إحاطات إعلامية المفوضية السامية لحقوق الإنسان
إحاطة صحفية بشأن سوريا
25 كانون الثاني/يناير 2022
أدلى/ت به
المتحدّثة باسم مفوّضة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، رافينا شامدساني
المكان
جنيف
إن وضع المدنيين في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا مقلق للغاية. ففي 20 كانون الثاني/ يناير، شن مقاتلو داعش هجمات منسقة على ما يبدو على سجن يقع في المنطقة، ما مكّن عشرات السجناء، معظمهم يُشتَبه في أنّهم من مقاتلي داعش، من الفرار وتسبب في وقوع اشتباكات بين داعش وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، بما في ذلك في المناطق السكنية .
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية في وقت لاحق أنها ألقت القبض على العديد من الفارين، لكنّه ورد أن عددًا منهم يختبئ في مناطق مأهولة بالسكان في الحسكة، وتحديدًا في احياء الغويران والزهور.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية حظر تجول في جميع الأحياء الخاضعة لسيطرتها في المدينة، وحاصرت السجن بدعم جوي من القوات الدولية. ومع ذلك، يُزعَم أن السجناء الذين يشتبه في أن العديد منهم كانوا من مقاتلي داعش، يسيطرون على المبنى الرئيسي للسجن وقد أخذوا بعض موظفي السجن كرهائن.
سجن الغويران هو أحد أكبر مراكز الاحتجاز في شمال شرق سوريا، ويأوي ما يقدر بنحو 5,000 محتجز من الذكور، والعديد منهم رهن الاحتجاز أو الاعتقال المطوّل قبل المحاكمة. ان التكوين الدقيق للسجناء غير واضح ولكنه يشمل العديد من المقاتلين الذين يُشتبه بأنّهم ينتمون إلى داعش، بما في ذلك عراقيون وسوريون.
نشعر بقلق بالغ حيال التقارير الواردة والتي تفيد بأن عددًا كبيرًا من الأطفال من الذكور، ولربما المئات منهم، محتجزون في السجن المذكور ونحن قلقون للغاية على سلامتهمو يجب أن يكون احتجاز الأطفال كما هو الحال دائمًا تدبيرًا أخيرًا ولأقصر فترة زمنية ممكنة.
ردًا على اعتداءات يوم الخميس - وهي الأوسع نطاقًا منذ إعلان هزيمة داعش في سوريا عام 2019 - نفذّت القوات الدولية عدة غارات جوية بالقرب من السجن بما في ذلك المناطق التي يُعتقد أن الفارين يختبئون فيها.
بالإضافة إلى ذلك، فأن آلاف الأشخاص قد هربوا من المنطقة خوفًا من المزيد من الهجمات من قبل داعش وهربًا من الاشتباكات المستمرة.
نذكر جميع أطراف النزاع، وكذلك الحكومات التي لها نفوذ على الأطراف، بأن القانون الدولي يطالبهم ببذل قصارى جهدهم لحماية المدنيين، بما في ذلك خلال التخطيط للعمليات العسكرية والأمنية وعند تنفيذها.
تسلط هذه التطورات الأخيرة في الحسكة الضوء على الوضع اليائس لآلاف المعتقلين في جميع أنحاء سوريا، بمن فيهم المشتبه في أنّهم من مقاتلي داعش. سبق أن حذرنا من الحالة المزرية وغير الآمنة لمراكز الاحتجاز التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية، حيث يُحتجز المعتقلون في أماكن مزدحمة، ولا يحصلون على الرعاية الطبية المناسبة ولا يمكنهم مقابلة عوائلهم. وقد اثيرت سابقا الكثير من أعمال الشغب في بعض الأحيان من قبل معتقلين على صلة بداعش، وهجمات على هذه المواقع من قبل الخلايا النائمة لداعش مثل هجوم يوم الخميس على سجن الغويران.
بالإضافة إلى ذلك، ما زلنا نشعر بقلق عميق إزاء وضع آلاف السوريين والعراقيين و"رعايا الدول الثالثة" ممن لهم صلات عائلية مفترضة بعناصر داعش، والعالقين في مخيمات النزوح المكتظة مثل الهول وروج في شمال شرق سوريا. ولا تزال أعمال العنف بما في ذلك القتل على يد أشخاص مجهولين والظروف المعيشية المزرية، تؤثر على سكان المخيمات. لذا، من الضروري للغاية أن تعيد البلدان رعاياها، ولا سيما النساء والأطفال، بما يتماشى والتزاماتها بموجب القانون الدولي، تمامًا كما أكّدته المفوضة السامية في السابق.
إنتهى
الصفحة متوفرة باللغة: