العالم يخذل أكثر من 130 مليون فتاة حُرِمْنَ من حقّهنّ في التعليم، على حدّ تعبير عدد من خبراء الأمم المتّحدة

جنيف (23 كانون الثانيّ/ يناير 2023) – أعلن عدد من خبراء الأمم المتحدة* اليوم أنّ 130 مليون فتاة محرومات من حق الإنسان في التعليم في جميع أنحاء العالم، ودعوا الدول إلى تكثيف الجهود بغية إعمال هذا الحق الأساسي من حقوق الإنسان. وقبيل الاحتفال باليوم العالمي للتعليم أصدر الخبراء البيان التالي:

"يخذل العالم اليوم أكثر من 130 مليون فتاة حُرِمْنَ من حقّهنّ في التعليم، وهو حق أساسي وتحويلي وتمكيني لكل إنسان.

فالوصول الشامل إلى التعليم الجيد النوعية يتيح للأفراد والمجتمعات المحلية والبلدان والعالم ككلّ تعزيز الرفاهية والازدهار للجميع. وقد تعهدت جميع الدول بإعمال الحق في التعليم للجميع، لكنّ أقل من نصف دول العالم حقق في الواقع التكافؤ بين الجنسين في التعليم الابتدائي. وحرمان الفتيات والفئات الضعيفة الأخرى من حقهن الأساسي في التعليم هو تمييز في أشدّ أشكاله إضعافًا للبشر. فهو يؤدّي إلى إفقار عالمنا لأنه يحرمنا من الاستفادة من ابتكارات أكثر من نصف البشرية وإبداعاتها ومساهماتها.

نحمل في فكرنا اليوم النساء والفتيات في أفغانستان على وجه التحديد، لأنها الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر التعليم بعد المرحلة الابتدائية للنساء والفتيات. وندين السياسات التمييزية التي اعتمدتها سلطات الأمر الواقع في أفغانستان، التي منعت وصول النساء والفتيات إلى المدارس الثانوية والجامعات ومراكز التعلم الأخرى، ونكرر دعوتنا لها لإنهاء هذه القيود غير القانونية على وجه السرعة. فهي ترقى إلى مستوى الانتهاكات التي لا تضر بالنساء والفتيات فحسب، بل تلحق أيضًا أضرارًا جسيمة بالبلاد وبمستقبلها. ونحث المجتمع الدولي على بذل كل جهد ممكن من أجل عكس هذه السياسات.

التعليم هو عملية تعلم مدى الحياة تساهم بنشاط في بناء مجتمعات عادلة ومسالمة ومستدامة.

وفي هذا اليوم الدولي للتعليم، ندعو جميع الدول إلى اتخاذ خطوات عملية لتصحيح التباينات بين الجنسين وغيرها من الفوارق الأخرى التي تعيق تمتع الجميع بهذا الحق الأساسي."

انتهى

*الخبراء هم: السيدة فريدة شهيد التي تولّت مهامها كمقررة خاصة معنية بالحق في التعليم في 1 آب/ أغسطس 2022، بعدما عيّنها مجلس حقوق الإنسان في هذا المنصب. وهي المديرة التنفيذية لمركز موارد المرأة المعروف بشيركات غاه، وهو المنظمة الرائدة المعنية بالعدالة بين الجنسين في باكستان. كما أنّها عضو في اللجنة الوطنية الباكستانية لوضع المرأة، وأول مقرر خاص في مجال الحقوق الثقافية بين العامَيْن 2009 و2015.

السيد ريشار بنيت، المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في أفغانستان؛ وقد تولى مهامه رسميًا في 1 أيار/ مايو 2022. كما قدّم السيد بينيت خدماته في أفغانستان أكثر من مرّة وعبر مناصب مختلفة، منها منصب رئيس خدمة حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان.

السيدة دوروتي إسترادا-تانك (الرئيسة)،والسيّدة إليزابيث برودريك، والسيدة إيفانا راداتسيتش (نائبة الرئيسة)، والسيدة مسكريم غيسيت تشاني والسيدة ميليسا أوبريتي، من الفريق المعني بالتمييز ضد النساء والفتيات؛ وقد تمّ إنشاء الولاية بهدف تكثيف الجهود الرامية إلى القضاء على جميع أشكال التمييز ضد النساء والفتيات في مختلف أنحاء العالم. ويتألف الفريق العامل من الخبيرات الخمس المستقلات المذكورات أعلاه.

المقرّرون الخاصون والخبراء المستقلون وفرق العمل جزء ممّا يُعرَف بالإجراءات الخاصة التابعة لمجلس حقوق الإنسان. والإجراءات الخاصة هي أكبر هيئة للخبراء المستقلّين في نظام حقوق الأمم المتّحدة، وهي التسمية العامة لآليّات المجلس المستقلّة المعنيّة بالاستقصاء والمراقبة والرصد. والمكلفون بولايات في إطار الإجراءات الخاصة هم من خبراء حقوق الإنسان الذين يعيّنهم مجلس حقوق الإنسان كي يعالجوا إمّا أوضاعًا محدّدة في بلدان محدّدة، وإمّا قضايا مواضيعيّة على مستوى العالم كلّه. وخبراء الإجراءات الخاصة يعملون على أساس طوعي؛ وهم ليسوا من موظّفي الأمم المتّحدة ولا يتقاضَون أجرًا لقاء العمل الذي يقومون به. كما أنّهم مستقلّون عن أيّ حكومة ومنظّمة، ويقدّمون خدماتهم بصفتهم الفرديّة.