Skip to main content

فريق يعمل لصالح البشريّة: الدفاع من جديد عن الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان

25 تموز/يوليو 2018

أعلن مفوّض الأمم المتّحدة الساميّ لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين أنّ حقوق الإنسان، هذا الخيط العالميّ الذي يربط البشريّة ببعضها البعض، المنصوص عليها في الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان منذ 70 عامًا، تتعرّض اليوم إلى تهديدات تمارسها قوى مختلفة هدفها تنفيذ أجندتها التي تخدم مصالحها الشخصيّة، وقد تناست التاريخ وأحداثه.

فقال: "إنّنا ندافع اليوم عن حقوق عالميّة، وهو نقاش اعتبرنا أنّنا سبق وفزنا به. علينا أن نحقّق عالمًا نوحّد فيه جهودنا. وعلينا أن نشكّل فريقًا لخدمة البشريّة وليس فريقًا لخدمة مصالحنا الشخصيّة."

وأضاف قائلاً: "ما يقلق مجتمع حقوق الإنسان هو أنّ ذاكرتنا تضيع وتحلّ محلّها عاطفة قوميّة تنفّذ أجندة تعتبرها الأولويّة وفوق كلّ شيء." ثمّ عبّر عن قلقه حيال العالم الذي يتوجّه نحو مستقبل يقوّض بصورة منتظمة، الآليّات الدوليّة للحفاظ على حكم القانون والاتّفاقات الدوليّة.

وأدلى زيد بتعليقه في إطار مناقشة تناولت الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان وإرثه ومستقبله. وقد ضمّ الحوار الذي أداره زيد، رئيس محكمة العدل الدوليّة عبد القوي أحمد يوسف، وهينا جيلانيّ، الحقوقيّة والمحامية البارزة والممثّلة الخاصة السابقة لأمين عام الأمم المتّحدة المعنيّة بالمدافعين عن حقوق الإنسان.

واعتبر يوسف أنّ الاعتداء يتمثّل بالمشاكل المتزايدة التي تستهدف حكم القانون الدوليّ الهشّ، مع العلم أنّه نظام لا يزال في بداياته نسبيًّا. فقد أُنشِئَت محكمة العدل الدوليّة منذ 100 عام فقط، وعند تأسيسها لم يكن أيّ بلد مستعدًّا للالتزام بهذا النوع من العدالة المتعدّدة الأطراف. أمّا اليوم فقد أصبح معظم البلدان ملتزم بها. ولم يُصادَق على الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان إلاّ منذ 70 عامًا، مع العلم أنّ العالم قام بخطوات عملاقة نحو تقدّم البشريّة. وقد حمينا هذا التقدّم.

وأشار رئيس محكمة العدل الدوليّة قائلاً: "لقد شهدنا أنّ الناس الذين تعرّضوا إلى القمع والاستعمار وغير ذلك تمكّنوا، من خلال هذا النظام، أن يحقّقوا استقلالهم وحريّتهم. فلا بدّ إذًا من حماية هذا النظام وتعزيزه في المستقبل أكثر بعد."

أمّا جيلاني فقد أفادت من جهتها بأنّ حماية حكم القانون الدوليّ والمحافظة على نظام يعمل لمصلحة الجميع تقتصران على تحديد الجوانب السياسيّة المعنيّة وتحييدهما. فيمكن المحاكم أنّ تتّخذ شتّى أشكال القرارات، ولكن لا بدّ من تنفيذ الأحكام ومحاسبة الحكومات. وبالتاليّ، فإنّه يجدر تحليل فكرة السيادة، على أن تبقى دائمًا خاضعة للمساءلة وأن تحمي الناس، وألاّ تسمح لأيّ دولة بانتهاك حقوق الإنسان الأساسيّة.

وأضافت جيلاني قائلة: "يتمّ تجاهل القرارات التي تُصدرها المحاكم بشأن العدالة والإنصاف"، مشيرةً إلى تراجع القيادة الأخلاقيّة في عالمنا اليوم. وتابعت قائلة: "نواجه اليوم أفرادًا يقومون حصرًا بما يرغبون فيه، معتمدين النهج الأحاديّ الصرف. وقد أمسى الناس محصّنون ضدّ فكرة أنّه لا يمكن لحكم القانون والنظام المبني على القواعد أن يزدهرا إلاّ عند الاعتراف التام بعالميّة هذه القواعد."

يمكنكم مشاهدة الحوار الكامل الذي دار بين زيد ويوسف وجيلاني، ومناقشتهم كيف تتقدّم كلّ دولة تقدمًا مستمرًّا تمامًا كما هي حال المجتمع الدوليّ، وتناولهم الرؤية المستقبليّة لحقوق الإنسان وحكم القانون والعدالة الدوليّة في هذا الفيديو.

25 تموز/يوليو 2018

الصفحة متوفرة باللغة: