دراسة طلابية تبيّن أن التثقيف في مجال حقوق الإنسان يساهم في منع النزاعات
11 آب/أغسطس 2021
توصّلت دراسة بحثية إلى أنّ التثقيف والتدريب في مجال حقوق الإنسان يؤدّيان إلى تغييرات في المواقف والسلوك ويطوران المعارف والمهارات التي تساهم في منع النزاعات وحلها.
وقد أجرى الدراسة خمسة طلاب ماستير من كلية الشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة، وهم غلوريا مورونتا، وإرينا بريوتيسكو، وكاتالين جوزان، ومارفين أندريه كراوس، وإيفيت دين. وقد سعت دراستهم إلى فهم دور التثقيف والتدريب في مجال حقوق الإنسان في منع النزاعات وحفظ السلام.
وأعلنت كاتالين جوزان قائلة: "وجدنا أدلة على أن التثقيف والتدريب في مجال حقوق الإنسان قد أديا إلى تغيير في المواقف والمعارف والمهارات والسلوك. وغالبًا ما تكون هذه السمات ضرورية ومطلوبة لحل النزاعات."
فوّض إعدادَ هذه الدراسة قسمُ منهجية العمل والتثقيف والدريب التابع لمفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، ويشكّل جهة التنسيق لديها في هذا المجال، وذلك في إطار برنامج ورش عمل كابستون في جامعة كولومبيا. ويعمل ضمن هذا البرنامج فريق يتألّف من خمسة طلاب دراسات عليا، وينجزون مشروعًا تقترحه مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، بتوجيه من مستشاري الهيئة التعليمية. ويهدف التقرير الذي أعده فريق الطلاب إلى دعم سياسات مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان وبرامجها.
طُلب من الفريق هذا العام أن يكتشف ما إذا كان هناك أيّ دليل على الصلة بين التثقيف في مجال حقوق الإنسان ومنع النزاعات. ومن خلال مسح البيانات المتوفّرة (في التقارير والدراسات والمقالات ودراسات الحالة) وتحليلها، توصّل الفريق إلى أن التعرّف إلى حقوق الإنسان أدّى دورًا استراتيجيًا في التخفيف من النزاعات وحفظ السلام.
كما تضمنت أبحاثًا عبر الإنترنت بالإضافة إلى مقابلات مع عدد من الأكاديميين والكيانات التابعة للأمم المتحدة والحكومات والمحترفين. وسلّطت الضوء على أنّه لبرامج التثقيف والتدريب في مجال حقوق الإنسان في حالات النزاع، آثار بارزة عندما تستند إلى التاريخ والسياق المحليَّيْن وتعالج أسباب النزاع الجذرية.
وقد أتت الدراسة نتيجة تعاون طويل الأمد بين مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان وجامعة كولومبيا. وفي العام 2020، نشرت مجموعة أخرى من الطلاب دراسة حول أثر برامج التثقيف والتدريب في مجال حقوق الإنسان على الأطفال والشباب في التعليم غير النظامي.
أكّدت منسقة المشروع في مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان بولينا تانديونو قائلة: "في الدعوة إلى تثقيف الشباب في مجال حقوق الإنسان ومعهم ومن خلالهم، نشركهم كأطراف أساسيين في العملية، ونسعى جاهدين لضمان مشاركتهم الفعالة في عملنا بشأن التثقيف في مجال حقوق الإنسان وبرامج الأمم المتحدة. ليس الشباب أصحاب حقوق فحسب، بل هم أيضًا من العوامل الأساسيّة لإعمال حقوق الإنسان. فالتثقيف في مجال حقوق الإنسان يمكّننا، نحن الجيل الشباب، من أداء دورنا البالغ الأهميّة."
في نيسان/ أبريل الماضي، نظّم الفريق، بدعم من مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، حدثًا جانبيًا خلال منتدى الشباب الاقتصادي والاجتماعي الـ10، من أجل تبادل النتائج الأولية للمشروع البحثي. وقد حضر الحدث عبر الإنترنت أكثر من 300 مشارك شاب من جميع أنحاء العالم، وهدف إلى إلهام الشباب الآخرين للانخراط في التثقيف في مجال حقوق الإنسان.
وشدّدت الطالبة والباحثة إيرينا بريوتيسكو قائلة: "أعتبر أنه من الضروري إشراك الطلاب في عمل الأمم المتحدة بشأن التثقيف في مجال حقوق الإنسان، لأنّهم يأتون بأصوات ووجهات نظر لا تؤدي إلى تطوير في هذا المجال وبالتالي حياة الكثيرين فحسب، لكنّها تصقل أيضًا الطلاب أنفسهم."
في 11 آب/ أغسطس 2021