Skip to main content

اوكرانيا

مسابقة بشأن حقوق الإنسان تلهم الشباب في أوكرانيا

11 كانون الاول/ديسمبر 2023

أندري، أحد الفائزين في مسابقة الفيديو بشأن حقوق الإنسان، خلال الاجتماع الذي عُقد في مكتب بعثة رصد حقوق الإنسان في أوكرانيا في كييف. © المفوضية السامية لحقوق الإنسان

ليس هذا أول فيديو يعدّه أندري، لكنّ أندري لم يكن يدرك الكثير عن حقوق الإنسان.

فهو طفل يبلغ من العمر 11 عامًا من تشيرنيفتسي في غرب أوكرانيا. وقد أخبر قائلًا: "رأيتُ المسابقة وفكرتُ في وضعنا في أوكرانيا، فلمَ لا نعرض أوكرانيين يعيشون هذه الأوضاع الصعبة؟ لكل إنسان الحق في الحياة."

وأندري، الذي يحلم بأن يصبح صانع ألعاب فيديو في المستقبل، من بين الفائزين الخمسة في مسابقة فيديو نظمتها بعثة الأمم المتحدة لرصد حقوق الإنسان في أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام، احتفالًا بالذكرى السنوية الـ75 لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وأوضحت مديرة بعثة رصد حقوق الإنسان في أوكرانيا دانييل بيل قائلة: "هدَفت مسابقة الفيديو إلى تشجيع صانعي الأفلام على عرض الطريقة التي يمكن بها للإعلان العالمي لحقوق الإنسان بأن ينهض بوعده بالحرية والمساواة والعدالة للجميع. أمّا المواضيع التي سلّطت مقاطع الفيديو الضوء عليها فغطَّت مجموعة واسعة من قضايا حقوق الإنسان، مثل الحق في الحياة والكرامة الشخصية والحصول على التعليم على سبيل المثال لا الحصر. وفي خضم المعاناة الناجمة عن هذه الحرب، نأمل أن تساهم هذه الروايات في خلق مجتمع عالمي أكثر تعاطفًا واستنارة."

مشاهدة الأفلام في مكتب بعثة رصد حقوق الإنسان في أوكرانيا في كييف. © المفوضية السامية لحقوق الإنسان
مشاهدة الأفلام في مكتب بعثة رصد حقوق الإنسان في أوكرانيا في كييف. © المفوضية السامية لحقوق الإنسان

بيّنت تجربة بيل السابقة في أفغانستان والعراق، اللتين دمرتهما الحرب أيضًا، كيف يمكن للأفلام القصيرة أن تشكّل أداة قوية لرواية القصص رقميًا.

وقد شرحت قائلة: "كانت مقاطع الفيديو مؤثّرة للغاية، ونقلت المشاعر الجياشة لأشخاص متأثرين بالصدمة والدمار اللذين خلفتهما الحرب، وقد انعكسا بشكل بالغ على حقوق الإنسان."

واستقطبت مسابقة الأمم المتحدة 51 مشاركًا من جميع الأعمار ومن أنحاء أوكرانيا كافة. ومن بين المشاركين مزيج من طلاب المدارس الابتدائية وطلاب الجامعات والمحاضرين والنشطاء. وقد تم اختيار الفائزين الثلاثة الرئيسيين في المسابقة عن طريق تصويت الجمهور على صفحة بعثة الأمم المتحدة لرصد حقوق الإنسان على إنستغرام. كما منحت لجنة مؤلّفة من عدد من موظفي الأمم المتحدة جائزتين أخريين. والفائزون هم من مناطق ميكولايف وريفني وتشرنيفتسي وخملنيتسكي في أوكرانيا.

أندري يستلم جائزته من مديرة بعثة رصد حقوق الإنسان في أوكرانيا دانييل بيل. © المفوضية السامية لحقوق الإنسان
أندري يستلم جائزته من مديرة بعثة رصد حقوق الإنسان في أوكرانيا دانييل بيل. © المفوضية السامية لحقوق الإنسان

وروسلانا معلمة في مدرسة إعلام للأطفال في ريفنا، وقد أخبرت أنّ طلابها قرروا بأنفسهم ما هي أفضل طريقة للتعامل مع السياق القائم.

فقالت: "في الواقع، اختار الأطفال هذه الفكرة. وفكّروا معًا بكيفية تسليط الضوء على حقوق الإنسان، وتوصلوا بأنفسهم إلى سيناريو يركز على زيارة الأماكن التي لم يعد بإمكانهم زيارتها بسبب الحرب، وقاموا أيضًا بتمثيل الأدوار."

أمّا فكرة الفيديو الفائز بالجائزة فأتت من فلاد البالغ من العمر 13 عامًا، الذي اضطر إلى الفرار مع عائلته من مدينة خيرسون الجنوبية مع اندلاع الحرب.

روسلانا، من بين الفائزين في مسابقة الفيديو بشأن حقوق الإنسان، خلال الاجتماع الذي عُقد في مكتب بعثة رصد حقوق الإنسان في أوكرانيا في كييف. © المفوضية السامية لحقوق الإنسان
روسلانا، من بين الفائزين في مسابقة الفيديو بشأن حقوق الإنسان، خلال الاجتماع الذي عُقد في مكتب بعثة رصد حقوق الإنسان في أوكرانيا في كييف. © المفوضية السامية لحقوق الإنسان

وأوليكساندر، طالب في كاميانيتس بوديلسكي بجنوب غرب أوكرانيا. وقد أخبر أنّ زملاءه الذين أنتجوا مقطع الفيديو الفائز، قرروا التركيز على انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب المُرتَكَبة منذ غزو روسيا لأوكرانيا قبل 22 شهرًا. وشدّد على أنّ التصوير لم يكن معقدّة، إلا أن عملية المونتاج أتت صعبة حتمًا.

فقال: "على الرغم من ذلك، تبقى هذه المشاعر إيجابية ويتذكرها الجميع بشوق وحنين."

أوليكساندر، أحد الفائزين في مسابقة الفيديو بشأن حقوق الإنسان، خلال الاجتماع الذي عُقد في مكتب بعثة رصد حقوق الإنسان في أوكرانيا في كييف. © المفوضية السامية لحقوق الإنسان
أوليكساندر، أحد الفائزين في مسابقة الفيديو بشأن حقوق الإنسان، خلال الاجتماع الذي عُقد في مكتب بعثة رصد حقوق الإنسان في أوكرانيا في كييف. © المفوضية السامية لحقوق الإنسان

أكّد رومان، وهو أستاذ محاضر وصحفي ممارس من ميكولايف في جنوب أوكرانيا، أنّ الموضوع الذي اختاره طلابه، وهو الإفراط في العمل، هو موضوع مهم حاليًا بالنسبة إلى العديد من الأوكرانيين. ويتمتّع رومان بخبرة تتخطّى الثلاث سنوات من العمل في قناة تلفزيونية محلية، وبخبرة واسعة في إنتاج مقاطع الفيديو.

وقد أخبر قائلًا: "أعمل على الكثير من المشاريع، لكن هذا مشروع لا يشبه أي مشروع آخر. فالعملية التعاونية لكتابة السيناريو الجماعي والإخراج والتصوير أشعلت في قلبي الرغبة وحفّزت طلابي على العمل. وهذا ما يحتاج إليه الطلاب من أجل النمو مهنيًا، والدولة من أجل إذكاء وعي المواطنين بالحقوق."

أمّا الفيديو القصير الذي أنتجه رسلان، وهو طالب حقوق في جامعة تشيرنيفتسي الوطنية، وهي من بين الأقدم في أوكرانيا، فيتناول الخسارة في زمن الحرب.

وقد شرح قائلًا: "إن التفكير في الماضي والحاضر، في زمن السلم والحرب هو موضوع مؤلم لمعظم الأوكرانيين، بما في ذلك الأطفال الذين يقاتل آباؤهم اليوم في الشرق ويفقدون حياتهم. فلحظة عدم عودة الوالد مؤلمة للغاية. لم أختبر هذه المأساة شخصيًا، لكنني أسمع قصصًا مشابهة طوال الوقت."

روسلان، أحد الفائزين في مسابقة الفيديو بشأن حقوق الإنسان، خلال الاجتماع الذي عُقد في مكتب بعثة رصد حقوق الإنسان في أوكرانيا في كييف. © المفوضية السامية لحقوق الإنسان
روسلان، أحد الفائزين في مسابقة الفيديو بشأن حقوق الإنسان، خلال الاجتماع الذي عُقد في مكتب بعثة رصد حقوق الإنسان في أوكرانيا في كييف. © المفوضية السامية لحقوق الإنسان

الصفحة متوفرة باللغة: