Skip to main content

إحداث تغيير في حياة الشباب

12 آب/أغسطس 2021

بدأت "رحلة الأنشطة الدعوية" لنفيشا ريتشاردسون وهي لا تزال في السابعة من عمرها. انخرطت في الحركة الكشفية في ذلك الوقت، واطلعت بالتالي على مختلف القضايا الاجتماعية، ومن بينها ارتفاع معدلات العنف الجنسي والمنزلي في بلدها، سانت فنسنت وجزر غرينادين.

وشرحت قائلة: "صُعقت وأنا في السابعة من عمري، عندما اكتشفتُ أنّ العديد من النساء والفتيات يتعرضن لاعتداءات جنسية. "عندما كبرتُ، أدركت أنني في موقع متميز وأردتُ أن أساعد الأشخاص الذين لا صوت لهم."

بما أنّ سانت فنسنت وجزر غرينادين لا توفّر إلاّ حيّزًا محدودًا للشباب كي يعبّروا عن رأيكم جهارًا وبكلّ صراحة، أسّست ريتشاردسون عندما بلغت سنّ الـ22، منظمة تُعرَف باسم Spark SVG.

وتهدف منظّمتها إلى إلهام الشباب وتمكينهم من إحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم. وعبر استخدام أهداف التنمية المستدامة كإطار عمل، تستضيف سنويًا قمة للشباب تجمع بين عدد من الشباب والمتحدثين الملهمين والمؤثرين لمناقشة فرص التغيير.

سانت فنسنت وجزر غرينادين دولة جزرية صغيرة تقع في منطقة البحر الكاريبي، ويبلغ عدد سكّانها حوالى 110,000 نسمة. وتعالج ريتشاردسون ومنظمتها مجموعة من القضايا التي تؤثر على البلاد، منها ارتفاع معدلات الاعتداء الجنسي والعنف المنزلي، بما في ذلك عدم الحصول على الدعم الصحي والقانوني.

كما أنّهما تناضلان من أجل المساواة بين الجنسين والعدل المناخي ومشاركة وقيادة الشباب.

وتنفّذ ريتشاردسون وزملاؤها أنشطة دعوية من أجل الوصول إلى التعليم. وقد أوضحت أن العديد من الشباب في البلاد يتوقفون عن الدراسة في المرحلة الثانوية، وغالبًا ما يواجهون مشاكل مالية في المنزل ويضطرون إلى العمل للمساهمة في إعالة أسرهم.

فقالت: "هنا وفي العديد من البلدان الأخرى حول العالم، يُجبر الشباب على تحمل أعباء ومشاكل هائلة في سن مبكرة جدًا. فنحن لم نُمنَح حقًا الفرصة لنكون شبابًا وأحرارًا ونرتكب الأخطاء."

وأكّدت أنّ المساواة في الحصول على التعليم أساسيّ لاستمتاع الشباب بشبابهم.

فقالت: "أرى الكثير من الشباب من حولي مجبرين على أن ينموا وينضجوا في سن مبكرة، لأنّه عليهم رعاية أشقائهم الأصغر سنًا، أو لأن أهلهم يعتدون عليهم، أو لأنّهم قد يضطرون إلى العمل. ولكن إن تم اعتماد أنظمة سليمة تمنح الأولوية للتعليم، يمكننا التركيز على ما هو مهمّ."

مشاركة الشباب المجدية بالغة الأهمية

في نيسان/ أبريل من هذا العام، ضرب انفجار بركاني سانت فنسنت وجزر غرينادين، ما أدى إلى تشرّد حوالى 20,000 شخص. وقد وصفت ريتشاردسون اندفاع الشباب وكيف هرعوا إلى مكان الحادث لتقديم المساعدة. وقالت إنه في اليوم التالي للانفجار، بحث الشباب عن وسيلة لتأمين الطعام والمياه للمجتمعات المتضررة، وقدموا الدعم والموارد إلى "الأشخاص الذين فقدوا منازلهم وماشيتهم ونمط حياتهم."

لكن، في حين رحّبت السلطات بمشاركة الشباب عندما اندلعت هذه الأزمة وغيرها من الأزمات الأخرى، أشارت ريتشاردسون إلى أنّ أصوات الشباب تختفي بشكل خطير في المرحلة التالية، أي في مرحلة صنع القرار.

وشرحت قائلة: "إما أننا مستبعدون، أو لا يتم أخذنا في الحسبان. كما تبرز هوّة حقيقية بين الإجراءات التي نتخذها وقدراتنا، والمسؤولين الذين لا يأخذوننا على محمل الجد. من أجل التعافي بشكل أفضل من كل هذه المشاكل التي نواجهها، يجب أن يتمكّن الشباب من المشاركة بشكل مستمر ومجدٍ."

تذليل العقبات

إن العثور على مساحة للتحدث، والقدرة على التحدث إلى الأشخاص الذين يتخذون القرارات، أو تأمين التمويل لتنفيذ نشاط ما، من التحديات التي تواجهها ريتشاردسون وغيرها من المدافعين الشباب بشكل منتظم. فغالبًا ما يُنظر إليهم على أنهم "صغار جدًا، أو عدوانيون جدًا، أو لا يفهمون النظام"، على حدّ تعبيرها.

لكن في حين تشدّد ريتشاردسون على أنّ العوائق التي تحول دون انخراط الشباب في القيادة في سانت فنسنت وجزر غرينادين عديدة، وأن عالم المناصرة قد يكون مهجورًا في الكثير من الأحيان، تؤكد أن التحديات ليست مستعصية ويمكن تجاوزها.

ثمّ وصفت النظام الجبار الذي يدعمها وفريق المتطوعين "المذهل" الذي يساعدها على المبادرة إلى العمل كل يوم ويمدّها بشعور أنّه "يمكنها إنجاز المستحيل." وأضافت أن رؤية الأشخاص يستفيدون بشكل مباشر من عملها "يذكّرها باستمرار بضرورة مواصلة العمل والمضي قدمًا."

يجب أن يتمكّن الشباب من إدراك حقوقهم

من أهداف ريتشاردسون الأساسية تشجيع الشباب على اكتشاف حقوقهم وفهمها كي يتمكنوا من الدفاع عنها.

وقالت: "عندما لا تدركون ما هي حقوقكم ولا تفهمون ماهيتها، لا يمكنكم العمل بفعالية كأعضاء في المجتمع. هذا هو السبيل إلى القدرة على التعبير عن أنفسكم بحرية، وأن تكونوا على طبيعتكم وأن تُعامَلوا معاملة عادلة، بغض النظر عن لون بشرتكم، وعمركم ودينكم، ومن تحبون، وماذا تلبسون."

وهي لا تظنّ أنه على الناس أن يكونوا من الناشطين في وقت مبكر جدًا، إلا أنها تعتبر أنه من المهم للغاية أن يتم تعليمهم عن حقوقهم منذ الصغر.

فقالت: "نولد ونحن نتمتّع بهذه الحقوق، ونحملها طوال حياتنا. لا تخافوا من التعبير عن رأيكم جهارًا وبكلّ صراحة، والقول: لدي الحق في التعليم، لدي الحقّ في بيئة آمنة. لدي الحق في ارتداء ما أريد وأن أفعل ما أريد.

لأنه في نهاية المطاف كلنا بشر ومتساوون."

تُعقَد قمة Spark SVG السنوية الثالثة للشباب افتراضيًا يومَي 21 و22 آب/ أغسطس 2021، وهي مفتوحة للشباب في جميع أنحاء العالم، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا.

إخلاء مسؤولية: إنّ الآراء والمعلومات الواردة في هذه المقالة هي آراء الأشخاص المذكورين ولا تعكس بالضرورة سياسة مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أو موقفها الرسمي.

في 12 آب/ أغسطس 2021

الصفحة متوفرة باللغة: