التثقيف في مجال حقوق الإنسان في مدارس مدغشقر
13 نيسان/أبريل 2021
وقّع فريق الأمم المتحدة القطري ووزارة التربية الوطنية في مدغشقر اتفاقًا تاريخيًا يوفّر التثقيف في مجال حقوق الإنسان في المدارس الابتدائية والثانوية في جميع أنحاء البلاد.
وقّع فريق الأمم المتحدة القُطري في مدغشقر، ومفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان ووزارة التربية الوطنية في مدغشقر مذكرة تفاهم تاريخية تهدف إلى إدراج التثقيف في مجال حقوق الإنسان في مناهج المدارس الابتدائية والثانوية في جميع أنحاء البلاد.
ويأتي هذا الإنجاز نتيجة تنفيذ التوصيات التي قدمها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى مدغشقر خلال الاستعراضَيْن الدوريَيْن الشاملَيْن في العامَيْن 2014 و2019.
كما أنّ كبير مستشاري حقوق الإنسان في فريق الأمم المتحدة القطري يقدّم منذ العام 2019 الدعم التقني إلى وزارة التربية الوطنية، من خلال إعداد برنامج تدريب للمدربين يستهدف حوالى 20 خبيرًا في مجال حقوق الإنسان وبقيادة منسق حقوق الإنسان في وزارة التربية الوطنية. وبدعم مالي من مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، قام هؤلاء الخبراء أيضًا بتطوير المواد وتلقيها، مثل كتيب تفاعلي للتلاميذ، ودليل للمدرّسين ولعبة خاصة بحقوق الإنسان، بهدف دعم تدريب المدرّسين في مجال حقوق الإنسان وتعليم التلاميذ.
أعلنت فانيسا تولوجاناهاري تاهيرينتسوا، وهي طالبة في الصف السادس في ثانوية أنوسيسوا في العاصمة أنتاناناريفو وقالت بكلّ حماسة: "يؤدّي دمج حقوق الإنسان في المناهج المدرسية إلى آثار أساسيّة منها تعزيز دور المرأة في المجتمع الملغاشي والحد من العنف والفقر."
وفي الواقع، يعزز التثقيف في مجال حقوق الإنسان القيم والمعتقدات والمواقف التي تشجع جميع الأفراد على دعم حقوقهم وحقوق الآخرين. كما يشكل مساهمة أساسية لمنع الانتهاكات على المدى الطويل، واستثمارًا بارزًا في بناء مجتمعات عادلة تعزّز وتحترم حقوق الإنسان لكل فرد.
يأمل الموقعون على مذكرة التفاهم أن تساهم هذه المبادرة الجديدة في تعزيز حقوق الإنسان في جميع أنحاء مدغشقر، وترسيخ التنمية الشخصية للطلاب وتوطيد إدراكهم مسؤوليتهم في تحقيق حقوق الإنسان ضمن المجتمع.
أما وزيرة التربية الوطنية، ماري ميشيل ساهوندراريمالالا، فقد أكّدت أنّ "التثقيف في مجال حقوق الإنسان يطور الطلاب فيصبحون مواطنين صالحين ويساعدهم على تبني سلوكيات غير عنيفة في علاقاتهم الشخصية وفي تعاملهم مع التحديات اليومية في المجتمع الملغاشي."
ورددت رأي الوزيرة السيدة رافاوارينيرينا، وهي معلمة فيزياء في ثانوية أمبوهيتريمانجاكا، وأشارت إلى أن "الطلاب الذين يدركون حقوقهم يكونون قادرين على الدفاع عنها وعن حقوق الآخرين، كما يمكنهم تعزيز الكرامة الإنسانية والمساواة في المدرسة والمجتمع."
تأتي مذكرة التفاهم الجديدة في أعقاب الاتفاقات المتتالية التي وقعها فريق الأمم المتحدة في مدغشقر منذ العام 2014 بهدف تعزيز التثقيف في مجال حقوق الإنسان في مختلف المؤسسات الوطنية، مثل وزارتَي الدفاع وقوى الأمن وفي المؤسسات الأكاديمية، مثل قسم الحقوق في جامعة أنتاناناريفو في نيسان/ أبريل 2015. ويسعى فريق الأمم المتحدة القطري إلى بناء شراكات مع ثلاث جامعات أخرى في مدغشقر.
وأشار منسق الأمم المتحدة المقيم، عيسى سانوغو، إلى هذا الإنجاز قائلاً: "إن فريق الأمم المتحدة القطري ملتزم بدعم الحكومة في تنفيذ مذكرة التفاهم التي ستساهم من دون أدنى شك في زرع بذور حقوق الإنسان في الشباب والأطفال. وهذا أساسيّ لبناء مجتمع أكثر عدالة وشمولية وسلمية."