"من أجلهم": صور نساء فلسطينيات لاجئات من سوريا
28 تشرين الثاني/نوفمبر 2014
"أطفالي يعطونني القوة. وهم السبب الذي جعلنا نأتي إلى هنا. وأول شيء أتذكره من أيامي الأخيرة في اليرموك هو صراخ ابنتي في منتصف الليل عند سماع صوت القصف بالقنابل والقذائف. ولم يعد في استطاعتي التحمل،" تقول فاتن. "في بعض الأحيان أفكر في داخلي وأقول لنفسي إن هذا كله كابوس، كابوس، وإنني سوف أستيقظ في الصباح في بيتي في اليرموك على صوت طيور طنانة."
وتحمل فاتن طفلتها بين ذراعيها وتبتسم مثلما يبتسم أي شخص عندما يُطلب منه أخذ الوضع المناسب أمام الكاميرا لالتقاط صورة له. وحملقة طفليها الأكبر من هذه الطفلة تخترق العدسة. ويبدو عليهما شعور بالحيرة وبقدر من الشك في الوضع الغريب الذي يتبين من خلال حياتهم الجديدة في البقاع الأوسط في لبنان.
وما استقطب الاهتمام في ذلك اليوم جزء من معرض على الإنترنت "من أجلهم" أطلقه المكتب الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، 29 تشرين الثاني/نوفمبر.
ويهدف معرض الصور الفوتوغرافية إلى بيان التحديات التي تواجهها النساء الفلسطينيات اللاجئات من سوريا، وإذكاء الوعي بحالة حقوق الإنسان الخاصة بهن ونضال كل منهن من أجل البقاء.
"النساء الفلسطينيات من سوريا يتحملن عبئاً مضاعفاً، فهن، بالنظر إلى كونهن المسؤولات في المقام الأول عن الأسرة المعيشية والأطفال والمرضى، يعانين أشد المعاناة النفسية من تدهور أحوالهن المعيشية،" قال عبد السلام سيد أحمد الممثل الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان للشرق الأوسط.
"وطوال زياراتنا لهؤلاء النساء، لاحظنا أن الشيء المشترك بينهن جميعاً هو أن دافعهن إلى البقاء يحفزه أساساً حبهن لأطفالهن،" أضاف سيد أحمد، "ومن هنا جاء عنوان معرض الصور الفوتوغرافية."
وطبقاً لما ذكرته وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، فإن حوالي 000 51 لاجئ فلسطيني فروا من النزاع بحثاً عن الأمان والمأوى في لبنان. ومن المقدر أن 000 20 لاجئ فلسطيني آخرين سيكونون قد لتمسوا المساعدة من الوكالة في الأردن بحلول نهاية عام 2014. ويُعتقَد أن لاجئين فلسطينيين غيرهم يصل عددهم إلى 000 2 شخص يلتمسون حالياً اللجوء في مصر التي ليس لوكالة الإغاثة وجود فيها ولا يمكنها تسجيلهم.
وفي حين أن الوضع غير النظامي للاجئين الفلسطينيين من سوريا في لبنان والأردن ومصر يعني أنهم يعانون من قدر كبير من انعدام الأمن، فإن النساء بينهم هن اللاتي غالباً يتحملن وطأة هذه الحالة المأساوية. وهذ أيضاً وضع نساء لاجئات أخريات في حالات أخرى في جميع أنحاء العالم.
وخلص تقرير أصدرته مؤخراً المنظمتان غير الحكوميتين أوكسفام وأبعاد – مركز الموارد للمساواة بين الجنسين إلى أن النساء الفلسطينيات اللاجئات من سوريا في لبنان يعانين باستمرار من الجوع. وقالت تسعون في المائة تقريباً من اللاجئات اللاتي أُجريت معهن مقابلات إنهن يتخلين باستمرار عن وجباتهن الغذائية أو مياه الاستحمام الخاصة بهن لأطفالهن وأزواجهن. وهن، بسبب انعدام الخصوصية في أماكن الإيواء الشديدة الاكتظاظ، يرتدين "حجابهن، على مدى أسابيع متتالية ولا يخلعنه أبداً.
ويسلط التقرير أيضاً الضوء على أن النساء اللاجئات، بسبب وضعهن القانوني الضعيف للغاية، يشعرن دائما بالخوف من تعرضهن للاختطاف والسرقة والاعتداء عليهن واستغلالهن جنسياً، مما يفضي بهن إلى تقييد حركتهن. ويذكر التقرير أيضاً أنه في حين شعرت بعضهن أنهن فقدن هويتهن الأنثوية، قالت أخريات إن المسؤوليات الجديدة مكنتهن فعلاً.
ومريم غير قادرة على وصف مدى ما عانته هي وعائلتها من خوف وصعوبات. وهي، مثل الإحدى عشرة امرأة الأخريات اللاتي جرى تصويرهن في معرض الصور الفوتوغرافية، خلفت وراءها ما كانت قد أصبحت تسميه وطناً وربما كل الأمل في حياة طبيعية.
"لا أعرف ما إذا كان ينبغي أن يكون لدي أمل أم لا. إن الحياة شديدة الصعوبة هنا. وتبدو الحياة بلا معنى لي الآن. لقد فقدت زوجي، ووطني، لقد فقدت كل شيء. وقد يكون وميض الأمل الوحيد أن أطفالي لم يلحق بهم أذى وأنهم موجودون معي هنا. وأنا أحاول أن أكون قوية، من أجلهم."
28 تشرين الثاني/نوفمبر 2014