نحتفل في العام 2023 بالذكرى السنوية الـ75 لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. فمواده الـ30 تؤثّر في حياة الجميع، انطلاقًا من ضرورة سد فجوة الأجور بين الجنسين وصولاً إلى ضمان حصول الجميع على التعليم. لذلك، تشكّل هذه السنة فرصة فريدة لإعادة التفكير في أهمية الإعلان بالنسبة إلى الناس اليوم، حيث أن حقوق الإنسان تقدم حلولًا لأكبر التحديات البارزة في العالم.

في الفترة الممتدّة بين نيسان/ أبريل وتشرين الثاني/ نوفمبر، تُعقَد مشاورات في جميع أنحاء العالم مع مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة بغية معالجة التحديات الراهنة في مجال حقوق الإنسان والتنبّه للفرص المتاحة في المستقبل. وفي 11 و12 كانون الأوّل/ ديسمبر، تجتمع الحكومات في جنيف بسويسرا لإعلان تعهّداتها بتحسين حالة حقوق الإنسان بشكل ملموس على أرض الواقع، عبر اعتماد التشريعات اللازمة مثلاً أو الإعلان عن تمويل جديد. ويسبق الحدث الرفيع المستوى حفلات موسيقية على ضوء الشموع تقام في جميع أنحاء العالم لتحفيز حركة تطالب بمستقبل أفضل.

في ما يلي آخر الأنشطة التي تشكّل مبادرة حقوق الإنسان 75. ومن الممكن الاطلاع بصورة منتظمة على الصفحة الإلكترونية المخصّصة لمعرفة المزيد حول كيفية المشاركة.

الإعلان عن رواد من الشباب

ساهمت صفايت من بنغلاديش في منع الآلاف من حالات زواج الأطفال. أما ميلينا من مولدوفا فأسست أول منظمة يقودها الشباب تُعنى بالمساواة بين الجنسين في بلادها. وغيرت رايتشل من أوغندا الطريقة التي يختبر بها التلاميذ ذوو الإعاقة المدرسة. وقد حققن كلّ تلك الإنجازات قبل بلوغهنّ الثلاثين من عمرهنّ! فقد تم تسمية 12 شابًا وشابة من بين آلاف الطلبات وتعيينهم كأعضاء في المجلس الاستشاري للشباب التابع لمبادرة حقوق الإنسان 75. وسيديرون مشاورة عالمية للشباب عبر الإنترنت تتناول مستقبل حقوق الإنسان، ويعدّون تقريرًا يقدّمونه ضمن إطار الحدث الرفيع المستوى المنعقد في كانون الأوّل/ ديسمبر. المزيد من المعلومات بشأن الرواد الشباب الذين نجحوا في إحداث فرق ملموس

أنشطة وطنية في طور الإعداد

في أيار/ مايو، تم إطلاق مبادرة #DeFrenteALaLibertad في المكسيك. فتعهدت السلطات على المستوى الفدرالي وعلى مستوى الولايات بإذكاء الوعي بالمخاطر التي تواجه المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين في البلاد. وأكد المتحدث باسم الرئيس، خيسوس راميريز كويفاس، أن الحكومة المكسيكية تتحمل مسؤولية حماية المدافعين عن حقوق الإنسان وحرية التعبير.

وفي أيار/ مايو أيضًا، أدار مكتب مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان في سوريا والمكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية حدثًا خاصًا بالمدافعات عن حقوق الإنسان في الفضاء الرقمي. وتناول المشاركون التحديات التي تواجه المدافعين عن حقوق الإنسان، بمن فيهم النساء، عبر الإنترنت وفي الحياة الواقعية، كما قُدمت لهم أدوات لمساعدتهم على حماية أنفسهم. بالإضافة إلى ذلك، عرضت مدافعات سوريات بارزات عن حقوق الإنسان تجاربهنّ مع المضايقات عبر الإنترنت. المزيد من المعلومات

وفي موازاة ذلك، اجتمع أربعون صحفيًا تقريبًا يمثلون وسائل الإعلام في ستة بلدان من غرب أفريقيا في جاكفيل بكوت ديفوار، في نهاية شهر نيسان/ أبريل لإطلاق مبادرة حقوق الإنسان 75. وأسسوا أول اتحاد للإعلاميين الناطقين بالفرنسية في غرب أفريقيا والتزموا بتعزيز حقوق الإنسان وحقوق المرأة. ثمّ وقعّوا على "إعلان جاكفيل" لضمان تمثيل المرأة بشكل أفضل في المحتوى الإعلامي والمؤسسات الإعلامية في غرب أفريقيا.

في نهاية نيسان/ أبريل، أطلق 190 مشاركًا تقريبًا مبادرة حقوق الإنسان 75 في ليبيريا من عاصمتها مونروفيا. وشارك في الحدث أطفال من المدارس وشباب وغيرهم من أعضاء المجتمع المدني إلى جانب ممثلين عن الحكومة. وساهمت مشاهد مستوحاة من الإعلان، واقتباسات منه وأشعار عنه في نقل فكرة أنّه لكل شخص دور يؤدّيه في هذا الصدد، وقد انتهى الحدث بتعهد المشاركين بالدفاع دومًا عن حقوق الإنسان.

عدد الشركاء في تزايد مستمرّ

انضم ما مجموعه 179 برلمانًا وطنيًا من جميع القارات إلى مبادرة حقوق الإنسان 75 من خلال الاتحاد البرلماني الدولي. وتكتسي البرلمانات أهمية حاسمة في ضمان امتثال الحكومات للالتزامات الدولية في مجال حقوق الإنسان وترجمتها إلى تشريعات وسياسات وطنية. المزيد من المعلومات بشأن الشراكة

تُدعى 110 مدن للتفكير في مادة واحدة من مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، عبر شراكة جديدة أُرسيَت مع منظمة المدن والإدارات المحلية المتحدة. وتقترن عملية التفكير هذه بإجراءات عملية، منها مثلاً تحسين إضاءة الطرق من أجل صون سلامة المرأة أو تحسين دعم المهاجرين. كيف يمكن أن تشارك مدينتي في هذه المبادرة؟

حدث مرتقب - مؤتمر فيينا العالمي بعد مرور 30 عامًا على انعقاده: حقوقنا - مستقبلنا

يصادف العام 2023 الاحتفال بالذكرى السنوية الـ30 لانعقاد المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان في فيينا بالنمسا في العام 1993. واستنادًا إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المُعتَمَد في العام 1948، أكد المؤتمر العالمي عالمية حقوق الإنسان وعدم قابليتها للتجزئة.

واحتفالاً بهذه المناسبة، تُنظَّم ندوة رفيعة المستوى بعنوان "مؤتمر فيينا العالمي بعد مرور 30 عامًا على انعقاده: حقوقنا - مستقبلنا"، وذلك في 6 حزيران/ يونيو 2023 في فيينا.

وخلال هذا الحدث الذي تنظمه الوزارة الاتحادية للشؤون الأوروبية والدولية بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، يناقش عدد من أصحاب المصلحة من خلفيات متنوعة ومعنيين بحقوق الإنسان، التحديات الحالية والمستقبلية وأفضل الممارسات لتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها. المزيد من المعلومات