أزمة الكاميرون: منع الخطابات التي تحرّض على العنف
28 كانون الثاني/يناير 2020
قبل الانتخابات التشريعية والبلدية في شباط/ فبراير في الكاميرون، عقد مركز الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان والديمقراطية في إفريقيا الوسطى في مكتب مفوضيّة الأمم المتّحدة الإقليمي لحقوق الإنسان، سلسلة من المشاورات دامت عامًا كاملاً من أجل وضع استراتيجية تهدف إلى منع خطابات الكراهية ومكافحتها.
لقد حدّدت الأمم المتّحدة خطاب الكراهية على أنّه أيّ تلميح في الخطابات أو النصوص المكتوبة أو السلوك يهاجم أو يستخدم لغة مسيئة أو تمييزية عند الإشارة إلى دين شخص ما أو عرقه أو جنسيته أو إثنيّته أو لونه أو نسبه أو جنسه أو أي عامل آخر يحدّد هويّته.
تمّ التخطيط للانتخابات المقبلة عندما لم تُظهِر الأزمة المتفشية في المناطق الشمالية الغربية والجنوبية الغربية من الكاميرون أيّ بوادر حلّ جدّية. وقد ساهم السياسيون ووسائل الإعلام في تفاقم الأزمة من خلال نشر بيانات مثيرة للفتنة أثّرت سلبًا على حقوق الإنسان في تلك المناطق. ومنذ تشرين الأوّل/ أكتوبر 2016، أدّى الاقتتال بين القوات الكاميرونية والجماعات الانفصالية المسلّحة المعارضة إلى تهجير عدة آلاف من الأشخاص من المنطقتين المذكورتَيْن إلى مناطق أخرى من الكاميرون وإلى نيجيريا المجاورة.
وقد أتت جهود مكتب مفوضيّة الأمم المتّحدة الإقليمي لحقوق الإنسان في إفريقيا الوسطى عقب اعتماد البرلمان قانونًا جنائيًا يجرّم خطاب الكراهية والعصبية القبلية في الكاميرون، بما يتماشى مع استراتيجية وخطة عمل الأمم المتّحدة بشأن خطاب الكراهية التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في حزيران/ يونيو 2019.
وقد أعلن مدير المكتب الإقليمي لويس ماري بوكا قائلة: "السلام والعدالة أساس حقوق الإنسان، كما يساهمان في التخفيف من التباينات في العديد من المجالات. ويرغب مكتبنا، من اعتماد آليات الإنذار المبكر القائمة على حقوق الإنسان، والمشاركة في جهود الأمم المتحدة العالمية الرامية إلى منع ومكافحة العنف والتهميش والتمييز. وتسعى استراتيجيتنا أيضًا إلى اعتماد الأمم المتّحدة ردودًا فعّالة على تأثير خطاب الكراهية على المجتمع الكاميروني."
خلال العام 2019، نظّم المكتب الإقليمي سلسلة من المشاورات والدورات التدريبية وورش العمل مع عدد من الصحفيين والسياسيين واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان والحريات وجهات فاعلة من المجتمع المدني وفريق الأمم المتحدة القطري، لرفع مستوى الوعي بشأن جوّ الكاميرون المشحون بالكراهية وآثارها على حقوق الإنسان والانتخابات المقبلة.
وقد ساهمت هذه الاجتماعات في إعداد آليات تعاونية وذاتيّة التنظيم ترصد خطابات الكراهية وتكافحها. وفي شباط/ فبراير 2019، عقب حلقة دراسية استضافها المكتب الإقليمي، وافق 81 صحفيًا من وسائل إعلام في عدة مناطق من الكاميرون على وضع مدونة سلوك بشأن الإبلاغ عن الأزمات. وأقروا بالدور الذي يجب أن يلعبوه كمحترفين إعلاميين في معارضة نشر الرسائل التي تحرّض على الكراهية. كما وافقوا على إطلاق حملة في الشهر نفسه لتغيير الخطابات التمييزية والتصدّي لخطابات الكراهية.
وأشار بواكا إلى أنّ آلية أخرى نتجت عن مشاورات المكتب الإقليمي، وهي فرقة عمل تتألف من 20 شخصًا يمكن أن تتحوّل إلى أداة للحوار بين مختلف الأطراف المعنيّين.
وختم قائلاً: "يجب أن تكون فرقة العمل قادرة استراتيجيًّا على إعداد رؤية مشتركة تمهّد لنهضة ديناميكية داخل المجتمع الكاميروني وتتيح القضاء تدريجيًا على آفة الكراهية والعنف، ونشر ثقافة حقوق الإنسان والديمقراطية بين المجتمعات فتعيش معًا بسلام."
28 كانون الثاني/يناير 2020