Skip to main content

المدافعون عن حقوق الإنسان

المدافعة عن حقوق الإنسان في حركة النضال من أجل التغيير تأمل في أن يساهم كفاحها في إحداث تغيير في جمهورية الكونغو الديمقراطية

07 شباط/فبراير 2020

أعلنت المدافعة الكونغولية عن حقوق الإنسان ريبيكا كابوو قائلة: "أنا امرأة ولديّ مسؤوليات. يجب أن أدافع عن عائلتي، وأن أناضل من أجل بلادي. فلا فرق في بلادي بين المسجون لأنّه ناشط والمسجون بسبب ارتكابه جريمة."

 

ولدت كابوو قبل 25 عامًا في غوما شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية. وكبرت في كنف عائلة فقيرة في زمن الحرب، وقررت الصمود والنضال من أجل تحقيق تغيير إيجابي في بلادها. انضمت إلى حركة النضال من أجل التغيير، وهي حركة غير عنفية تم تأسيسها في جمهورية الكونغو الديمقراطية في أيار/ مايو 2012 لنشر التوعية حول حقوق الناس وواجباتهم وحثّ المواطنين على المطالبة بمزيد من الشفافية والأمان والحوكمة الرشيدة في الوظائف العامة.

وأضافت كابوو قائلة: "رأيت شجاعة الناشطين في الحركة وحماسهم وإصرارهم فقلت في نفسي: "لمَ لا أكون مثلهم؟" وانضممت إلى الحركة لأنني شعرت بالغضب عندما شهدتُ المشاكل التي تواجهها بلادي وقلت في نفسي إنّه لربما للأحزاب السياسية قادة، أشخاص يتّخذون القرارات عنها. أمّا في الحركة، فلديهم أفكار من الممكن أن يشاركوها، وهذا ما منحني الرغبة في الانضمام إليها."    

أُلقي القبض على كابوو للمرة الأولى في آذار/ مارس 2015 في خلال مظاهرة تطالب بإخلاء سبيل ناشطين أوقفتهم الوكالة الوطنيّة للمخابرات، لأنّهم كانوا يخططون لتنظيم مظاهرة تدعو الرئيس السابق جوزيف كابيلا إلى احترام الدستور وإجراء انتخابات في نهاية عهده. وفي ذلك الوقت، وصفت وسائل الإعلام العالمية كابوو بأنها أصغر سجينة سياسية في العالم. وألقي القبض عليها أكثر من عشر مرة في خلال مظاهرات سلمية وقامت الشرطة وأجهزة أمن الدولة المناهضة لنشاط حركة النضال من أجل التغيير بتعذيبها.

وأكّدت كابوو قائلة: "هل يمكنكم أن تتخيلوا امرأة مسجونة لمدّة ستة أشهر، أو سنة، أو سنتين من دون أي تواصل مع عائلتها وأبنائها؟ يقومون بهده الممارسات من أجل سحقنا وتدميرنا من جديد، وتحطيم آمالنا وقناعاتنا. حتى وأنا سجينه لديّ حقوق لأنّني إنسان ومن الضروري أن تُصان كرامتي طوال فترة سجني."

وأضافت قائلة: "أعتبر سجني شكلًا من أشكال النضال ضد الظلم في سجون جمهورية الكونغو الديمقراطية. كان ذلك بمثابة خبرة شجّعتني على الاستمرار في نضالي على الرغم من المعاناة التي عشتها."

ونجحت الحركة "في زيادة تأثيرها الاجتماعي والسياسي في جهورية الكونغو الديمقراطية بفضل طبيعتها غير الحزبية وقيادتها الأفقية وشجاعة ناشطيها ونشاطاتهم غير العنفية. وقد انضم العديد من الكونغوليين إلى الحركة في غوما وفي حوالى 20 مدينة وقرية في البلاد.

وشاركت كابوو بتنظيم أكثر من 150 مظاهرة سلمية لمطالبة السلطات السياسية والإدارية بمياه نظيفة وطرق معبدة وتعليم مجاني وتحسين ظروف حياة السكان وإنهاء حرب مسؤولة عن ذبح أكثر من مليون شخص واغتصاب حوالى 200,000 إمرأة. وقد أفادت التقارير بالسلطات الكونغولية توصّلت إلى عدد من الحلول على مستوى بعض القضايا القائمة.

وقد حاز ناشطو الحركة على جوائز محلية وعالمية عدّة رسّخت شرعيتها من جهة ولكنّها أثارت من جهة أخرى موجة من القمع أطلقها قادة سياسيون وأمنيون من خلال إلقاء القبض على ناشطين عدّيدين وتوقيفهم وخطفهم وتعذيبهم وطردهم من العمل أو الجامعة. فتوفي أحد قادة هذه الحركة المدعو نوكولاس نقولولا في حزيران/ يونيو 2018، وعُثر على جثته المتفحمة في منزله في غوما وقد وصفت السلطات الحريق الذي قتله بالعرضي.

وأصبحت كابوو من أهم ناشطي الحركة ومصدر إلهام للعديد من الشابات قررن المناضلة من أجل التغيير في الكونغو. وعلى الرغم من القمع والتعذيب، أكملت دراستها وتخرجت في تموز/ يوليو 2019 وحصّلت إجازة في علم النفس السريري من جامعةFree University of the Great Lakes Countries. وهي اليوم تشغل منصب المنسقة في منظمة TENDO غير الربحية  وقد أسستها بعد سجنها وهي تعمل مع السجناء، لا سيّما النساء.

وختمت كابوو قائلة: "وجدتُ الشجاعة للاستمرار على الرغم من التحديات التي واجهتها كوني ناشطة، وما زلت آمل أن كرامة الإنسان ستُصان ذات يوم وتتحقّق العدالة الاجتماعية في بلادي.

إخلاء مسؤولية: إنّ الآراء والمعلومات الواردة في هذه المقالة هي آراء الأشخاص المذكورين ولا تعكس بالضرورة سياسة مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أو موقفها الرسمي.

7 شباط/فبراير 2020

الصفحة متوفرة باللغة: