Skip to main content

بيانات صحفية المفوضية السامية لحقوق الإنسان

عدم اكتراث فظيع لأرواح المدنيين في سوريا بعد قصف المستشفيات والأسواق - زيد

سوريا :عدم اكتراث فظيع لأرواح المدنيين

29 نيسان/أبريل 2016

جنيف (29 أبريل 2016) - قال مفوض الامم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين يوم الجمعة ان التقاريرالاخيرة عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين، بما في ذلك قصف الأسواق السورية والمنشآت الطبية، كشفت عن "فظاعة عدم الاكتراث بحياة المدنيين من قبل جميع أطراف النزاع "، وحث جميع الأطراف على التراجع عن العودة إلى حرب شاملة

قال زيد إن "التقارير الاتية من حلب وحمص ودمشق وريف دمشق وإدلب ودير الزور تشيرالى تزايد الخسائر في صفوف المدنيين". "في إدلب الأسبوع الماضي، وفي 19 نيسان، اسقطت قنابل على سوق الخضار في معرة النعمان، وهو من اكثر الاماكن ازدحاما في المدينة، وخلال ساعة الذروة، مما أسفر عن مقتل 44 شخصا على الاقل وتدمير العشرات من المحال التجارية. و في بلدة كفرنبل، سقطت قنابل مجددا على السوق في اكثر الاماكن ازدحاما في المدينة، متجنبا بأعجوبة مركز لأطفال كان يضم 50 طفلا تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 10. "

"خلال الأيام القليلة الماضية وفي الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب ، قامت الطائرات الموالية للحكومة بتدمير مستشفى رئيسي ومرافق طبية أخرى مما أفضى إلى مقتل ثلاثة أطباء، بما في ذلك طبيب الأطفال الوحيد المتبقي في المنطقة، فضلا عن العديد من المرضى. و في الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة في حلب، أسفرت الهجمات على عدد من الاحياء الى مقتل العديد من المدنيين و تعرض مستشفى آخر للقصف".

"باختصار، فإن العنف حاليا يرتفع إلى مستويات رأيناها قبل بدء فترة وقف الأعمال العدائية. وهناك تقارير مقلقة للغاية حول تعبئة عسكرية تشير إلى استعدادات للتصعيد عنيف".

وقال المفوض السامي ان مكتبه وثق على مر السنين العديد من الهجمات على المستشفيات ومنشآت طبية أخرى وأيضا القصف على أسواق خلال أوقات التسوق المزدحمة - والتي قد ترقى إلى جرائم حرب.

"وعلى أية حال ، فان هذه الضربات تمثل تجاهل صريح و مثير للقلق لأحد الأركان الأساسية للقانون الدولي الإنساني وهو واجب حماية المدنيين."

ولا يزال المدنيين عالقين في القرى والبلدات والمدن المحاصرة في مختلف أنحاء سوريا. العديد من المدنيين الأبرياء معرضون لخطر التجويع وعدم امكانية الحصول على الرعاية الطبية الكافية. بلدات الفوعة وكفريا، خارج مدينة حلب مثال على ذلك. وقال زيد " يبقى سكان هذه البلدات عرضة لخطر هجمات انتقامية من جانب جماعات المعارضة، في حالة انهيار اتفاقات الهدنة"،.

وفي حين انه من الاصعب جمع المعلومات من المناطق المحتلة من قِبل تنظيم داعش، أعرب المفوض السامي عن قلقه العميق إزاء الادعاءات العديدة حول سقوط ضحايا مدنيين بسبب الضربات الجوية.

وأكد زيد "ان على جميع الجهات المعنية اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان حماية المدنيين وحقهم في الحياة، ومحاربة الإفلات من العقاب الذي آدى بشكل كبير لتشجيع العديد من الانتهاكات الفظيعة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان التي وقعت في سوريا على مدى السنوات الخمس الماضية ".

"وفي سياق هذا الوضع الشديد السوء ، فان استمرار فشل مجلس الأمن في إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية لهو مثال يعبر عن جانب مخزي للغايةً من السياسة الواقعية. في عقول الكثيرين، أصبحت القوى العظمى في العالم شريكة في التضحية بمئات الآلاف من البشر، وتشريد الملايين. ولا يوجد حاليا أي رادع أمام أي من مجرمي الحرب في سوريا لوقف دوامة القتل والدمار الجامحة التي اجتاحت البلاد ".

حث المفوض السامي المجتمع الدولي على معالجة المعاناة الرهيبة للشعب السوري مع العزم الذي كان غائبا لفترة طويلة جدا. وقال ان "وقف الأعمال العدائية ومحادثات جنيف كانت المبادرة الوحيدة على الطاولة، وإذا تم التخلي عنها الآن، فأنا اخشى التفكيرفي مدى الرعب الذي سوف نراه في سوريا"،.

انتهى

الصفحة متوفرة باللغة: