Skip to main content

"يجب أن نتوقّف عن إنكار العنصريّة وأن نبدأ بتفكيكها"

03 آب/أغسطس 2021

خلال حدث افتراضي نُظِّم احتفالًا باستعراض منتصف المدة للعقد الدولي للمنحدرين من أصل أفريقي (2014-2025)، أعلنت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت قائلة: "أحيي أجيال وشباب اليوم المنحدرين من أصل أفريقي، الذين تظاهروا العام الماضي بشكل سلمي للمطالبة بالعدالة العرقية، ودعوا أقرانهم إلى الوقوف ضد العنصرية.

وأضافت أن العقد يدعو إلى العدالة والاعتراف والتنمية لضمان تمتع المنحدرين من أصل أفريقي بحقوق الإنسان بشكل كامل.

وقالت الدكتورة ناتاليا كانيم المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "يشجّعنا تنفيذ العقد على اتخاذ تدابير مقصودة للقضاء نهائيًا على العنصرية والتهميش والتمييز المنهجي ضد المنحدرين من أصل أفريقي، بروح من الاعتراف والعدالة والتنمية. وهذه الروح راسخة لا تتزعزع."

وهذا الاحتفال الافتراضي أصوات من العقد: أنظروا إلينا، أصغوا إلى أصواتنا، أشركونا، هو كناية عن مزيج حيوي من العروض الموسيقية، وفيلم وثائقي قصير بعنوان أفريقيا الصغرى، ومحادثات مع خبراء وأصوات من شباب منحدرين من أصل أفريقي في جميع أنحاء العالم.

وقد شاركت في تنظيم البرنامج إدارة الأمم المتّحدة للتواصل العالمي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، وهو يهدف إلى تمكين الشباب المنحدرين من أصل أفريقي كما يسلط الضوء على مساهماتهم في أهداف العقد من خلال القصص الشخصية والرقص والشعر والموسيقى.

ومن بين الفنانين مويندي "FreeQuency" كاتويوا، الراوية والمتحدّثة ومديرة ورشة العمل والفنانة من كينيا والولايات المتّحدة الأميركية، التي تتلت قصيدتها، "أنا مِن"، وAzueï، وهي فرقة من الموسيقيين الهايتيين والدومينيكيين قدمّت أغنية Alekba التي تمزج الموسيقى الكاريبية التقليدية مع النوتات المعاصرة لموسيقى الجاز والراب.

 

تضمّن البرنامج أيضًا مناقشات مثيرة للاهتمام دارت بين عدد من الخبراء بما في ذلك نائب رئيس جامعة ويست إنديز السير هيلاري بيكلز، وأحد مواطني باربادوس، حول التقدم المحرز حتّى اليوم بعد بلوغ منتصف العقد.

فقال: "في مطلع القرن الـ21، تم الاعتراف بأن موروثات الجرائم المرتكبة ضد المنحدرين من أصل أفريقي لا تزال تؤثر على كل جانب من جوانب الحياة اليومية. لذلك، ساهمنا برفع مستوى الوعي العالمي ونحن ننظر في الأنشطة التي نُظِّمَت في جميع أنحاء العالم ضمن إطار العقد بعد أن بلغنا منتصفه. لقد أدرك العالم موروثات هذه الجرائم المرتكبة ضد الشعوب الأفريقية والمنحدرين من أصل أفريقي."

 

وأفادت أول منسقة لمكافحة العنصرية في الاتحاد الأوروبي من فنلندا، ميكايلا موا، بأنّ دور الشباب في حركة العدالة العرقية ضروري لإحداث التغيير. وموا إحدى الفنلنديين الخمسة المنحدرين من أصل أفريقي، الذين أسسوا الحدث السنوي الوحيد في فنلندا المخصص للشَعْر الأفريقي، وأطلقوا عليه اسم Good Hair Day (يوم شَعْر جيّد).

فقالت: "الشباب متعطش للحديث عن هذه القضايا ولتحقيق العالم الذي يرغبون في العيش فيه. هنا تكمن القوّة. وقد تجلّى ذلك بكلّ وضوح العام الماضي مع الحركة العالمية لحياة السود أهميّتها."

ضم الحدث ثمانية مشاركين شباب من جميع أنحاء العالم. وأكّدت إحدى المشاركات إيفلين مورمان، وهي منحدرة من أصل أفريقي من جمهورية الدومينيكان، أن السكان المنحدرين من أصل أفريقي وقعوا ضحية التحيز والاستبعاد بطرق متعددة.

فقالت: "لقد سمعنا مرات عديدة، أن 'الشَعْر الأملس رسمي أكثر'، و'أن البشرة الفاتحة أجمل'، وعبارة 'هي أجمل من أن تكون سوداء'. أن نكون منحدرين من أصل أفريقي يعني احتضان تراثنا، وحب ثقافتنا، وتشكّل جزءًا من تاريخنا. وهذا يعني أن نفتخر ببشرتنا الجميلة وبشعرنا. هو الاعتراف بقيمتنا وتسليط الضوء على مساهماتنا في تنمية المجتمعات."

وإليانا مارتينز، من البرتغال، مشاركة شابة أخرى. وشدّدت على أنها متفائلة بأن التمييز سيتلاشى في إيّامها.

فقالت: "دقّ جرس إنذار أبلغ مجتمعاتنا بأنّه لحياة السود أهميّتها. ولا يقتصر تاريخ السود على مجرد العبودية بل يتخطّاها. لن نتسامح مع العنصرية بعد اليوم. نطالب السياسيين وقادة الأعمال والمجتمع ككل بأن يصغوا إلى أصواتنا وأن ينظروا إلينا وأن يشركونا."

أكّدت باشيليت أنّ العالم بحاجة إلى الاعتراف بهذه الأصوات.

فقالت: "يجب أن نتوقّف عن إنكار العنصريّة وأن نبدأ بتفكيكها." يجب أن نضع حدًا للإفلات من العقاب وأن نواجه الموروثات السابقة وأن نعوّض على الضحايا. يجب أن نصغي إلى أصوات المنحدرين من أصل أفريقي، وأن نكون جديرين بثقتهم."

أمّا المراقِبَة الدائمة للاتحاد الأفريقي لدى الأمم المتحدة السفيرة فاطمة كياري محمد، فأشارَت إلى أنّ نجاح العقد يُتَرجَم عالمًا متسامحًا وشاملًا.

وقالت: "لا يمكننا أنّ نضمن ألاّ يذهب عقد المنحدرين من أصل أفريقي سدًى، إلاّ من خلال المناصرة المستمرة وتثقيف أنفسنا ومشاركة قيم الإنصاف والانفتاح والعدالة في ما بيننا ومع أجيال الغد."

وحثت كانيم الناس، في معرض استعراضها منتصف مدة العقد، على الحفاظ على كلّ زخم ممكن في مناهضة العنصرية.

فقالت: "بعد مرور عام على مقتل السيد جورج فلويد، والعمل المتضافر ضد العنصرية في جميع أنحاء العالم، وبعد يوم مانديلا في 18 تموز/ يوليو، حان الوقت لإعلان أن كل واحد منا يمكنه، لا بل عليه، أن يبذل كلّ جهد ممكن كي يثمر السعي إلى تحقيق مستقبل تسوده المساواة والكرامة والفرص والازدهار لجميع الناس."

في 3 آب/ أغسطس 2021

الصفحة متوفرة باللغة: