Skip to main content

رصد حقوق الإنسان في اليمن لإسماع صوت الضحايا

18 نيسان/أبريل 2018

جلس محمد علي مصلح على الأنقاض يشرح. أكوام الحطام والحجارة هي كلّ ما تبقّى من مبنيَيْن ضمّا في ما مضى عدّة شقق. ففي 25 آب/ أغسطس 2017، بُعَيْد منتصف الليل، استهدَفَت قذائفٌ المبنَيَيْن، فقتلت 30 شخصًا وجرحت آخرين، ودمّرت المبنَيَيْن، بما في ذلك شقّته. وحتّى يومنا هذا، لم يفهم مصلح سبب هذا الهجوم.

وشرح قائلاً: "ما من جيش هنا. نحن أشخاص عاديّون. فلماذا تمّ استهدافنا؟ لم يخبرنا أحد عن السبب حتّى يومنا هذا."

بالقرب منه، يقف هشام علي مخلفي وعيدي المنيفي يصغيان إليه، ويطرحان عليه المزيد من الأسئلة، ويدونان الملاحظات. ومن بين المهام الموكل إليهما، بصفتهما من موظّفي الرصد في مكتب الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان، أن يراقبا هذه الأحداث ويجمعا المعلومات عنها.

وأعلن علي مخلفي قائلاً: "لم يجد موظّفو الرصد التابعون إلى مكتب المفوّض السامي لحقوق الإنسان أي أهداف عسكريّة في المنطقة. فجميع الإصابات من المدنيّين المحميّين بموجب القانون الدوليّ. لذا، فإنّ هذا الهجوم قد استهدف المدنيّين."

منذ آذار/ مارس 2015، قُتل أكثر من 8,000 شخص وجرح أكثر من 49,000 آخرين في خلال الاشتباكات الدائرة بين القوّات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور، المعتَرَف بها دوليًّا، وتلك الموالية لحركة الحوثيّين المتمرّدين ووحدات الجيش الموالية للرئيس السابق على عبدالله صالح. وقد لقي معظم القتلى حتفهم خلال ضربات جويّة قام بها التحالف بقيادة السعوديّة الذي يدعم الرئيس هادي.

ومنذ العام 2012، وقعت على كاهل موظّفي الرصد في مكتب الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان مسؤوليّة زيارة الأماكن حيث وقعت انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان وتوثيق الإصابات بين صفوف المدنيّين. فراحوا يزورون المستشفيات ليتحدّثوا إلى الجرحى. ويجرون المقابلات مع الشهود العيان، ويحصون جثامين القتلى الذين سقطوا في أماكن الحوادث. ومن خلال هذه المعلومات، يساعدون في ربط الأحداث في ما بينها، وتحديد المسؤولين عنها. وتندرج هذه المعلومات في تقارير شهريّة وقاعدة بيانات تضمّ معلومات تستخدمها وكالات أخرى تابعة إلى الأمم المتّحدة ووكالات دوليّة.

وعَمَلُ موظّفين من مثل مخلفي والمنيفي أساسيٌّ لتوثيق أحداث النزاع في اليمن ورفع التقارير ذات الصلة، على حدّ تعبير محمد علي النسور، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مكتب الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان.

وأضاف قائلاً: "موظّفو الرصد من المواطنين هم ركيزة عملنا الميدانيّ، وفي مناطق النزاعات من مثل اليمن. فهم يسافرون مستخدمين أدوات بسيطة – ويستخدمون الخليويّ، ويزورون المستشفيات والمدارس والمواقع التي استهدفتها الغارات الجويّة. كما يلعبون دورًا أساسيًّا على مستوى عملنا في اليمن وهم المحرّك الرئيس وراءه."

اكتشف المزيد عن عمل موظّفي رصد حقوق الإنسان في اليمن في شريط الفيديو أدناه.

18 نيسان/ أبريل 2018

الصفحة متوفرة باللغة: