بيانات صحفية الإجراءات الخاصة
الجزائر: الحق في الصحة: " بذل المزيد من الجهد لضمان عدم ترك أي فرد بدون رعاية صحية "- خبير الأمم المتحدة
الجزائر/الحق في الصحة
10 أيّار/مايو 2016
الجزائر/ جنيف (10 مايو 2016) - أشاد اليوم السيد دينيوس بوراس، المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بالحق في الصحة بإنجازات السلطات الجزائرية في تحسين الوضع الصحي في البلاد من خلال الالتزام الثابت بسياسة الصحة العامة. كما دعا إلى بذل المزيد من الجهد لضمان عدم ترك أي فرد بدون رعاية صحية.
ولقد صرح الخبير المستقل والمكلف من قبل مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في أعقاب أول زيارة رسمية له للبلاد، بأن الجزائر قد حافظت على مستوى جيد من الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية بالرغم من ظروف الأزمة المالية الحالية التي تمر بها. إلاّ أنّ الحق في التمتع بالصحة أوسع نطاقا،ً كما أن كل إنجاز يعقبه مزيد من التحديات.
و قال السيد بوراس إنه يحث السلطات الجزائرية على التأكد من أن مبادئ عدم التمييز والمساواة والمشاركة والمساءلة هي أساس للصحة في كل النهج السياساتية وشدد على أهمية إنشاء آليات تضمن الإدارة الرشيدة لقطاع الرعاية الصحية.
كما ذكر خبير الأمم المتحدة أنه تم تطوير قطاع الرعاية الصحية في الجزائر مع التركيز على ضمان الوصول إلى الرعاية الصحية مجاناً. وأضاف أنه مازال هناك تحديات كبيرة أمام الوصول المتساوي إلى الخدمات ذات الجودة، ويستمر التركيز المفرط على الرعاية الصحية في المستشفيات على حساب الرعاية الصحية الأولية وتعزيز الصحة والوقاية.
وتناول الخبير خلال زيارته القضايا المتعلقة بالعنف والصحة العقلية ووضع بعض الفئات المعينة من السكان بما في ذلك النساء والمراهقين والشباب والأشخاص الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة – الإيدز، ومتعاطي المخدرات والمهاجرين واللاجئين، والأشخاص الذين يعانون من الإعاقة والذين يمثلون في رأيه اختبارا حقيقياَ للإعمال الكامل للحق في التمتع بالصحة في البلاد .
وجدير بالذكر أن لدى الجزائر العديد من الأطر التي تهدف إلى حماية المرأة والنهوض بها. إلا أنه يتعين إعطاء مزيد من الاهتمام لعملية التطبيق. كما أشار السيد بوراس بوجه الخصوص إلى ارتفاع معدلات وفيات الأمهات وحديثي الولادة وإلى العقبات أمام إعمال حقوق الصحة الجنسية والإنجابية؛ وإلى انتشار العنف ضد المرأة بما في ذلك لعنف المنزلي . وحذر من أن كل هذا يمثل تحديا خطيرا بالنسبة للمرأة في الجزائر في مواجه تمتعها بالحق في الصحة.
ويشكل كل من المراهقين والشباب شريحة هامة من التركيبة السكانية للشعب الجزائري ويمثلون فرصة فريدة من نوعها لهذا البلد من أجل حصد العوائد الديموغرافية. وأضاف إلى أنه لا تزال خدمات الصحة المتعلقة بالمراهقين غير ملائمة ولا تفي باحتياجاتهم، ولاسيما تلك المتعلقة بالصحة الجنسية بالإضافة إلى عدم توافر المعلومات والتربية الخاصة بالصحة الإنجابية.
كما أشاد الخبير بما تقوم به الجزائر من وضع للبرامج التي من شأنها مكافحة مرض فيروس نقص المناعة المكتسبة – الإيدز وضمان وصول العلاج للفئات الأساسية من السكان بما في ذلك المثليين والذين يمارسون الدعارة ومتعاطي المخدرات والمهاجرين. كما دعا إلى حشد الجهود من أجل الوصول إلى هذه الفئات التي مازالت تعاني من العوائق الخطيرة وبخاصة الوصم بالعار والتمييز على الصعيد القانوني والعملي وبالتالي تتفادى اللجوء إلى خدمات الرعاية الصحية.
وقال الخبير " لقد بحثت أيضا في وضع الأطفال ذوي الإعاقة بالإضافة إلى نظام الرعاية الصحية العقلية. وأضاف:" لقد شهدت العديد من المبادرات الجديرة بالثناء لتطوير خدمات الصحة العقلية للأطفال والبالغين ومع ذلك، فإن قطاع الصحة العقلية الجزائري لا يزال يعتمد اعتمادا كليا على مستشفيات الأمراض النفسية مع انخفاض عدد الخدمات المتكاملة المجتمعية ونظام الرعاية الصحية العامة، وينبغي تغيير ذلك الوضع.
وقد التقى السيد بوراس، الذي يقوم بزيارة البلاد بناء على دعوة من السلطات الجزائرية بالمسؤولين الحكوميين وأعضاء البرلمان وممارسي الطب وممثلي المنظمات الدولية وشركاء التنمية والمجتمع المدني. كما قام خلال مهمته التي دامت أسبوعين بزيارة المرافق والمنشآت الصحية ومراكز الصحة العقلية والمدارس في الجزائر العاصمة وبليدة وجلفة وسطيف وتيبازة ووهران.