Skip to main content

هو أكثر من مجرّد شعر، هو تعبير عن هوية

زُلَيْخَة باتيل تتحدث عن العدالة الاجتماعية أمام نائب وزير الرئاسة السابق في مبنى اتحاد جنوب أفريقيا في بريتوريا. © IG @zulaikhapatel

قد يكون الشعر جانبًا غير مهم إطلاقًا من حياة الكثير من الناس، حتى أنه قد يكون لا معنى له. إلاّ أنّ زُلَيْخَة باتيل أوضحت أنّ الشعر بالنسبة إلى الأفريقيين والمنحدرين من أصل أفريقي، ليس بمجرد شعر. بل هو ثقافة. وهوية. وفي حالة بعض المدارس في جنوب أفريقيا ، شكّل طريقة لفرض التمييز والحفاظ على الفصل العنصري.

وشرحت باتيل قائلة: "تمّ اعتماد اختبار قلم الرصاص في زمن الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، حيث يوضع قلم رصاص في الشعر، وإذا لم ينزلق إن هززتم رأسكم، تُعتبرون من أصحاب البشرة الملوّنة، إذا بقي في شعركم، تُعتَبرون من السود. ما يعني أنه لم يعد مجرد شعر. بل شكّل أداة تحدّد مستوى معيشتكم ونوعية الحياة التي ستعيشونها في جنوب أفريقيا في ذلك الوقت."

عندما كانت باتيل في سن الـ13، أسست حركة عُرِفَت بحركة "أوقفوا العنصرية في مدرسة بريتوريا الثانوية للبنات" بهدف مكافحة العنصرية المؤسسية في مدرستها الثانوية، التي انطوت قواعدها على إجبار الفتيات السوداوات على تمليس شعرهن الأفريقي الطبيعي. فأشعلت حركة باتيل المناهِضَة للعنصرية حركة في المدارس الرسمية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.

وتذكّرت باتيل قائلة: "قدتُ احتجاجًا تم خلاله تهديدي بالاحتجاز، وفي ذلك الوقت قررتُ اتخاذ موقف حازم لأنني أُجبرت على اعتناق لون البشرة البيضاء وصورة لا تشبهني. وشكّل شعري أداة لقمعي."

وفقًا للأمم المتحدة، يمكن تعريف العنصرية المؤسسية على أنها المواقف العرقية المترسّخة في تقاليد أي مجموعة إثنية ومعتقداتها وآرائها وأساطيرها المتأصلة في نسيج النموذج الثقافي لهذه المجموعة العرقية. ويتم قبول هذه المعتقدات كحقائق وتُفهم على أنها ممارسات سلوكية طبيعية فيما تقوم في الواقع بتهميش وتشويه القيمة الإنسانية لمجموعة عرقية أخرى. وقد أدى هذا النوع من الاعتقادات إلى فكرة أن الشعر الأملس هو أنظف وأفضل من الشعر المجعد.

تهدف حملة "اكتشفوا عبّروا بادروا!" التي أطلقتها مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان في حزيران/ يوليو 2022، إلى تعزيز الإجراءات العملية المعتَمَدة لمكافحة العنصرية وأنواع التمييز الأخرى ذات الصلة. فالتصدّي للقوالب النمطية واتّخاذ إجراءات عملية ضدّ التحيزات التي تشجع التمييز المؤسسي على أساس لون البشرة أو الأصل الاجتماعي مثلاً، أساسيان لإعمال كامل حقوق الإنسان.

وباتيل من بين الحائزين على جائزة قمة النشطاء الشباب 2022 المنعقدة في جنيف بسويسرا، التي ضمّت شبابًا يعملون من أجل عالم شامل ومتساوٍ. وتُظهر مسيرة باتيل الملهمة في مكافحة العنصرية كيف يمكن لاتخاذ موقف حازم وتنفيذ إجراءات عملية أساسية، أن يحدثا فرقًا ويغيّرا العالم بشكل إيجابي.

تغيير الخطاب

في العام 2019، ألّفت باتيل البالغة من العمر 20 عامًا، ونشرت كتابًا بعنوان My Coily Crowny Hair (شعري المجعّد تاجي) للمساهمة في تحويل الخطاب السلبي المرتبط بالشعر الأفريقي الطبيعي. ويروي الكتاب قصة فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات اسمها ليزاخانيا، أي "ما زال يتألق" في لغة الزولو. وتقوم ليزاخانيا برحلة برفقة والدتها وجدتها لاكتشاف المزيد عن شعرها الأفريقي والتراث المرتبط به. فتدرك أن الشعر الأفريقي ليس مجرد شعر وتتعلم الوقوع في حبه، وفي نهاية المطاف، في نفسها.

وقد أصبح الكتاب من أكثر الكتب مبيعًا وهو يساهم في تمكين الفتيات من تعلم حب شعرهن الطبيعي وأنفسهن.

وأوضحت باتيل قائلة: "لا يمكن فصل أي تعبير عن شعر السود عن هويتهم، لا سيّما وأنّه أكثر من مجرد شعر بالنسبة إليهم. شعري بالنسبة إلي، وتسريحه بهذه الطريقة يجعلني أشعر بالقوة. وبالحرية. إنه رمز الحرية بالنسبة إلي، وهو رمز مقاومتي أيضًا."

وباتيل اليوم طالبة حقوق وتعمل مع صناع السياسات والقرار على صياغة سياسات شاملة ومناهضة للعنصرية تركز على التأكد من أن السياسات "شاملة للسود، بمن فيهم الأفريقيون أيضًا."

إلى جانب جامعتها والترويج لكتابها، أسست باتيل أيضًا منظمة غير ربحية تُعرَف باسم "الجرأة على التغيير"، وتركز على "إلهام الشباب كي يتجرّأوا على تغيير العالم من حولهم على أساس ثلاث ركائز هي: التثقيف والنشاط النضالي ومحو الأمية."

وختمت قائلة: "لقد أطلقتُ المنظمة غير الربحية آملةً وطامحة في توفير أركان المكتبة في المدارس المتخلّفة التي تعاني نقصًا شديدًا في الموارد، الواقعة في المجتمعات الريفية والمجتمعات البلدية في جنوب أفريقي، وتلبية احتياجات القراءة ومحو الأمية عند الأطفال."

الصفحة متوفرة باللغة: