كبار السنّ غير مرئيّين وضعفاء في حالات الطوارئ
01 تشرين الأول/أكتوبر 2019
أعلنت خبيرة الأمم المتّحدة المستقلّة المعنيّة بتمتّع المسنّين بجميع حقوق الإنسان روزا كورنفيلد-ماته قائلة: "تؤثّر حالات الطوارئ على ممارسة حقوق الإنسان. ويتأثّر كبار السنّ بشكل غير متناسب، وغالبًا ما يبقَون غير مرئيّين في هذه الحالات."
وأدلت كورنفيلد-ماته ببيانها أثناء رفع تقريرها إلى مجلس حقوق الإنسان. وينظر التقرير في حقوق الإنسان لكبار السنّ في حالات الطوارئ، كما يقدّم بعض الاقتراحات لتحسين وصولهم إلى المساعدة.
فقالت: "تؤدّي حالات الطوارئ، سواء نجمت عن كوارث طبيعيّة أم نزاعات، إلى تفاقم العديد من المخاطر الحاليّة التي تهدّد تمتّع كبار السنّ بحقوق الإنسان. وتشكّل مواضع الضعف التي يعانيها المسنّون، على غرار انخفاض القدرة على الحركة والمشاكل الصحيّة والإعاقة ورعاية أفراد الأسرة الآخرين، تحديّات تعيق وصولهم إلى المساعدات الإنسانيّة خلال حالات الطوارئ."
وأوضحت قائلة: "على الرغم من المخاطر المتزايدة التي يواجهها كبار السنّ، غالبًا ما لا تغطّيهم عمليّات التقييم والتخطيط. ويعود سبب ذلك جزئيًّا إلى تركيز العمل الإنسانيّ والمجتمعيّ على الفئات العمريّة الأصغر سنًا."
ويؤكّد التقرير على أن هذا النقص في البيانات المتعلّقة بعدد كبار السنّ المتأثرين أثناء حالات الطوارئ يؤثّر سلبًا على الحقوق والخدمات. ففي العام 2018 مثلاً، نزح قسرًا 68.5 مليون شخص في جميع أنحاء العالم نتيجة الصراعات أو العنف المتفشيّ. إلاّ أنّ البيانات لم تحدّد عدد كبار السنّ منهم.
وتغطّي إحدى الإحصاءات القليلة المتوفّرة عن كبار السنّ في حالات الطوارئ اللاجئين وتعود إلى العام 2017، وتشير إلى أنّ 3 في المائة من اللاجئين تجاوزوا 65 عامًا. واعتبرت كورنفيلد-ماته عدم توفّر البيانات في الوقت المناسب حاجزًا أمام شمل العمل الإنسانيّ كبار السنّ.
وقالت: "غالبًا ما يواجه كبار السنّ، في حالات النزوح القسريّ، حواجز كثيرة تعيق وصولهم إلى برامج الحماية الاجتماعيّة. وعادةً ما يتمّ استبعاد كبار السنّ عن المبادرات الخاصة بالانتعاش الاقتصاديّ. كما أنّ البرامج المتعلّقة بسبل العيش غالبًا ما تفرض حدًّا أدنى للسن أو أنّها لا تعترف بمهارات كبار السنّ الذين يرغبون في العمل وقدراتهم."
ويرفع تقرير الخبيرة المستقلّة عددًا من التوصيات تهدف إلى تحسين الخدمات المقدّمة إلى كبار السنّ في حالات الطوارئ، بما في ذلك جمع بيانات السكّان المتضرّرين وتحليلها بشكل أفضل، واستشارة كبار السنّ كي يساهموا في تحديد العوائق التي تحول دون وصولهم إلى المساعدة، وعدم التمييز ضدّهم في البرامج المتعلّقة بسبل العيش فتوفّر عند تصميمها خيارات لهم، وضمان أن تشمل أيّ خطّة للرعاية الصحيّة احتياجات كبار السنّ."
وختمت قائلة: "في حالات الطوارئ، يعاني كبار السنّ الكثير من المخاطر بسبب ضعفهم. ويجب ألا يغيب عن بالنا أنّ التقدّم في السنّ يؤدّي في الكثير من الأحيان إلى أشكال أخرى من الضعف وعدم المساواة، على مستوى النوع الاجتماعيّ مثلاً. فعندما لا يمارس كبار السنّ كامل حقوقهم في الأوقات العاديّة، قد يتفاقم ضعفهم في حالات الطوارئ."
1 تشرين الأول/أكتوبر 2019