Skip to main content

البيانات المفوضية السامية لحقوق الإنسان

بيان مفوّضة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت بشأن مقتل زعيم من السكّان الأصليّين في أمابا في البرازيل

29 تموز/يوليو 2019

 

"إن اغتيال زعيم شعب الوجابي الأصليّ إمريا واجابي، أمر مأساويّ وشائن بحدّ ذاته. ويعكس أيضًا أحد الأعراض المقلقة لمشكلة تعدي عمّال المناجم وقطّاع الأخشاب والمزارعين المتنامية، على أراضي السكان الأصليّين في البرازيل، لا سيّما على الغابات.

وقد تؤدي السياسة التي اقترحتها الحكومة البرازيليّة بفتح المزيد من مناطق الأمازون أمام التعدين إلى حوادث عنف وتخويف وقتل من النوع الذي تعرض له شعب الواجابي الأسبوع الماضي.

من الضروريّ أن تتفاعل السلطات بسرعة وفعاليّة وتحقّق في هذه الحادثة، وتقدّم جميع المسؤولين إلى العدالة بما يتناسب والقوانين المرعيّة. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن تتّخذ السلطات تدابير فعّالة لإنقاذ أرواح شعب الواجابي والحفاظ على سلامته الجسديّة، بما في ذلك من خلال حماية أراضيه.

وتشكل حماية الشعوب الأصليّة والأراضي التي تعيش عليها مسألة مهمة في جميع أنحاء العالم، لا في البرازيل فحسب. وعلى الرغم من إحراز بعض التقدم في السنوات الأخيرة، شهدنا تقاعسًا في إنفاذ القوانين والسياسات القائمة، وتفكيك الأطر المؤسّسيّة البيئيّة والمحليّة القائمة في بعض الحالات، كما هي الحال حاليًّا في البرازيل على ما يبدو.

نحثّ حكومة البرازيل على التصرف بحزم ووقف غزو أراضي الشعوب الأصليّة وضمان ممارستها السلميّة لحقوقها الجماعيّة في أراضيهم. وليست عمليّة طرد السكّان الأصليّين من أراضيهم مجرّد قضيّة اقتصاديّة. فإعلان الأمم المتّحدة بشأن حقوق الشعوب الأصليّة* يبرز بوضوح كيف تؤثّر على أسلوب حياتها بالكامل.

ندعو حكومة البرازيل إلى إعادة النظر في سياساتها التي تعني الشعوب الأصليّة وأراضيها، كي لا يؤدي اغتيال إمريا واجابي إلى موجة جديدة من العنف تهدف إلى تخويف الناس وطردهم من أراضي أجدادهم، وإلى السماح بتدمير المزيد من الغابات المطيرة، بما يحمل ذلك من تداعيات مؤكّدة علميًّا على تفاقم تغير المناخ."

انتهى

* يركّز إعلان الأمم المتّحدة بشأن حقوق الشعوب الأصليّة، الذي اعتمدته الجمعيّة العامة للأمم المتّحدة في العام 2007، على حقوق الشعوب الأصليّة في الأراضي والأقاليم والموارد التي امتلكتها أو شغلتها أو استخدمتها أو اكتسبتها، وكذلك على حقها في "[عدم] ترحيلها قسرًا عن أراضيها وأقاليمها. ولا يجوز أن يحدث النقل إلى مكان جديد بدون إعراب الشعوب الأصليّة المعنيّة عن موافقتها الحرّة والمسبقة والمستنيرة." (المادة 10). وللشعوب الأصليّة الحقّ في الحفاظ على علاقاتها الروحيّة المتميّزة مع أراضيها وغيرها من الموارد، ولها الحقّ في الاضطلاع بمسؤولياتها في هذا الصدد تجاه الأجيال المقبلة. وللشعوب الأصليّة الحقّ في حفظ وحماية البيئة والقدرة الإنتاجيّة لأراضيها أو أقاليمها ومواردها. في هذا الصدد، لها الحقّ في تحديد وترتيب الأولويات والاستراتيجيات المتعلّقة بتنمية أو استخدام أراضيها. ووفقًا للإعلان، تمنح الدول اعترافًا وحماية قانونيَيْن لهذه الأراضي والأقاليم والموارد. بالإضافة إلى ذلك، تضمن المادة 16 من اتفاقيّة منظمة العمل الدوليّة رقم 169، التي صادقت عليها البرازيل في العام 2002، أنّه "... لا يجوز ترحيل الشعوب المعنيّة من الأراضي التي تشغلها. ... وإذا اقتضى الأمر ترحيل هذه الشعوب كتدبير استثنائيّ، لا يجوز أن يتم هذا الترحيل إلا بموافقتها الحرة والواعية."

الصفحة متوفرة باللغة: