Skip to main content

إمرأة من الشعوب الأصلية في مواجهة كابوس الهجرة في المكسيك

10 آب/أغسطس 2018

"سألني ضابطان من الشرطة عن مشاركتي في اختطاف امرأتين مهاجرتين وقاما بإجباري على الإذعان بأنني كنت جزءاً من فريق البوليروس (مهربي المهاجرين)، بالرغم من أنني لم أستطع فهم ما يعنيه ذلك"، هذا ما أخبرته خوانا ألونزو سانتيزو، وقالت "بعد قضاء أربع سنوات في السجن، تعلَّمت قليلاً من اللغة الإسبانية ولم أتمكن إلا حينها من فهم ماهية التهم الجنائية الموجهة ضدي".

وكانت سانتيزو، وهي امرأة من شعب الشوج الأصلي في غواتيمالا، قد غادرت مسقط رأسها في آب/أغسطس 2014 أملاً في الوصول إلى الولايات المتحدة. وكان مهرب للمهاجرين، يُعرف أيضاً باسم كويوت (ذئب البراري) أو بوليرو، قد سبق وأعدَّ لها خطة تقوم على أن تعبر الحدود المكسيكية مع غواتيمالا وصولاً إلى مدينة رينوسا الواقعة شمال المكسيك، في ولاية تاموليباس، بالقرب من الحدود مع الولايات المتحدة.

وطوال الطريق، لم تتمكن سانتيزو، التي لم تستطع التواصل مع أشخاص آخرين ضمن مجموعتها لأنها لم تكن تتقن اللغة الإسبانية، من معرفة مكان تواجدها. فطمـأنها كويوت مجدداً بالقول لها إنهم كانوا على مقربة من دخول الولايات المتحدة.

وفي كل عام، يعبر آلاف المهاجرين من أميركا الوسطى على امتداد الأراضي المكسيكية هرباً من العنف وحالات الاختفاء القسري والإعدام والتعذيب والفقر والتجنيد القسري من العصابات. ويشكل العديد منهم طالبي لجوء ومهاجرين عابرين يحاولون الوصول إلى الولايات المتحدة بحثاً عن فرص حياة أفضل. وأجبرت نقاط التفتيش الحدودية في المكسيك المهاجرين على استخدام المزيد من الطرقات المحفوفة بالمخاطر في محاولة للهرب من الرصد والاحتجاز والترحيل. ويلجأ المهربون عادةً إلى اختطاف المهاجرين وابتزازهم أثناء عبورهم، بل يتركونهم حتى في طرقات موحشة.

وعندما وصلت مجموعة سانتيزو إلى رينوسا، قام كويوت وفرق أخرى من الرجال المجهولين بعزلها مع امرأتين مهاجرتين في منزل خاص. وهناك، أُجبرت النساء على العمل لصالح من اختطفهن. وتمكنت إحدى الضحايا في نهاية المطاف من إيجاد طريقة للاتصال بالشرطة المحلية وفضح خاطفيها. وفي حين كان يتم إنقاذهما، اتهمت الامرأتان سانتيزو بأنها على صلة بالخاطفين، مستفيدتين من واقع عدم تمكنها من فهم ادعاءاتهما ضدها.

بعدئذ، احتجزها ضباط الشرطة ونقلوها إلى مركز الشرطة المحلي في رينوسا. وأثناء استجوابها، واجهت سانتيزو مجدداً عائق اللغة ولم تتمكن من الرد على الأسئلة التي طُرحت عليها. وادَّعت أن الضباط قاموا، انتقاماً منها، بضربها وتهديدها بقوة السلاح. فما كان عليها في النهاية سوى الاستسلام وتوقيع تصريح تجرِّم فيه نفسها.

وتستذكر سانتيزو أنه لم يكن هناك محام أو مترجم فوري خلال عملية الاستجواب، ولم تتلق أي رعاية طبية. كما تدَّعي أنها أُجبرت من قبل وكيل مكتب المدعي العام أثناء جلسة الاستماع العامة أمام القاضي على المصادقة على شهادتها. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2014، نُقلت إلى سجن حكومي في رينوسا. وبحسب سانتيزو، لم تسجِّل السلطات أبداً ادعاءاتها بتعرضها للتعذيب ولم تحقق في هذا الشأن، ولم تسأل عن تصريح التجريم الذاتي الذي وقعته.

وقام مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في المكسيك بزيارة سانتيزو في السجن وبدعم حقوقها وعبَّر عن قلقه بشأن ظروف احتجازها مع مدير السجن. كما توسَّط مع قنصل غواتيمالا للمطالبة بإمكانية وصولها إلى مترجم فوري وحماية قنصلية. أكثر من ذلك، رافق مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في المكسيك عمَّ سانتيزو لإبلاغ مكتب المدعي العام في رينوسا واللجنة المكسيكية لحقوق الإنسان عن التعذيب الذي عانته.

وفي غواتيمالا، اكتسب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان دعماً من المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ومكتب المدعي العام ووزارة الخارجية لضمان حقوق سانتيزو في مجال حقوق الإنسان أثناء احتجازها في المكسيك. وتتحمَّل الآن أسرة سانتيزو، التي لم تتمكن من الاتصال بها حتى نيسان/أبريل 2018، أكلاف سفر مترجم فوري من غواتيمالا إلى المكسيك، لمساعدتها لأول مرة منذ قرابة أربع سنوات في الإدلاء بشهادة جديدة أمام القاضي.

يشكل يوم التاسع من آب/أغسطس اليوم الدولي للشعوب الأصلية في العالم. وفي هذا اليوم، حثَّ فريق من الخبراء المستقلين للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان الدول على ضمان حقوق الشعوب الأصلية بموجب إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية، وعلى الاعتراف بهذه الحقوق في سياق الهجرة.

10 آب/أغسطس 2018

الصفحة متوفرة باللغة: