ضحايا التعذيب في سوريا يطالبون بمحاسبة معذّبيهم
02 أيّار/مايو 2018
أوقِف خالد رواس في دمشق في العام 2011، واتُهِم بالمشاركة في مظاهرات ضدّ الحكومة. وخلال توقيفه، أُشبِع ضربًا وأُجبِر تحت التعذيب على توقيع اعترافات.
وأشار قائلاً: "ما يجري في بلادي ليس بجديد تاريخيًّا؛ وقد ظننتُ أنّنا تعلّمنا من أخطاء الماضي، ولكن لسوء حظّنا لم نفعل."
تمكّن روّاس من الهروب من الاضطهاد في سوريا، وبعدما عبر حدود خمسة بلدان عاش فيها لفترة، نجح في اللجوء إلى ألمانيا في العام 2015. وتمكّن من أن يجد وظيفة في مجال تخصّصه فبدأ بالعمل كمهندس ميكانيكيّ.
هو اليوم من بين المدّعين الـ22 الذين رفعوا أمام المدّعي العام الاتّحادي الألمانيّ، دعوى جنائيّة ضدّ 27 مسؤولًا رفيع المستوى في الجمهوريّة العربيّة السوريّة. ويساند المركز الأوروبي للحقوق الدستوريّة وحقوق الإنسان، وهو منظّمة مركزها في برلين ويدعمها صندوق الأمم المتّحدة للتبرّعات لضحايا التعذيب، رواس وزملاءه المدّعين الآخرين على تحقيق العدالة للأذى الذي عانوه في وطنهم.
وشرح قائلاً: "رفع الدعوى في ألمانيا خيارنا الوحيد. ولم نتمكّن من رفع شكوى أمام أيّ محكمة دوليّة. فالمحاكم الألمانيّة تسمح لنا بملاحقة المرتكبين قانونيًّا أمام المحكمة الاتّحاديّة، على الرغم من أنّنا سوريّون وليس ألمانيّين. ويحقّ لنا أن نرفع دعوى ونتحرّك، وهذا بالضبط ما نحتاج إليه: أن نتحرّك."
وبعد رفع الدعوى، تمكّن رواس والناجون الآخرون من تقديم شهاداتهم.
ويعتبر رواس أنّه على منظّمات المجتمع المدنيّ والمجتمع الدوليّ أن يعملوا معًا لإصلاح نظام فاشل.
وأضاف بحماس فقال: "نتكلّم عمّا هو أكبر من سوريا. فالأمر لا يقتصر على سوريا وحدها، بل يتخطّاها ليخلّص الإنسانيّة الكامنة في قلب كلّ واحد منّا. أرغب في أن أمثّل كلّ من لا صوت له في وسائل الإعلام، ولا أريد تحقيق العدالة بعد 30 عامًا من الآن، بل أريد تحقيقها اليوم."
2 أيّار/مايو 2018