خبيرة للأمم المتحدة: الجذام يتسبَّب بوصمة العار والتمييز بالرغم من علاجه طبياً
25 كانون الثاني/يناير 2018
قالت أليس كروز "بالنسبة إلي، من الواضح جداً أن الجذام لطالما كان مسألة تشوبها انتهاكات لحقوق الإنسان". أضافت "تلاحظون انتهاكات لحقوق الإنسان على مرِّ التاريخ وفي عدة ثقافات مختلفة".
كروز هي مقررة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز ضد الأشخاص المصابين بالجذام وأفراد أسرهم. وهي أول خبيرة مستقلة للأمم المتحدة تشغل هذا المنصب، الذي يركز على تحسين حالة حقوق الإنسان للأشخاص المصابين بهذا المرض. وقالت إنها ستفيد من منصبها لمؤازرة الأشخاص والجماعات المصابين بالجذام من خلال مساعدة الدول على دعم التزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان.
ويشكل الجذام مرضاً مدموغاً بتاريخ اجتماعي وطبي طوال قرون من الزمن وقد رافقته وصمات عار طويلة الأمد. ومن بين الأفكار الأكثر شيوعاً بشأن هذا المرض أنه يصيب بالعدوى والتشوهات إلى حدٍّ كبير؛ وهي معتقدات أدَّت إلى عزل وفصل المرضى المصابين بالجذام وأفراد أسرهم.
ويعتبر الجذام اليوم مرضاً من الأمراض المهملة، فيما تسجَّل أعلى معدلات الإصابة به في الهند والبرازيل وأندونيسيا. وفي الدول الموبوءة، غالباً ما يفتك المرض بطبقة المجتمع الأشد فقراً، ما يجعل المصابين به أكثر عرضة لإهمال حقوقهم في مجال حقوق الإنسان، بحسب كروز. وقالت "نحتاج إلى معالجة مختلف الانتهاكات المتعلقة بحقوق الإنسان، على غرار الحق في الصحة وحقوق المرأة والطفل وحقوق المسنين والأشخاص ذوي الإعاقات والحق في الإسكان؛ هناك عدة مسائل مختلفة مرتبطة بالمشكلة".
وتعتقد دول عدة، لا سيما في الغرب، أن الجذام لم يعد يسري لديها بعد اليوم، بحسب كروز، معتبرة في المقابل أن هذا التفكير يفتقر إلى بعد النظر. فقد قالت إن أنماط الهجرة وغياب الخبرة بالمرض بين صفوف المهنيين في المجال الطبي في الغرب هي من الأسباب التي أدَّت إلى ارتفاع طفيف في الحالات التي تمَّ الإبلاغ عنها في دول مثل الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة والبرتغال من بين دول أخرى.
وأكدت نائبة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان كايت غيلمور إن مسألة استمرار الجذام في ضرب حياة ملايين الأشخاص في أنحاء العالم مثيرة للقلق، مشيرة إلى أن تكلفة المرض ليست باهظة جداً للحد منه والألم المرتبط به ليس معقداً جداً للتخفيف منه ولا عدواه صعبة جداً لمنع انتقاله. وقالت خلال خطاب ألقته بمناسبة انعقاد حدث النداء العالمي للقضاء على وصمة العار والتمييز ضد الأشخاص المصابين بالجذام "هذا المرض قابل للعلاج، وقابل للشفاء، وقابل للسيطرة عليه، لذلك لا أساس طبي لوصمة العار التي تلازم بشدة داء هانسن (الجذام)". أضافت "نحن اخترعنا هذه المسألة بالكامل".
وصُمِّم حدث النداء العالمي، الذي قامت برعايته مؤسسة نيبون، من أجل زيادة التوعية بشأن العوائق التي يواجهها المصابون بالجذام مع دعوة للقضاء على التمييز في هذا الشأن. وجرى تنظيم الحدث في نسخته لهذا العام في الهند.
وقالت كروز إنها تريد أن تدعم الجهود التي توضح ماهية المرض بشكل أكبر وتحد من وصمة العار المرتبطة به من خلال مكافحة الأساطير بالحقائق، مشيرة إلى أن المسألة الأولى التي يجب معرفتها هي أن الجذام ليس مرضاً معدياً إلى حدٍّ كبير. وأضافت "خلافاً لأفلام هوليوود، يعتبر الجذام من أقل الأمراض نقلاً للعدوى بين الأمراض المعدية. في المقابل، لا يتطور المرض لدى معظم الأشخاص ممن هم على اتصال به"، موضحة أن الأشخاص المصابين بالجذام هم "مثل البقية منا تماماً".
وقالت كروز "يخضع المصابون بالمرض إلى حدٍّ كبير من التمييز إلى درجة لا يُعاد يُنظر فيها إليهم كبشر. لكن عندما تتحدث إليهم، تكتشف مدى الإنسانية العميقة التي يتحلون بها والطرق التي لا يتنازلون فيها عنها وكيف يكافحون من أجل الكرامة في حياتهم". أضافت "إذا استغرق الناس وقتاً كي يستمعوا إلى شهادة شخص مصاب بالجذاب، فسوف يدركون أن هناك نقاط تشابه تفوق نقاط الفرق بين الأشخاص المصابين بالجذام والأشخاص الذين هم غير مصابين به مباشرة".
اقرأ المزيد عن مرض الجذام في مدونتنا Medium.
25 كانون الثاني/يناير 2018