زيد يقول لمجلس حقوق الإنسان: "بوكو حرام تحتفظ بالقدرة على إحداث ضرر بالغ"
04 تموز/يوليو 2015
"تبين المقابلات التي أجراها موظفو المفوضية مع الأسرى السابقين لدى بوكو حرام والناجين من هجمات بوكو حرام في شمال شرق نيجيريا نمطاً من الهجمات الشرسة والعشوائية التي يرجع تاريخها إلى شهور، وحتى إلى سنوات، مضت،" أبلغ رئيس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، زيد، مجلس حقوق الإنسان.
وكان زيد يطلع المجلس على آخر المستجدات بشأن النتائج التي خلص إليها فريق نشره في منطقة حوض بحيرة تشاد لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الجماعة الإرهابية في الكاميرون وتشاد والنيجر خلال العام الماضي.
وأشار زيد إلى أنه، في نيسان/أبريل 2015 وحده، شردت هجمات بوكو حرام على جزر النيجر الواقعة على بحيرة تشاد 000 40 شخص وحدثت الفظائع الشرسة التي ارتكبتها الجماعة المتمردة.
والناجون الذين أُجريت مقابلات معهم تناولوا بالوصف عمليات الهروب من المجازر؛ وإحراق قرى بأكملها؛ وذبح الأشخاص الذين لجأوا إلى أماكن العبادة؛ والتعذيب والمعاملة القاسية والمهينة بعد صدور أحكام في ’محاكم ‘؛ وعمليات اختطاف الفتيان لتجنيدهم في الجماعة، واختطاف النساء والفتيات.
"أكدت المقابلات التي أجرتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان أن النساء والفتيات – أثناء أسرهن، الذي استغرق في حالات كثيرة شهوراً أو حتى أعواماً – جرى استرقاقهن جنسياً واغتصابهن وإجبارهن على ما يسمى ’زواج ‘،" قال زيد. "وكثيرات من الناجيات من هذه التجارب المرعبة هنّ الآن حوامل من مغتصبيهن."
وقد أثر التدمير والتشريد على اقتصاد المنطقة التي كانت تنتج عادة ما يكفي من المحاصيل حتى للاتجار بها في جميع أنحاء منطقة الساحل. وأعرب زيد عن قلقه لأن التأثير الاقتصادي فاقمته التدابير الأمنية التي اتخذتها السلطات الإقليمية لتقييد حركة الأشخاص والمركبات والبضائع على الأراضي التي قد تكون بوكو حرام عاقدة العزم على استخدامها.
"[هذه التدابير الأمنية[أحدثت أيضاً شعوراً سيئاً، يمكن تفهمه، بين المجتمعات المتأثرة، وقد تسهم في نهاية الأمر في توفير دعم لبوكو حرام،" قال زيد. "ومن الجوهري أن تحجم قوات الأمن الإقليمية، عند القيام بعملياتها، عن إضافة المزيد إلى معاناة الناس."
وأعرب زيد أيضاً عن استيائه إزاء التقارير التي مفادها أن الأسرى السابقين لدى بوكو حرام، بمن في ذلك الأطفال، احتجزتهم السلطات الكاميرونية والنيجيرية، لفترات طويلة في بعض الأحيان، دون توجيه تهمة إليهم. وأشارت إفادات أخرى إلى أن العائدين قوبلوا أيضاً بنظر السكان المحليين إليهم بعين الريبة لاشتباههم في تواطئهم مع الجماعة الإرهابية.
"يجب أن أُصر على ضرورة أن تولي القوات العسكرية وقوات الشرطة على السواء في البلدان المعنية مزيداً من الاهتمام لحقوق الإنسان عند تنفيذ العمليات الأمنية ضد بوكو حرام،" قال زيد. "ويجب أن تكون حماية المدنيين شاغلاً رئيسياً في جميع العمليات العسكرية، مع احترام قواعد الاشتباك الصارمة التي تحمي حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي."
وقالت الكاميرون، وهي تتكلم بصفتها بلداً معنياً، إن سياستها متوافقة تماماً مع حقوق الإنسان: عقب وفاة 25 شخصاً في زنزانة سجن في منطقة أقصى الشمال، فُصل الجناة من وظائفهم. وأُطلق سراح الأطفال المحتجزين، الذين عَرَفَهم ذلك البلد بأنهم جنود أطفال.
وأشارت تشاد إلى أن بوكو حرام نشأت في نيجيريا ولكن جميع بلدان حوض بحيرة تشاد معنية الآن. وقد فر آلاف من اللاجئين النيجيريين إلى تشاد، ويعيش آلاف من التشاديين ويعملون في مناطق تنشط فيها بوكو حرام. وقد تصدرت تشاد القتال ضد بوكو حرام وتعرضت لهجوم انتحاري في نجامينا يوم 15 حزيران/يونيه أُصيب فيه أكثر من 100 شخص.
وقالت النيجر إن الحكومة، بدعم من وكالات إنسانية عديدة، قدمت الدعم إلى اللاجئين والمشردين، ولكن يلزم مزيد من الموارد لتوفير الغذاء والرعاية الصحية والمرافق الصحية. وأضافت النيجر أن لها حقاً مشروعاً في شن حرب لحماية نفسها وسكانها من بوكو حرام.
وقالت نيجيريا إن حالات انتهاكات حقوق الإنسان سيجري التحقيق فيها ومقاضاة مرتكبيها في نطاق الحدود التي وضعها قانون منع الإرهاب والجرائم الأخرى ذات الصلة.
3 تموز/يوليه 2015