يلزم تغيير أسرع من أجل القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث
23 حزيران/يونيو 2014
تعيش أكثر من 125 مليون فتاة وامرأة حالياً مع عواقب تشويه الأعضاء التناسلية للإناث وتتعرض أُخريات، يصل عددهن إلى 30 مليون فتاة وامرأة، لخطر خضوعهن لهذه الممارسة خلال العقد المقبل، إذا استمرت الاتجاهات الحالية، حذرت رئيسة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، نافي بيلاي، أثناء مناقشة بشأن مكافحة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
وأوضحت بيلاي أن الكثيرين يعتقدون أن هذه الممارسة تصون عُذرية الفتاة أو المرأة أو تكبح الرغبة الجنسية، وبذلك تمنع السلوك الجنسي الذي يُعتبر غير أخلاقي أو غير لائق.
وفي سياقات كثيرة تُسفر هذه المعتقدات حتى عن "ثمن أفضل للعروس" تحصل عليه أسر الفتيات اللاتي جرى تشويه أعضائهن التناسلية، أضافت بيلاي.
"البتر شيء يقره المجتمع، شيء تنصاع له الطوائف خشية أن تتعرض للتمييز أو الإقصاء إذا لم تفعل هذا، قالت شانتال كومباوري، سيدة بوركينا فاسو الأولى.
"هذه الممارسة الضارة والمهينة لا تستند إلى أي مفهوم صحيح وليست لها أي فوائد صحية. وهي، على العكس من هذا، تسبب ضرراً بدنياُ مدمراً للغاية ولا يمكن علاجه ويستمر مدى الحياة،" أضافت بيلاي.
وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، وفقاً لما أوردته مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ذو صلة بالمعدلات المرتفعة لمراضة ووفيات الأمهات والرضَع ويمكن أن تكون له آثار ضارة على الوظائف الطبيعية لأجسام النساء والفتيات.
"تشويه الأعضاء التناسلية للإناث ينتهك الحق في التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه... وهو، عندما يسفر عن وفاة من تم تشويه أعضائها التناسلية، ينتهك الحق في الحياة،" قالت بيلاي.
وتحدثت بيلاي عن التقدم المحرز نحو القضاء على هذه الممارسة، بيد أنها قالت إنه، استناداً إلى معدل الانخفاض السنوي الحالي البالغ واحد في المائة، لن يتم، حتى عام 2074، تحقيق الهدف المتعلق بتخفيض معدل انتشار تشويه الأعضاء التناسلية للإناث إلى النصف. "إن ستين سنة فترة طويلة أكثر مما ينبغي للانتظار،" قالت بيلاي.
وأثناء المناقشة، شدد المشاركون على أن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث انتهاك لحقوق النساء والفتيات وأنه يجب عدم استخدام الثقافة والتقاليد والدين لتبرير هذه الممارسة. وكان هناك توافق هائل في الآراء ليس فقط بخصوص ضرورة القضاء على هذه الممارسة وإنما أيضاً بخصوص الخطوات التي ينبغي اتخاذها. واتُفق على أنه يلزم تغيير المواقف السائدة داخل المجتمع قبل أن يتسنى القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. ويمكن تحقيق هذا عن طريق حملات إذكاء الوعي، وإدراج وحدات متعلقة بتشويه الأعضاء التناسلية للإناث في النظام التعليمي، والدعم من الشخصيات السياسية والدينية، والعمل مع الرجال والفتيان، ضمن وسائل أخرى.
وبالإضافة إلى ذلك، قالت مارلين تيميرمان، من منظمة الصحة العالمية، إن المبادئ التوجيهية السريرية لجميع مقدمي الرعاية الصحية يلزم تطويرها لكي تكفل التشخيص الصحيح لحالة الضحايا وتحسين التصدي لعواقب تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
واعتمدت حلقة النقاش، التي عُقدت في حزيران/يونيه في سياق الدورة السادسة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان، على الخبرات المتنوعة، التي قدمها المشاركون في النقاش وكذلك ممثلو الدول والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة، في تحديدها للتحديات والدروس المستفادة والممارسات الجيدة في القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
23 حزيران/يونيه 2014