Skip to main content

الأشخاص ذوو المهق

حين يطاردون للحصول على أعضائهم البشرية

04 نيسان/أبريل 2017

على مدى السنوات العشر الماضية، أفيد عن وقوع أكثر من 600 اعتداء على أطفال وأشخاص بالغين مصابين بالمهق في 28 بلدًا.

وتشمل تلك الاعتداءات انتزاع أعضاء بشرية من أجساد أشخاص مصابين بالمهق، سواء كانوا أحياء أم أموات، وذلك لأخذها إلى من يعرفون بالأطباء المشعوذين وممارسي الطب التقليدي من أجل صنع جرعات سحرية أو تعاويذ، يُعتقد أنها تجلب الحظ الجيد أو الثراء لمستخدمها النهائي.

وفي تقرير حديث تحدِّد فيه الشعوذة بمثابة السبب الجذري لهذه الاعتداءات، تستخدم إيكبونوسا إيرو، خبيرة الأمم المتحدة المستقلة المعنية بتمتع الأشخاص المصابين بالمهق بحقوق الإنسان، مصطلح ̓الشعوذةʻ بصيغته العامة المتوافق عليها للإشارة إلى ضروب سحر سلبية أو قوى غامضة، بالرغم من أنها تقرُّ أن ذلك يترافق في بعض الحالات نسبياً مع دلالات إيجابية للتمكين والتطهير.

ويمكن ألا تُستخدم أعضاء الأشخاص المصابين بالمهق لأغراض شعائرية فحسب، بل قد يقع هؤلاء الأشخاص أنفسهم أيضاً ضحية لاتهامات بالشعوذة: إذ يمكن أن يُنظر إلى الأطفال المصابين بالمهق على أنهم لعنة لحقت بأسرهم التي تسارع إلى التخلي عنهم واستبعادهم مع أمهاتهم من المجتمع، أو قد يكون هؤلاء الأشخاص حتى ضحايا لعمليات الوأد. وبالرغم من أن إيرو تشدِّد على فائدة الطب التقليدي، إلا أنها شهدت على حالات كان من الصعب فيها تحديد الفارق بين ممارسي السحر والأطباء التقليديين. وقالت "لقد رأيت إعلانات في صحف نشرها ̓معالجون تقليديونʻ يقدمون خدمات من قبيل جعل العملاء أكثر ثراءً وشفاء أمراض مستعصية وضمان إطلاق السراح من السجن والقيام بمزاعم أخرى ترقى إلى مستوى الشعوذة أكثر منه إلى الطب التقليدي".

ومثلما تشير إليه دراسة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، فقد أدخلت مفاهيم ̓الشعوذةʻ و̓السحرʻ إلى أفريقيا عن طريق أوائل المستكشفين والمستعمرين والمبشرين الأوروبيين، واستعين بها بهدف ترجمة مصطلحات تنطوي على الازدراء كانت تستخدم في لغات متداولة للوقائع المحلية. وتشدِّد الخبيرة أيضاً أنه خلافاً للطب التقليدي، الذي تمَّ تكييفه على مدى قرون ليتلاءم مع السياقات المعاصرة، يبدو أن استخدام أعضاء الأشخاص المصابين بالمهق ممارسة حديثة العهد، مثلما يتبيَّن من الانتشار السريع للاعتداءات على مدى السنوات العشر الماضية.

وقالت "لا يمكن تحت أي ظروف اعتبار الاعتداءات واستخدام أعضاء الأشخاص المصابين بالمهق، بغض النظر عن الغرض من استخدام هذه الأعضاء، جزءاً أساسياً من أي ممارسة قانونية، سواء كانت مرتبطة بالشعوذة أو بالطب التقليدي". أضافت "تشكل هذه الأعمال المتأصلة فعلاً إجرامياً وانتهاكاً إضافياً من انتهاكات حقوق الإنسان. وبالتالي، لا يمكن تبريرها على أساس التقليد أو الطب التقليدي أو أي مسوِّغ آخر".

وتعدِّد إيرو ثلاثة أنواع من مرتكبي الجرائم في هذه الصناعة المروِّعة: الأشخاص الذين يطاردون ويهاجمون ويقتلون ويقطعون أوصال الضحايا وينقلون أعضاءهم البشرية؛ الأشخاص الذين يعرِّفون عن أنفسهم بأنهم أطباء مشعوذون أو معالجون تقليديون ويستخدمون الأعضاء البشرية لإقامة الشعائر؛ والأشخاص الذين يقومون بشراء هذه التعاويذ والجرعات السحرية.

وتشير الخبيرة إلى أن أحد التحديات الأساسية في تتبع الاعتداءات تمثلت في عدم القدرة على تحديد وملاحقة الفئتين الأخيرتين من مرتكبي الجرائم. وتصبح المسألة أكثر تعقيداً في ظل عدم الرقابة الفعلية على الممارسة التي يقوم بها المعالجون التقليديون وغياب سياسات وطنية واضحة في هذا الخصوص. أضافت "إن جمع الأدلة... يتعرض للعرقلة غالباً بفعل السرية المحيطة بممارسة الشعوذة، واشتراك أفراد الأسر في ارتكاب الاعتداءات، وعدم قدرة أو خوف الضحايا وأسرهم من التبليغ عن الاعتداءات، فضلاً عن محدودية الموارد المالية والبشرية والتقنية الموضوعة تحت تصرف وكالات إنفاذ القانون في الدول المعنية".

وفي الثالث من آذار/مارس 2017، رحبت إيرو بالإدانة الصادرة عن المحكمة العليا في جنوب أفريقيا للعقل المدبر الذي أمر بقتل وبتر أعضاء بشرية لامرأة مصابة بالمهق. وكانت الضحية البالغة من العمر 20 عاماً اختطفت في آب/أغسطس 2015 في قرية كوا الواقعة في مقاطعة زولو ناتال وتمَّ العثور عليها ميتة لاحقاً. وقد جُمعت أعضاؤها لممارسة شعائر يُفترض أن تعود بالثراء على عملاء العقل المدبر. وقالت إيرو "تعتبر مثل هذه الحالات أساسية من أجل فهم الأنماط والأسباب الجذرية للاعتداءات المستمرة ضد الأشخاص المصابين بالمهق".

كما شدَّدت الخبيرة المستقلة أيضاً على أن معالجة المعتقدات الراسخة بعمق مثل الاعتقاد بفعالية الأعضاء البشرية في الشعوذة والطب التقليدي تتطلب توعية المجتمع بشأن التفسيرات العلمية المتعلقة بالمهق. ويجب تثقيف الجمهور بإشراك منظمات قائمة على الإيمان وقادة تقليديين وأشخاص مصابين بالمهق وأسرهم.

وأدَّى مشروع نفذته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) في تنزانيا في العام الفائت – وهي إحدى الدول التي تسجل أعلى نسبة انتشار لمعدلات المهق في العالم – إلى زيادة قياسية في نسبة الأشخاص الذين يدعون المعرفة بشأن المهق، بما في ذلك أسسه الوراثية وأنه ليس لعنة.

4 نيسان/أبريل 2017

هل وجدتم القصة مثيرة للاهتمام؟ يمكنكم الاطلاع على المزيد من المعلومات بشأن المهق واكتشاف قصص ملهمة رواها أشخاص مصابون بالمهق هنا.

الصفحة متوفرة باللغة: