Skip to main content

البيانات المفوضية السامية لحقوق الإنسان

اللجنة المعنية بالتدريس عن الأمم المتّحدةتعرّفوا إلى النساء في الخطوط الأمامية للتغيير

06 حزيران/يونيو 2021

بيان مصوّر لمفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت

في 6 حزيران/ يونيو 2021

أصدقائيّ الأعزّاء،

يسرّني أن أشارك اليوم في هذا الحدث المميّز. وأشكركم على منحي فرصة التحدث عن موضوع بقي عزيزًا على قلبي طوال حياتي.

عندما كنت لاجئة شابة، بعيدة عن وطني، أكافح من أجل الالتحاق بكلية تدرّس الطب بلغة أجنبية.

وعندما عدت إلى شيلي وأصبحت طبيبة في الأحياء الفقيرة، أداوي في أغلب الأحيان أطفالًا وقعوا ضحية التعذيب، وأولاد أشخاص أخفتهم الديكتاتورية.

وعندما أصبحت وزيرة الصحة ثمّ وزيرة الدفاع في بلادي، وعندما تشرفت بانتخابي رئيسة شيلي لدورَتَيْن.

على مدى هذه العقود كلّها، قابلت عددًا لا يحصى ولا يُعدّ من النساء اللواتي أثّرن فيّ وألهمنني بتحليلهن العميق ومبادرتهن لخدمة للآخرين.

ومع ذلك، لا تزال النساء في المناصب القيادية يواجهن حتى اليوم، على الرغم من التقدّم المحرز في العديد من المجالات، المقاومة والشك والعداء بسبب الصور النمطية القائمة بشأن ما "يجب" أن تكون عليه مكانتهن الدنيا والخاضعة في المجتمع.

فمنذ الصغر، يتم تلقين العديد من الفتيات كيفية الشك في أنفسهن، والإذعان للفتيان والرجال.

ويتطلب تحقيق تطلعاتهن وبلوغهن المناصب القيادية الكثيرة من الإرادة والقوة والشجاعة.

ومع ذلك فقد أثبتت النساء، مرارًا وتكرارًا، أنهن قادرات على تحقيق إنجازات لا يمكن تخيّلها في جميع المجالات. فقد سُجِّل على نطاق واسع أن نسبة غير متناسبة للغاية من البلدان التي تعاملت بشكل فاعل مع كوفيد-19، هي بقيادة امرأة. وفي الآونة الأخيرة، أشار معهد لوي الأسترالي إلى أن النساء يترأسن ثلاثة من البلدان والأقاليم العشرة الأولى من حيث إدارة الجائحة. وبالنظر إلى أن المرأة تقود 22 دولة فقط من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، فهذه الحقيقة مذهلة للغاية. لقد أصغين إلى مشورة الخبراء المحايدة؛ واتخذن إجراءات حاسمة خدمةً للصالح العام؛ وكنّ فعالات ومتعاطفات في تواصلهن مع الرأي العام.

أريد أن أشجع الشباب، من جميع الأنواع الاجتماعية، على إدراك أن النساء والفتيات مؤهلات بشكل طبيعي للتفوق والقيادة واتخاذ القرارات الخاصة بحياتهن.

هذا موقف الأمم المتحدة الراسخ. فالنساء والفتيات يتمتّعن بحقوق متساوية مع الرجال والفتيان. وتمكينهن ضروري لتحقيق التنمية. ومشاركتهن هي المفتاح لإحلال السلام والأمان. وتظهر أدلة قاطعة أنه من المرجح أن تكون اتفاقيات السلام التي تم التوصل إليها دائمة عندما يتم إشراك النساء.

اليوم، يركز الكثير منا على الأزمات الملحة التي ولّدتها جائحة كوفيد-19، وعلى ضرورة التصدّي لها وإعادة بناء اقتصاداتنا ومجتمعاتنا بشكل أفضل.

نحن بحاجة إلى النساء للمساعدة في قيادة هذه الجهود الحثيثة.

شكّلت المظالم والتفاوتات الناتجة عن التمييز السبب الأساسي الكامن وراء ضعفنا الاقتصادي والاجتماعي والطبي أمام الجائحة. لا يجب أبدًا أن نعيد بناء نفس الهياكل، فهي ليست غير عادلة فحسب بل تصدّعت وانهارت أيضًا بلمح البصر، وولّدت الفقر والألم والموت.

من أجل إعادة البناء بشكل أفضل والتعافي فعلاً من الجائحة وبناء دول تكون أكثر قدرة على المواجهة والصمود في المستقبل، دعا أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى "عقد اجتماعي جديد يمكّن الشباب من العيش بكرامة... ويضمن حصول النساء على الفرص والآفاق نفسها مثل الرجال... ويحمي المرضى والضعفاء والأقليات من جميع الأنواع."

هذا عمل يمكننا جميعًا النهوض به، داخل الأمم المتحدة وفي بلداننا ومجتمعاتنا وأماكن عملنا ومدارسنا.

نحن بحاجة إلى المطالبة بالتغيير والدفاع عن حقوق الإنسان.

الصفحة متوفرة باللغة: