الدعوة إلى إدماج المجتمعات المهمّشة الصومالية عبر وقفات إذاعية
11 تشرين الثاني/نوفمبر 2019
"المساواة والعدالة للجميع"، من دون أيّ زيادة أو نقصان. هذا هو الشعار الذي اختارته شبكة "ناشطون من المجتمعات المهمّشة" (MCA*) لحملتها، عقب ورشة عمل تدريبية نظّمها الفريق المعني بحقوق الإنسان والحماية، بالتعاون مع فريق الاتّصال الاستراتيجيّ والشؤون العامة، وبعثة الأمم المتّحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال، وقد امتدّت على يومين وتناولت الاستراتيجيات الإعلامية.
وهدف التدريب الذي عُقد بين 9 و10 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2019 في مقديشو، وضمّ ستة أعضاء من شبكة "ناشطون من المجتمعات المهمشة"، من بينهم امرأتان، إلى تعزيز الإدراك العام لحقوق المجتمعات المهمّشة في الصومال وتشجيع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني على الدعوة إلى إعمال حقوق الأقليات وبناء سياسات واستراتيجيات فعالة.
إقصاء الأقليّات عن المشاركة السياسية وفرص العمل والوصول إلى العدالة
يتّسم المجتمع الصومالي بالانقسامات العشائريّة، وعدم المساواة والإقصاء، ما يؤدّي إلى ممارسة التمييز ضدّ الأقليات والعشائر الأصغر، فتكافح جاهدةً كي تتمكّن من ممارسة حقوقها في المشاركة في العمليّات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.
ويؤدّي التهميش إلى توزيع الموارد توزيعًا غير عادل ينطوي على تمييز، وإلى العديد من المخاوف على مستوى الحماية. فقد أشار أحد الناشطين الذين شاركوا في ورشة العمل التدريبيّة قائلاً: "لا يزال نظام العشائر يستبعد الأقليات عن المشاركة السياسية وفرص العمل والوصول إلى العدالة. كما يحرمها من حقوقها في التنمية والتعليم، ويعاقب الزواج المختلط مع مجموعات الأكثريّة."
ولتحسين فرص المجتمعات والمجموعات المهمّشة في المشاركة في الحياة العامة تأثيرٌ إيجابيٌ على منع نشوب النزاعات. هذا هو النهج الذي تبناه الفريق المعنيّ بحقوق الإنسان والحماية التابع لبعثة الأمم المتّحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال، والسبب الذي حمله على اغتنام هذه الفرصة ودعم الحملة الإعلامية التي تُنَفّذ ضمن إطار المساعدة التقنية وبناء القدرات على مستوى المشروع الخاص بالمجتمع المدني.
وندّد الناشط قائلاً: "ما من برنامج واحد على وسائل الإعلام يتناول مشاكلنا."
الإذاعات: الأداة الأكثر فعالية للدعوة على الإدماج
أشارت منى أبواغلة من الفريق المعنيّ بحقوق الإنسان والحماية التابع لبعثة الأمم المتّحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال إلى أنّه يمكن استخدام وسائل الإعلام لتثقيف الرأي العام على الحقوق المتساوية وغير القابلة للتصرف التي يتمتع بها كلّ إنسان، "كما يمكنها أن تشجّع أيضًا المجتمع على احترام التنوع والمساهمة في دمج الأقليات في المجتمعات الصوماليّة."
وتعتبر شبكة "ناشطون من المجتمعات المهمشة" أنّ "وسائل الإعلام هي المرجع الوحيد للمجتمعات التي لا صوت لها." وخلال اجتماع نظمّه الفريق المعنيّ بحقوق الإنسان والحماية في 30 أيلول/ سبتمبر 2019، وضمّ شبكة "ناشطون من المجتمعات المهمشة" وصحفيّين وإعلاميّين، أشار المشاركون إلى أنّ الراديو والتلفزيون يشكّلان أفضل وسيلة لخدمة مصالحهم ونقل كافة المزايا والصعوبات، على غرار الوصول المتساوي، والمساواة وعدم التمييز بما يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، ووقرّروا الاستثمار في الراديو بشكل أساسيّ.
وتُطلق الحملة الإعلاميّة في 15 تشرين الثانيّ/ نوفمبر 2019 على أن تمتدّ على شهرين، وتستهدف المحطات الإذاعية الرئيسة في الصومال، بما فيها راديو Kulmiye (في مقديشو)، وراديو Baidoa، وراديو Kismayo، وراديو Jowhar، وراديو Beletweyne، وراديو Risala، وراديو Galkacyo، وراديو SBC في بوساسو. وتغطّي الحملة أيضًا محطتين تلفزيونيتين هما SNT وHorn وتلفزيون الكابل ووسائل التواصل الاجتماعي (فايسبوك، وواتساب وتويتر).
وتتناول الوقفات الإذاعية التي تمتدّ على 15 دقيقة مواضيع مثل المساواة وعدم التمييز، والمشاركة السياسية، وتمكين المرأة، والمساواة في الوصول إلى التعليم، والصحة، والعمالة، والنشاط الاقتصادي، والحقوق الاجتماعية والثقافية. وتُخصَّص الدقائق الخمس الأخيرة من كل حلقة لاتّصالات المستمعين.
التوقعات من هذه الحملة الإعلامية كبيرة، إذ تطال إدراك السياسيّين والمجتمعات في الصومال وفي كلّ منطقة من مناطقها، التحديات التي تواجه المجتمعات المهمشة واحتياجاتها ورغباتها على نطلق واسع، وإعمال حقوقها الأساسية.
أمّا بالنسبة إلى الفريق المعنيّ بحقوق الإنسان والحماية، فلا تنحصر توقّعاته بتحسين مستوى الوعي والإدراك وحماية حقوق الأقليات فحسب، بل تطال أيضًا مساءلة الحكومة والتأكد من أنها تضع سياسات واستراتيجيات فعالة للقضاء على التمييز وتعزيز حماية حقوق الأقليات في الصومال.
***
*شبكة "ناشطون من المجتمعات المهمشة" (MCA) هي شبكة أنشأها أفراد من الأقليات الصومالية في العام 2006، وتدعو إلى إدماج المهمشين والأقليات في جميع أنحاء الصومال، اجتماعيًّا وسياسيًّا، بمن فيهم المشردون داخليًّا. وتدير أيضًا مجموعة الأقليّات والمهمّشين في الفريق المعنيّ بحقوق الإنسان والحماية التابع لبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال.
11 تشرين الثاني/نوفمبر 2019