Skip to main content

التعليم

تعلُم كيفية العيش في سلام في قيرغيزستان

21 شباط/فبراير 2014

إن كل خميس يوم خاص بالنسبة للطلاب في جامعة ولاية أوش في جنوب قيرغيستان المتنوع الإثنيات

وفي هذا اليوم، تُتاح لطلاب السنة الرابعة الفرصة للتفكير بطريقة نقدية في الإثنية في سياق اجتماعي وتاريخي عن طريق دورة دراسية فريدة من نوعها عنوانها التنوع الإثني والعلاقات بين الإثنيات في العالم المعاصر.

ويظل موضوع الدورة الدراسية بالغ الحساسية، بالنظر إلى أنه منذ حوالي أربعة أعوام فقط حدث أحد أعنف الصدامات الإثنية في المنطقة في الأعوام الأخيرة، توضح أستاذة الدورة الدراسية باكتي كيديرميشيفا.

وفي حزيران/يونيه 2010، بلغت التوترات الإثنية بين الطائفتين القيرغيزية والأوزبكية في جنوب قيرغيزستان ذروتها عندما أزهق العنف أرواح أكثر من 400 شخص وأصاب الآلاف بجروح وشرد الآلاف.

وتعتقد الأستاذة باكتي كيديرميشيفا، التي تُدرس مادة الدورة الدراسية في جامعة ولاية أوش منذ أيلول/سبتمبر الماضي، أن التعليم عامل أساسي للتصدي للسبب الجذري للنزاع ولمنع حدوثه مرة أخرى.

والدورة الدراسية، التي اقترحها مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لحقوق الإنسان في آسيا الوسطى، تُعلم الطلاب في مجال إدارة التنوع الإثني وذلك من خلال سلسلة من المحاضرات والحلقات الدراسية التي تزود الطلاب بكل من العنصرين النظري والعملي. وتتضمن المواضيع التي يجري تسليط الضوء عليها في الدورة الدراسية الحقوق الدولية للأقليات، وتعزيز التسامح، والسياسة اللغوية، وضرورة الإدماج الاجتماعي والمدني، وضرورة تجسيد التنوع الإثني في التعليم ووسائط الإعلام.

وتعتقد رئيسة قسم العلاقات الدولية، كيلسارا سلطانوفا، أن الدورة الدراسية مناسبة التوقيت وهامة جداً لشباب اليوم وتقول إنه، بناء على ذلك، جرى جعلها جزءا لا يتجزأ من المنهج الدراسي الرسمي في جامعة ولاية أوش.

وبعد حلقة عمل لمدة يومين تم عقدها لأساتذة الجامعة المهتمين بالموضوع، بدأت الدورة الدراسية في أيلول/سبتمبر الماضي.

وطلاب كيديرميشيفا البالغ عددهم 27 طالباً يتضمنون 26 طالباً من الطائفة الإثنية القيرغيزية وطالباً واحداً من الطائفة الإثنية الأوزبكية. وهي تقول "إن الأقليات الإثنية، في الفصول الدراسية الأخرى أيضاً، تشكل أقلية صغيرة في مجموعة الطلاب، ومن ثم فإن من المهم في هذه الأوضاع التأكد من ألا تصبح المناقشات انفعالية بشكل زائد عن اللزوم وأن يشعر الجميع بالارتياح للتعبير عن أنفسهم".

وأضافت كيديرميشيفا أنها مستعدة، بالنظر إلى أن كثيرين من طلابها لديهم آراء قوية جداً بخصوص القضايا التي يجري تناولها في الفصل الدراسي، للتخفيف من حدة التوترات المحتملة وذلك من خلال التعاطف واستخدام نهج متعدد المنظورات.

وهي تصف نشاطاً قام فيه الطلاب بلصق كراتين ملونة على ظهورهم: 20 كرتونة صفراء تمثل الأغلبية و7 كراتين حمراء تمثل الأقلية. وبعد ذلك يناقش الطلاب مشاعرهم ويكونون قادرين على تعلُم أن يرى كل منهم غيره من منظور مختلف.

وقالت نورزهامال، وهي طالبة من الطائفة الإثنية القيرغيزية، "الدورة الدراسية تزودني طبعاً بمعرفة نظرية هامة عن الإثنية وقضايا الأقليات والقانون الوطني ذي الصلة. بيد أن ما يحظى بتقديري البالغ هو أنها تجعلني أفهم الكيفية التي يشعر بها الآخرين عندما يجري التمييز ضدهم".

وأوميد، وهو طالب من الطائفة الإثنية الأوزبكية، كان في بادئ الأمر يمانع في الالتحاق بالدورة الدراسية. بيد أنه أُعجب بعد ذلك بالفكرة التي مؤداها أن المرء يمكنه، من خلال القيام بأدوار وأداء تمرينات، مناقشة مواضيع جدية. وقال "أعجبني أن هذه الدورة الدراسية تساعد الأشخاص من الإثنيات المختلفة على أن يفهم كل منهم غيره فهماً أفضل. ما تحتاجون إليه هو فقط الاستعداد للتحاور معاً وفهم المشاكل".

"من الصعب للغاية التغلب على القوالب النمطية الإثنية وتعزيز المواقف الإيجابية،" قالت الأستاذة كيديرميشيفا. "فالتغيير لا يتحقق بين ليلة وضحاها."
"بيد أنني أعتقد اعتقاداً راسخاً أننا لا نستطيع الحفاظ على السلام والاستقرار إلا من خلال المعرفة والحوار،" قالت الأستاذة.

ويتوافق إطلاق الدورة الدراسية مع السياسة الحالية للحكومة في قيرغيزستان. وعلى وجه الخصوص، اعتُمد في آذار/مارس الماضي مفهوم للوحدة الوطنية بغية تعزيز الوحدة الوطنية والعلاقات بين الإثنيات. وهو يضمن حماية حقوق الأقليات، واتباع سياسة لغوية متوازنة، وكذلك النهوض بالقيم المدنية المشتركة.

وبالاستناد إلى هذا البرنامج، أطلق المكتب في جنوب البلد الدورة الدراسية المتعلقة بالتنوع الإثني وذلك بتنظيم عروض استهلالية ومحاضرات بشأن الموضوع، بالإضافة إلى دورات تدريبية للأساتذة المهتمين بتدريس مادة الدورة الدراسية.

"يعمل مكتبنا مع السلطات على ضمان امتثال التشريعات والسياسات الوطنية للمعايير الدولية لحقوق الأقليات. بيد أن من المهم بالقدر نفسه العمل مع الطلاب،" قال بافلو بياليك، موظف شؤون حقوق الإنسان في الأمم المتحدة المعني بالمكتب الإقليمي لحقوق الإنسان في آسيا الوسطى، وأضاف أن الطلاب يمكنهم أن يسهموا إسهاماً كبيراً في إرساء سلام دائم في البلد نتيجة لتعليمهم في مجال حقوق الإنسان.

ومع انطلاق الدورة الدراسية في مسيرتها التعليمية في جامعة ولاية أوش، يأمل مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لحقوق الإنسان في آسيا الوسطى أن تُستهل الدورة الدراسية قريباً في جامعات أخرى في جنوب قيرغيزستان.

ومبادرة مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لحقوق الإنسان في آسيا الوسطى استوحيت من مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي عنوانه "حماية حقوق الإنسان لتحقيق الاستقرار في آسيا الوسطى"، تضمن إلقاء محاضرات عن حقوق الأقليات.

وبالإضافة إلى ذلك، ركزت أنشطة المشروع على إقامة العدل بالإضافة إلى قضايا الإسكان والأراضي والممتلكات في قيرغيزستان.

21 شباط/فبراير 2014

الصفحة متوفرة باللغة: