "Validity" آن كامبل، فقد أعلنت من جهتها أنّ هذه الاعتراف ييسّر على الأفراد والمنظمات الدفاع عن الضحايا بشكل أفضل. ومنظّمة "Validity" هي منظّمة دوليّة غير حكوميّة تعتمد على القانون كي تحقّق المساواة والإدماج والعدالة للأشخاص ذوي الإعاقة العقليّة. وأكّدت على أنّ الاعتراف بأنّ حالات معيّنة من العنف الجنسيّ والعنف القائم على النوع الاجتماعيّ ترقى إلى التعذيب، يمنحهم فرصة أكبر لتحقيق العدالة لموكليهم.

وتابعت قائلة: "إذا تم الاعتراف بأنّ العنف الجنسيّ والعنف القائم على النوع الاجتماعيّ ضد الأشخاص ذوي الإعاقة العقليّة هما شكل من أشكال التعذيب، يمكننا أن نرفع الشكاوى الجنائيّة باسم الضحايا بمزيد من السهولة؛ كما يمكننا الوصول إلى الخدمات والدعم المخصص لضحايا التعذيب؛ وإدماج ذوي الإعاقة العقليّة في خطط التعويض وجبر الضرر؛ والاستفادة من الحظر القانونيّ على التعذيب لتأمين الملاحقات القضائيّة والانتصاف القانونيّ."

منذ ما يقارب الـ40 عامًا، ساعد الصندوق ضحايا التعذيب وعائلاتهم على إعادة بناء حياتهم. وحقّق ذلك عن طريق توفير سبل انتصاف فوريّة يمكن الوصول إليها، من خلال توفير المنح إلى المنظمات التي تقدم المساعدة.

ويدعم الصندوق هذا العام 155 مشروعًا في 77 دولة، ويساعد 40,000 شخص من ضحايا التعذيب. وفي حين أنّه لطالما دعم ضحايا العنف الجنسيّ والعنف القائم على النوع الاجتماعيّ وساعدهم في السابق، يوليهم هذه السنة اهتمامًا خاصًا. ويدعم 76 مشروعًا توفّر إعادة التأهيل والانتصاف لضحايا العنف الجنسيّ والعنف القائم على النوع الاجتماعيّ، أي ما يقارب نصف مشاريعه لهذا العام.

وأكّدت أوري على أنّ هذا الاهتمام من الخطوات الضروريّة. وقالت إنه مع ارتفاع وتيرة النزاعات على المستوى العالميّ، يزايد استخدام العنف الجنسيّ والعنف القائم على النوع الاجتماعيّ، ويرتفع بالتاليّ عدد الضحايا الذين يحتاجون إلى الدعم.

وختمت قائلة: "لسوء الحظ، يتفشّى العنف الجنسيّ والعنف القائم على النوع الاجتماعيّ على نطاق واسع... واعتبارهما من أشكال التعذيب يساعدنا فعلاً على تلبية احتياجات الأفراد الذين تعرضوا له المحدّدة. نأمل أن نتمكّن من خدمة ضحايا العنف الجنسيّ والعنف القائم على النوع الاجتماعيّ بشكل أفضل، ومن إعمال حقهم في الانتصاف وإعادة التأهيل".

إذا كانت مؤسستكم تساعد ضحايا التعذيب، اكتشفوا كيف يمكنكم تقديم طلب إلى الصندوق .

هل ترغبون في مساعدة الصندوق على دعم أكثر من 40,000 شخص من ضحايا التعذيب وعائلاتهم؟ تبرّعوا للصندوق.

15 نيسان/أبريل 2019

الصفحة متوفرة باللغة: