Skip to main content

المرأة

الناشطون يستخدمون حقوق الإنسان من أجل دعم الصحة الجنسية والإنجابية

25 تشرين الأول/أكتوبر 2017

"بالنسبة إلي، تشكل الآليات المعنية بحقوق الإنسان إحدى السبل الأخرى لتقديم الحكومات إلى المساءلة، خصوصاً في الوقت الذي يسود فيه تضييق الخناق على الحيز المدني وردُّ فعل عنيف ضد المساواة الجنسانية وحقوق المرأة عموماً"، هذا ما قالته كاثرين نيامبورا من FemNet، وهي منظمة أفريقية تعنى بشؤون المرأة.

وكانت نيامبورا قد شاركت في حلقة عمل تدريبية خاصة، نظَّمها في إثيوبيا أخيراً مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لحقوق الإنسان لشرق أفريقيا، بالتعاون مع المكتب الإقليمي لشرق وجنوب أفريقيا التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وذلك بشأن استخدام المعايير والأدوات والآليات الدولية والإقليمية المعنية بحقوق الإنسان من أجل حماية وتعزيز الصحة الجنسية والإنجابية والحقوق. وجمعت حلقة العمل أصحاب المصلحة من جيبوتي وأثيوبيا وكينيا ورواندا وتنزانيا وأوغندا، ممَّن يعملون على قضايا تتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية والحقوق، بما في ذلك الأشخاص الذين ينشطون من أجل طرح مسألة العنف القائم على الجنسانية.

لقد تمثلت الفكرة الكامنة خلف المشروع في تعزيز فهم معايير حقوق الإنسان المعنية وتبادل التصورات واستطلاع كيفية استخدام الآليات الدولية والإقليمية المعنية بحقوق الإنسان في عمل هذه الجهات المذكورة آنفاً في ما يتعلق بمساعدة النساء والفتيات وسواهن في الحصول على الخدمات والمعلومات المرتبطة بالصحة الجنسية والإنجابية. كما أتاحت حلقة العمل حيزاً لبناء الجسور بين مختلف المدافعين عن حقوق الإنسان ووضع الاستراتيجيات بناءً على التقدم الذي أحرزته هذه الحقوق في المنطقة، بحسب أدووا كوفور، المستشارة الإقليمية المعنية بالجنسانية في مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لحقوق الإنسان لشرق أفريقيا.

وقالت كوفور "يؤدي المدافعون عن حقوق الإنسان دوراً حاسماً في المساعدة على ضمان أن لا أحد عرضة للإهمال، وذلك من خلال قيامهم بفضح ومعالجة حالات عدم المساواة في الحصول على خدمات الجودة الصحية الأساسية ودعوة السلطات إلى احترام وحماية وتحقيق الصحة الجنسية والإنجابية والحقوق لكل شخص ضمن اختصاصهم". أضافت "لقد عززت حلقة العمل تحديداً قدرة المدافعين في المنطقة لحشد المطالب أمام الآليات الإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان واختتمت أعمالها بضرورة تطوير استراتيجيات متابعة ملموسة هي قيد التنفيذ حالياً".

من جهته، قال فرنسيس موتوا من الشبكة الأفريقية للشباب والمراهقين المعنية بالسكان والتنمية إن حلقة العمل شكلت دعماً كبيراً خصوصاً بالنسبة إلى الناشطين الشباب، بما أنها قدمت إليهم إطار عمل ولغة لاستخدامهما في نشاطهم". وإذ أوضح موتوا أن الاطلاع على الآليات المعنية بحقوق الإنسان يساعد على تنمية الأفكار ويحسِّن الفارق الذي يمكن أن يصنعه الناشطون الشباب، أشار إلى أن "هذا الأمر من شأنه أن يغيِّر المحادثات (بشأن الشباب والصحة الجنسية والإنجابية) إلى محادثات قوامها ̓ما الذي يريده الشبابʻ و̓ما الذي يمكن أن يفعله الشبابʻ". أضاف "عندما تربطون هذه القضايا بالصكوك الدولية، فإن الأمر يجعل تفكيركم يتخطى حدود دولتكم. ستفهمون كيف أن الصحة الجنسية والإنجابية ترتبط بحقوق الإنسان عبر كل القارة".

لقد ساعدت الدورة التدريبية أيضاً في زيادة تأثير عمل هؤلاء الناشطين الشباب، بحسب جاكلين موتيري من المنظمة الأهلية Grace Agenda، التي تعمل مع الفتيات والنساء اللواتي تعرضن للعنف الجنسي. وموتيري نفسها هي إحدى الناجيات من هذا العنف في أعقاب الانتخابات في كينيا عام 2007. وهي أكدت أنها تشعر بأنها مدعومة أكثر حالياً للقيام بمطالب أكبر وأفضل في مجال حقوق الإنسان. فهي تخطط مثلاً لعرض قضية التعويضات الخاصة بالنساء اللواتي وقعن ضحايا للاعتداءات الجنسية ما بعد مرحلة الانتخابات على المقررة الخاصة المعنية بمسألة العنف ضد المرأة. وقالت "فتح لي الأمر باباً لأتمكن من دفع خطتي إلى أبعد من حدود دولتي. فبما أن دولتي صادقت على العديد من المعاهدات المتوافرة ولن يستمع أحد إلي في بلادي، أستطيع بالتالي أن ألجأ إلى جهة أخرى ذات صفة دولية أكبر من أجل المطالبة بحقوقي".

25 تشرين الأول/أكتوبر 2017

الصفحة متوفرة باللغة: