كريس مبورو، الحائز على جائزة إلينور روزفلت لحقوق الإنسان لعام 2019
07 تشرين الثاني/نوفمبر 2019
في العام 2010، عَرض الفيلم الوثائقي "A Small Act" (مجرّد لفتة)، على العالم بأسره لمحة عن بداية قصة استثنائيّة.
عندما كان كريس مبورو طفلًا، عاش في كينيا حيث ولد، وبالكاد تمتّع بفرصة تحقيق حلمه في الوصول إلى التعليم العالي.
لم تسبّب السنوات الدراسية الأولى أيّ مشكلة لمبورو لأنّه كان طالبًا مميّزًا. ولكن سرعان ما استحال على أسرته أن تتحمل كلفة تعليمه كي يتمكّن من متابعة دراسته. إلاّ أنّه، وبفضل علاماته المتميّزة، دخل برنامج مؤسّسة الرعاية السويدية الذي يساعد الأطفال الأذكياء من الأسر الفقيرة في كينيا.
لم يكن يعرف سوى اسم المرأة التي دفعت أقساطه المدرسيّة طوال سنين تعلّمه، وهي مدرّسة تعيش في السويد وأسمها هايلد باك. ويعرض الوثائقي A Small Act مبورو في سعيه إلى إيجاد باك، وتصميمه على تأمين مستقبل أكثر إشراقًا للأطفال.
وبعد المدرسة الثانوية، تحوّل مستقبل مبورو في الواقع إلى مستقبل استثنائي. فقد تابع دراسة القانون في جامعة هارفارد وبدأ بعد ذلك مسيرته المهنية في منظمة العفو الدولية وفريق القانون الدولي لحقوق الإنسان، قبل أن يشارك في بعثات الأمم المتّحدة لحفظ السلام ومهام المفوضيّة السامية لحقوق الإنسان في سيراليون وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإريتريا والكاميرون وبوروندي ورواندا حيث تمّ تعيينه مستشارًا أول لحقوق الإنسان في العام 2011.
وعيّن أمين عام الأمم المتّحدة مؤخرًا مبورو منسقًا مقيمًا في جمهورية الكونغو. ويسعى مبورو، من خلال منصبه الجديد، إلى إرساء التعاون بين مختلف وكالات الأمم المتّحدة بهدف تحسين فعالية عملها في هذا البلد.
أصبح "الطفل المحتاج" سابقًا بحسب ما يصف نفسه مبورو، الحائز على جائزة إلينور روزفلت لحقوق الإنسان لعام 2019. ويمنح فرع سان دييغو التابع لرابطة الأمم المتّحدة في الولايات المتّحدة (UNASD) هذه الجائزة سنويًّا إلى "من يؤمن بأهداف الأمم المتّحدة ويحدث بعمله تغيّرًا إيجابيًّا ودائمًا."
ويدافع مبورو جهارًا وبكلّ حماس عن الحقّ في التعليم للجميع، محاولًا نقل برنامج الرعاية الذي ساعده عندما كان طفلًا. وقد منحه فرع سان دييغو التابع لرابطة الأمم المتّحدة في الولايات المتّحدة "لعمله الدؤوب من أجل تعزيز حقوق الإنسان وسيادة القانون والحقّ في التعليم، ما يشكّل أساسًا لمستقبل مشترك ومنصف ومستدام."
وخلال حفل منح الجائزة التي جرى في يوم الأمم المتّحدة في 24 تشرين الأوّل/ أكتوبر، أعلن مبورو قائلاً: "شعرت بكثير من الشرف والتواضع عندما تسلّمت ليلة أمس في كاليفورنيا، جائزة إلينور روزفلت لحقوق الإنسان لعام 2019. وتحمل الجائزة اسم سيّدة أولى سابقة للولايات المتّحدة، تتمتّع بمكانة أسطورية بفضل دورها في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ومن المميز جدًّا لي أن أستلم الجائزة من يدي حفيد السيدة إلينور روزفلت، السيد فورد روزفلت!"
وأكّد قائلاً: "أحثّ الجميع على مواصلة العمل وضمان وصول كافة الأطفال إلى التعليم مجانًا، وهو حق أدرجته السيدة إلينور روزفلت في الإعلان العالمي لتشدّد على أنّ التعليم حق من حقوق الإنسان."
7 تشرين الثاني/نوفمبر 2019