Skip to main content

مؤتمر قمة الأمم المتحدة بشأن الهجرة يجب أن ينظر في مسألة المشردين داخلياً – خبير في الأمم المتحدة

09 أيلول/سبتمبر 2016

مع تأهب قادة العالم للتلاقي في نيويورك من أجل تناول التحركات الكبرى للاجئين والمهاجرين عبر الحدود، ينبغي أن يولي المشاركون اهتماماً لتوفير الحماية وحقوق الإنسان والحلول المستدامة للأشخاص المشردين داخل بلدانهم، قال خبير الأمم المتحدة المعني بالمشردين داخلياً، تشالوكا بياني.

وسلط الخبير الضوء على أن الأشخاص الذين أُجبروا فعلاً على الفرار من بيوتهم بيد أنهم ظلوا موجودين في بلدانهم – من المقدر أنهم أكثر من 40 مليون شخص في جميع أنحاء العالم شُردوا بسبب النزاعات وحدها – يشكلون فئة سكانية شديدة الضعف كثيراً ما يبقى أفرادها على قيد الحياة في أصعب الأوضاع لفترات طويلة. ويشير الخبير إلى أنه إذا لم يتم التصدي للأسباب الجذرية ومنع التشريد وتوفير حماية داخلية فعالة، فإن المشردين داخلياً اليوم سيكونون لاجئي الغد ومهاجريه المتَجَر بهم أو المهَرَبين.

"كثيرون من الأشخاص الذين عبروا الحدود الدولية شُردوا داخل بلدانهم في البداية من جراء النزاعات. وحيثما لا توَفَر للمشردين داخلياً حماية بدنية كافية ويبقون في أوضاع تتسم بانعدام الأمن، والحرمان الاجتماعي – الاقتصادي، بما في ذلك السكن غير اللائق والغذاء غير الكافي، وعدم توفير ما يكفي من سبل الحصول على التعليم والرعاية الصحية وفرص كسب الرزق، ومع ضآلة آفاق التوصل إلى حلول مستدامة بالنسبة لهم، وبصفة خاصة في حالات النزاع، فإنهم يتطلعون عادة إلى ما يتجاوز الحدود الوطنية بحثاً عن حلول،" قال الخبير.
 
"قرار شخص بالفرار من بلده ليس من السهل اتخاذه. وكل شخص قد تكون حياته أو سلامته البدنية معَرَضَة للخطر له الحق في المطالبة باللجوء إلى بلد آخر،" شدد بياني على هذا. " بيد أنه، في بلدان كثيرة من البلدان التي زرتها والتي توجد فيها أعداد كبيرة من السكان المشردين، يمكن عمل المزيد من أجل توفير الحماية داخلها وإيجاد أسباب تدعو إلى البقاء ترجح على الأسباب التي تدعو إلى المغادرة."
 
ووفقاً لما ذكره الخبير، فإن هذا يعني القيام بأقصى سرعة ممكنة بتهيئة أوضاع الاستقرار والسلامة والحماية والمساعدة، وسيتطلب هذا قيام السلطات الوطنية باتخاذ خطوات ضرورية لدمج نهج المساعدة الإنسانية ونهج التنمية معاً.
 
"في حالات ما بعد النزاعات، وحتى حيثما تكون النزاعات جارية، يمكن اتخاذ تدابير هامة لمساعدة المشردين داخلياً على اتخاذ خطوات نحو الاعتماد على الذات والقدرة على التأقلم، بما في ذلك التدريب على اكتساب المهارات وتوفير سبل كسب الرزق وبرامج النقد لقاء العمل، أو المساعدة على الاضطلاع بمبادرات تجارية صغيرة،" قال الخبير. "والمسألة الجوهرية هي التشاور مع المشردين داخلياً ومعرفة قدراتهم ورغباتهم ومعاملتهم باعتبارهم شركاء ، لا باعتبارهم مستفيدين فقط."
 
"في حالات كثيرة جداً، ما زال المشردون داخلياً يعيشون في مخيمات أو ملاجئ مؤقتة أخرى بلا دخل على مدى شهور أو حتى على مدى سنوات بعد تشريدهم. وكثيراً ما يقولون لي إنهم يفضلون البقاء وإعادة بناء بيوتهم وسبل كسب رزقهم، ولكنهم، مع ضآلة أو انعدام آفاق القيام بذلك، واستنفاد فرص ضمان سلامتهم وإنقاذ حياتهم، يختارون حلولاً أخرى في بلدان مجاورة أو مناطق أخرى."
 
وبياني، الذي زار بلداناً من بينها أفغانستان وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية والعراق ونيجيريا وجنوب السودان وسوريا، سلم بأن الإرادة السياسية لمنع وإنهاء النزاعات هي السبيل الأساسي للحد من التشريد الداخلي القسري الذي كثيراً ما يكون المرحلة الأولى في عملية تفضي إلى تدفقات اللاجئين والمهاجرين.
 
واسترعى الخبير الاهتمام إلى مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني المعقود في اسطنبول في أيار/مايو 2016 الذي أولى اهتماماً كبيراً للمشردين داخلياً ودعا إلى اتباع نهج جديد لحمايتهم، كما اقترح هدفاً لخفض حجم التشريد الداخلي، بطريقة آمنة وكريمة، بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2030.
 
وسيقدم الخبير تقريراً إلى الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة في تشرين الأول/أكتوبر 2016 يعرض فيه مقترحات عديدة على الدول والشركاء الإنسانيين والإنمائيين بشأن كيفية تحقيق هذا الهدف الطموح عن طريق منع التشريد وتحقيق حلول مستدامة للمشردين داخلياً.

9 أيلول/سبتمبر 2016

الصفحة متوفرة باللغة: