التكنولوجيا الجديدة سيف ذو حدّين في وجه المدافعين عن حقوق الإنسان
09 كانون الاول/ديسمبر 2018
تطرح الوتيرة السريعة لتطوّر التكنولوجيا تحديات فريدة في وجه حقوق الإنسان والمدافعين عنها.
فقد أعلن آدم شابيرو، من مجموعة فرونت لاين ديفندرز قائلاً: "التكنولوجيا سلاح يجدر الوقاية منه، ولكنّها أيضًا سلاح يمكننا استخدامه لنكشف الحقيقة." وفرونت لاين ديفندرز من الحائزين على جائزة حقوق الإنسان للعام 2018.
وأدلى شابيرو بتعليقاته خلال مناقشة تناولت المدافعين عن حقوق الإنسان ومخاطر التكنولوجيا الجديدة وفرصها. وقد عُقِدَت المناقشة في كابيتول هيل، في واشنطن عاصمة الولايات المتّحدة، وضمّت مدافعين عن حقوق الإنسان، ومنظمات مختلفة، بالإضافة إلى أطراف معنيّين بالتكنولوجيا، وهدفت إلى فهم الفرص التي تقدّمها التكنولوجيا الجديدة لحقوق الإنسان والمخاطر التي تطرحها في وجهها بطريقة أفضل.
أمّا مديرة شعبة الأنشطة المواضيعية والإجراءات الخاصة والحق في التنمية في مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، بيغي هيكس، فقد أشارت من جهتها قائلة: "المدافعون عن حقوق الإنسان شركاؤنا الأساسيّون. فهم من يساهم في إعمال حقوق الإنسان، ومن ينفّذ الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان."
فوافق عضو الكونغرس الأميركي جيم ماكغفرن على ما تقدمت به.
وأشار ماكغفرن، الرئيس المشارك للجنة توم لانتوس لحقوق الإنسان قائلاً: " غالبًا ما يشكرني المدافعون عن حقوق الإنسان على عملي عندما تسنح الفرصة لي بالتقائهم. ولكن في الحقيقة هم سندي. فأنا من عليه شكرهم، وأشكرهم من كلّ قلبي."
لا يُحتَفَل هذا العام بالذكرى السنويّة الـ70 للإعلان العالميّ لحقوق الإنسان فحسب، بل يُحتَفَل أيضًا بالذكرى السنويّة الـ20 لإعلان الأمم المتّحدة الخاص بالمدافعين عن حقوق الإنسان. ويوفر هذا الإعلان الدعم والحماية للمدافعين عن حقوق الإنسان في سياق عملهم. وأكّد السناتور الأميركي كريس كونز، الرئيس المشارك لمجموعة حقوق الإنسان في مجلس الشيوخ الأميركي، على أنّه لا بدّ لهذا الدعم من أن يعبر جميع الحدود السياسيّة والحزبيّة.
وتابع قائلاً: "إن قضايا حقوق الإنسان مهمة. لا بل هي أساسيّة. ويجدر بها أن تعني الحزبَيْن."
وعلى الرغم من ذلك، يتعرّض المدافعون عن حقوق الإنسان، وبشكل متزايد، للاستهداف والتهديد في جميع مناطق العالم بسبب العمل الذي يقومون به. فبين العامين 2015 و2017، قُتل 1,019 مدافعًا عن حقوق الإنسان في 61 بلدًا حول العالم. وفي العامَيْن الماضيَيْن، قُتل 182 صحفيًا، بينما واجه آلاف آخرون مضايقات وتهديدات عبر شبكة الإنترنت وخارجها.
رنا أيوب صحافية وكاتبة هنديّة، وقد أدّت أعمالها الاستقصائيّة في عدد من المنشورات الإلكترونيّة المختلفة إلى سجن وزير الداخليّة في الهند في العام 2010. كما تسبّب عملها بمضايقات وتهديدات مورِسَت ضدها وضدّ عائلتها. وفي نيسان/ أبريل من هذا العام، تعرضت لحملة كراهيّة ضارية عبر الإنترنت انطوت على رسائل دعت إلى اغتصابها جماعيًّا وقتلها وحرمانها من دينها الإسلاميّ.
فأعلنت قائلة: "لم تنجح التكنولوجيا يومًا في خنق حريّة التعبير إلى هذا الحدّ."
وعلى الرغم من ذلك، يمكن التكنولوجيا أن تساهم كثيرًا في حماية المدافعين عن حقوق الإنسان. ألب توكر، المدير التنفيذيّ في مرصد NetBlocks، وهو مرصد عالميّ للإنترنت يعمل على نقطة التقاء الأمن السيبراني بنزاهة الانتخابات. وهو يرأس الفرق التي تبني أدوات تعتمد على البيانات من شأنها أن تدعم حريّة التعبير وحقوق الإنسان الأساسيّة. فقال إن التكنولوجيا والابتكار يمكنهما تمكين حقوق الإنسان على المستوى العالميّ.
وأعلن خلال المناقشة قائلاً: "لدينا الكثير من الطرق المختلفة التي تساعدنا والتكنولوجيا واحدة منها".
وفي حين ساهمت التكنولوجيا الجديدة والترابط في توسيع شبكات المجتمع المدنيّ، ولّدت سبلاً وتبريرات جديدة للسيطرة على الحركة والكلام، على حدّ تعبير هيكس. فمفوضيّة الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان قلقة حيال "تقلص الحيّز المدنيّ" – أيّ فرص العمل المتاحة أمام مجموعات المجتمع المدني وغيرها – من خلال زيادة القيود على الإنترنت. كما أنّ الهجمات، الجسديّة أو غير ذلك، على المجتمع المدنيّ، ولا سيّما على المدافعات عن حقوق الإنسان في تزايد مستمرّ، تمامًا كما هي الحال بالنسبة إلى عدد من الإجراءات الأخرى، على غرار زيادة المراقبة عبر الإنترنت، وتسجيل تمويل مجموعات المجتمع المدنيّ، والقيود القانونيّة والسياسيّة المفروضة باسم مكافحة الإرهاب والإجراءات الأخلاقية.
وقالت هيكس إن الحل هو حشد الرأي العام دعمًا للمدافعين عن الحقوق.
وختمت قائلة: "يجدر بنا أن نحشد الرأيّ العام كي يدعم المجتمع المدنيّ، وأن نجعل جهود المجتمع المدنيّ على صلة أوثق بالرأيّ العام، ونسلّط الضوء على أهميّة الحيّز المدنيّ في بناء مجتمعات أفضل".
9 كانون الاول/ديسمبر 2018