خبيرة من الأمم المتّحدة تعرب عن ارتعادها لوفاة طبيب فلسطيني ثالث أثناء احتجازه لدى إسرائيل

جنيف - أدانت خبيرة من الأمم المتّحدة اليوم وفاة طبيب ثالث من غزة أثناء احتجازه لدى إسرائيل، وجددت دعواتها لحماية العاملين في مجال الرعاية الصحية في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وقد أعلنت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالحق في الصحة تلالينغ موفوكينغ قائلة: "على مشارف الذكرى السنوية الأولى للإبادة الجماعية، ما زلت أشعر بالصدمة حيال تجاهل إسرائيل الصارخ للحق في الصحة في غزة وبقية الأرض المحتلة. فالدكتور زياد الدلو هو الطبيب الثالث الذي تأكدت وفاته أثناء احتجازه من قبل إسرائيل منذ 7 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023."

وكان الدلو طبيبًا متخصّصًا في الطب الداخلي في مستشفى الشفاء في مدينة غزة. وقد تم اعتقاله مع غيره من العاملين في مجال الرعاية الصحية أثناء عمله في مستشفى الشفاء في 18 آذار/ مارس 2024، خلال غارة شنتها القوات الإسرائيلية. وأفادت التقارير بأنه توفي في 21 آذار/ مارس 2024 أثناء الاحتجاز. 

وهو من بين أكثر من 885 عاملًا في مجال الرعاية الصحية، الذين أفادت التقارير بمقتلهم في غزة والضفة الغربية منذ 7 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023. ومن بينهم ممرضون ومسعفون وأطباء وغيرهم من العاملين في المجال الطبي. كما أصيب عدد أكبر من ذلك بكثير بجروح. وسجلت منظمة الصحة العالمية 1,043 اعتداءً في مجال الصحّة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وشدّدت موفوكينغ قائلة: "على إسرائيل أن تتوقف عن تدمير وعرقلة عمل النظام الصحي المحدود أصلًا في فلسطين، من خلال حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية."

وأضافت قائلة: "لا تشكّل ممارسة الطب أثناء النزاع جريمة، لكن عمليات القتل التي تستهدف العاملين في مجال الرعاية الصحية تشكّل جريمة حتمًا. يجب أن تمتنع إسرائيل عن تلك الممارسات."

وأكّدت المقررة الخاصة أنّ استهداف العاملين في مجال الرعاية الصحية ومرافقها يتعارض مع الحق الأساسي في الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية، الحاسم في أوقات النزاع، وقد يشكل جريمة حرب.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، لا يزال ما لا يقل عن 128 من العاملين في مجال الرعاية الصحية رهن الاحتجاز بعد أن احتجزتهم القوات الإسرائيلية تعسفًا أثناء تأدية عملهم.

ودعت موفوكينغ إلى الإفراج عن جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية المحتجزين تعسفًا في إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة، وإلى إجراء تحقيقات عاجلة ومستقلة ونزيهة في هذا الصدد، ومحاسبة من احتجزوهم وقتلوهم بشكل غير مشروع.

والخبيرة على تواصل مباشر مع حكومة إسرائيل في هذا الصدد.

وقد شدّدت قائلة: "تؤثّر عدم قدرة الشعب على ممارسة حقه في تقرير المصير بشكل كامل على تمتعه بجميع حقوقه الأساسية، بما في ذلك الحق في الصحة."

وختمت قائلة: "أوقفوا إطلاق النار فورًا. أنهوا الاحتلال. أنهوا الإبادة الجماعية."