العلوم المفتوحة قادرة على توحيد الأمم
28 تشرين الأول/أكتوبر 2020
يمكن "العلوم المفتوحة"، أي مشاركة الاكتشافات العلمية والتقدّم العلمي، أن توحّد الأمم، بحسب ما أشار إليه النداء المشترك الذي أُطلَق هذا الأسبوع.
وأكّد النداء الذي أطلقته مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، واليونسكو ومنظّمة الصحّة العالمية، وبمشاركة المنظّمة الأوروبيّة للبحوث النووية أن العلوم المفتوحة يمكن أن تخفّف من عدم المساواة وأن تساهم في الاستجابة للتحديات الطارئة التي يطرحها كوفيد-19، كما دعا إلى "فتح أبواب المعرفة".
ومصطلح "العلوم المفتوحة" يعني بشكل أساسي الوصول المفتوح إلى المنشورات والبيانات والمخرجات العلمية، بالإضافة إلى البرامج المفتوحة المصدر، والموارد التعليمية، والتكنولوجيا على غرار الاختبارات واللقاحات.
وقد سلّط كوفيد-19 الضوء على ضرورة تعزيز التعاون العلمي بين الدول، وضمان الحق الأساسي في الوصول الشامل إلى التقدم العلمي وفوائده.
وفي وقت تتفشّى فيه الشائعات على نطاق واسع، وتنتشر فيه المعلومات الكاذبة بسرعة، من الضروري للغاية أن نعزّز الثقة في العلوم.
وشدّدت المفوّضة السامية قائلة: "أدى قمع أو إنكار الأدلة العلمية في بعض الأوساط، والتردّد في تبني سياسات قائمة على الأدلة، إلى تضخيم الأضرار المدمرة التي ولّدها الوباء. ومن المبادئ الأساسية للصحة العامة ضرورة إشراك الرأي العام مشاركة كاملة وصادقة. فاستخدام القوة لن يؤدّي أبدًا إلى كبح هذه الجائحة أو وضع حدٍ لها، بل ما يحقّق ذلك هو استخدام العلم وموافقة الرأي العام المستنيرة وامتثاله الكامل للإجراءات المتّخذة."
وأكّدت باشيليت أنّه بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، يقع على عاتق الدول واجب واضح في تأمين التعاون الدولي ووصول الجميع إلى اللقاح. فقالت: "يحقّ للجميع، بما في ذلك الأفراد والجماعات الضعيفة والمهمشة، بأن يتمتّعوا بفوائد التقدم العلمي."
"الطريق مسدود" أمام النماذج العلمية المغلقة
أشارت اليونسكو إلى أنّ منشور من بين كل أربعة منشورات علمية كان متاحًا للجميع قبل تفشّي أزمة كوفيد-19. وبحسب ما أفادت به المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي، فقد حرم هذا الواقع آلاف الباحثين من إمكانية الوصول إلى أعمال زملائهم.
فقالت: "تواجه اليوم النماذج العلمية المغلقة طريقًا مسدودًا، لأنها تؤدّي إلى تفاقم عدم المساواة بين البلدان والباحثين، ولأنها تجعل التقدم العلمي متاحًا لأقلية من الناس فحسب."
وأضافت أن الأمر لا يتعلّق بإتاحة الوصول إلى المنشورات فحسب، بما أنّ العلوم المفتوحة "تعني أيضًا إخراج العلوم من المجتمع العلمي، من خلال تطوير موارد تعليمية مفتوحة وثقافة علمية، وإضفاء الطابع الديمقراطي على العلوم والتأكد من أنها تلبّي احتياجات المجتمع المعاصر."
أمّا مدير عام منظّمة الصحّة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، فقد تناول الإجراءات العالمية التي أطلقتها منظّمته من أجل تعزيز الوصول إلى فوائد العلم في ظلّ تفشّي كوفيد-19. وسلط الضوء على نداء التضامن من أجل المبادرة إلى العمل الذي أطلقه رئيس كوستاريكا ومنظمة الصحة العالمية بالاشتراك مع مجمع إتاحة تكنولوجيات مكافحة كوفيد-19.
وفي النداء من أجل العلوم المفتوحة، أقرّت السيدة أزولاي والسيد تيدروس والسيدة باشيليت "بقدرة التعاون العلمي والدبلوماسية على توحيد الدول والمجتمع المدني والقطاع الخاص والعالم، مع التأكيد على أهمية اتخاذ القرارات بطريقة قائمة على الأدلة."
وأعلنوا أن "السياسات العامة الفعالة والمستدامة يجب أن تعتمد على المعلومات التي تم التحقق منها والحقائق والمعارف العلمية خدمة للمصلحة العامة."
وبناءً على طلب الدول الأعضاء، أعدت اليونسكو مسودة توصية، من خلال عملية تضمنت مشاورات واسعة النطاق، لا سيما مع العلماء والحكومات وعدد من المؤسسات مثل منظمة الصحة العالمية والمنظّمة الأوروبيّة للبحوث النووية. والمسودة الأولى لنص توصية اليونسكو بشأن العلوم المفتوحة متاحة حاليًا للتعليق. وستتفاوض الدول الأعضاء على النص المنقح الذي من المقرر اعتماده بنسخته النهائية خلال المؤتمر العام المقبل المنعقد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021.
في 28 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2020