الاتجار لأغراض الاستخدام في العمل القسري: قصة ديان
17 تشرين الثاني/نوفمبر 2014
جرى الاتجار بديان حيث نُقلت إلى باريس من بلدها الأصلي، بوركينا فاسو، وسخرتها أسرة ثرية من أفريقيا في الخدمة المنزلية. وقد عانت من أوضاع رهيبة لمدة سنتين: كانت تُجبَر على العمل 19 ساعة يومياً، ولم يكن يُسمح لها بمغادرة الشقة إلا لتوصيل أطفال الأسرة إلى المدرسة، وكانت تُعطى فضلات الطعام لتأكلها، وكان مستخدمها يهددها ويسبها ويذلها.
وفي نهاية المطاف، استجمعت ديان شجاعتها للفرار وبعد ذلك بوقت قصير اتصلت بالمنظمة غير الحكومية الفرنسية، لجنة مكافحة الرق المعاصر (Comité contre l’Esclavage Moderne). وأدمجت اللجنة ديان في برنامج مساعدة اجتماعية لمعاونتها على التعافي من آثار الصدمة.
ويدعم صندوق مكافحة الرق، كل عام، اللجنة وعشرات المنظمات الأخرى في جميع أنحاء العالم التي توفر لضحايا الرق المعاصر ملاذاً ومساعدة متخصصة في مجال إعادة التأهيل.
وتقدر منظمة العمل الدولية أن حوالي 53 مليون شخص، معظمهم من النساء والأطفال، يُستخدمون للعمل في المنازل وأن 30 في المائة منهم، أو 16 مليون شخص تقريباً، لا تتاح لهم حماية قانونية. وتقول منظمة العمل الدولية إن من المرجح أن هذه الأرقام أقل من الأرقام الحقيقية لأن العمال المنزليين محجوبون عن رؤية الناس لهم ولا تشملهم عادة الدراسات الاستقصائية المتعلقة بالعمالة.
ووفقاً لما ذكرته الأخصائية الاجتماعية المكلفة بحالتها، فإن ديان "كانت حالتها النفسية ضعيفة جداً" بسبب معاناتها أثناء تسخيرها للخدمة وبسبب وضعها غير الموثق.
بيد أنها أعادت بناء حياتها الآن في فرنسا وأصبحت أماً لطفلين. وتواصل اللجنة دعمها في الدعوى القضائية التي رفعتها ضد مستخدميها السابقين.
اقرأ قصة ديان وآخرين في "الوجوه الإنسانية للرق المعاصر”.
و صندوق الأمم المتحدة الاستئماني للتبرعات من أجل مكافحة أشكال الرق المعاصرة تموله تبرعات الدول وغيرها من التبرعات. والصندوق، الذي أُنشئ في عام 1991، تديره مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وقدم ملايين عديدة من الدولارات الأمريكية في منح إلى أكثر من 500 منظمة في جميع أنحاء العالم لدعم مشاريع تقدم مساعدات إنسانية وقانونية ونفسية واجتماعية إلى ضحايا الرق. والدعم من المتبرعين لازم الآن أكثر من أي وقت مضى بالنظر إلى تزايد عدد طلبات الدعم المتلقاة الذي يتناقض مع تناقص الإيرادات الذي يؤثر على عمليات الصندوق.
وبالإضافة إلى الرق التقليدي، تتضمن أشكال الرق المعاصرة القنانة، والعمل القسري، واستعباد المدين، وأسوأ أشكال عمل الأطفال، وبيع الأطفال، والزواج القسري والمبكر، وبيع الزوجات والأرامل الموروثات، والاتجار بالأشخاص لأغراض الاستغلال والرق الجنسي.
17 تشرين الثاني/نوفمبر 2014