يجب أن يُنهي زعماء جنوب السودان النزاع
02 أيّار/مايو 2014
"من المؤسف أن جل ما رأيته أو سمعته في هذه البعثة عزز الرأي الذي مفاده أن زعماء البلد، بدلاً من اغتنام الفرصة المتوافرة لهم لقيادة دولتهم الفتية الفقيرة التي مزقتها الحرب إلى الاستقرار وتحقيق مزيد من الرخاء، شرعوا في صراع على السلطة الشخصية وصل بشعبهم إلى شفا كارثة،" قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، في جنوب السودان.
وفي زيارة رسمية لمدة ثلاثة أيام إلى الدولة الحديثة التي دمرتها الحرب، اجتمعت بيلاي مع مختلف الزعماء في البلد، بمن فيهم الرئيس سلفا كير، واجتمعت على انفراد مع زعيم المعارضة ريك ماشار. وقد اندلع القتال في أحدث دولة في العالم في كانون الأول/ديسمبر 2013.
وقالت "من الضروري أن يضغط شعب جنوب السودان والمجتمع الدولي على زعماء البلد السياسيين الذين يجب عليهم التوقف عن جر شعبهم دون تبصر على طريق التدمير الذاتي."
وكان يرافق بيلاي المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية، أداما دينغ.
كرر دينغ الدعوة إلى إنهاء النزاع في البلد. "الأمر الحاسم، في نهاية المطاف، هو أنه يتعين إيقاف الأعمال العدائية وأن تتضافر جهود الزعيمين معاً لكي لا يُغدر بشعب هذا البلد، جنوب السودان."
وحذرت رئيسة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، نافي بيلاي، زعماء جنوب السودان من أن التحقيقات ستتناول مدى علمهم بحدوث جرائم الحرب والإجراءات التي اتخذوها لمنع حدوثها.
"لقد حذرت أنا والسيد دينغ أولئك القادة أنفسهم من أن التحقيقات الحالية والمستقبلية ستتناول حتماً مدى علم الزعماء السياسيين والقادة العسكريين بحدوث جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، أو مدى ما كان ينبغي لهم أن يكونوا على علم بحدوثها، أو مدى عدم اتخاذهم كل التدابير اللازمة والمعقولة لمنع حدوث جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها هم أنفسهم أو ارتكبها مرؤوسون خاضعون لسلطتهم وسيطرتهم الفعليتين،" قالت بيلاي.
وفي معرض الإشارة إلى حالات القتل التي حدثت مؤخراً وكان معظم ضحاياها من المدنيين في منطقة بنتيو، والهجوم الانتقامي على المشردين الذين يتخذون مأوى لهم في مجمع الأمم المتحدة في بور، الذي أدى إلى موت 50 شخصاً آخر على الأقل، لاحظت رئيسة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن جنوب السودان على شفا فاجعة. ووصفت ما يجري من اتهامات متبادلة وخطاب كراهية وأعمال قتل انتقامية، وهي حالات تنامت بلا هوادة في الأشهر الأربعة الماضية كحالات "مهلكة."
وقد حذرت وكالات المعونة من حدوث مجاعة وشيكة بسبب النزاع الذي منع الزراعة ستكون لها بالتالي عواقب وخيمة على إمدادات البلد الغذائية.
وتحذر الوكالات الإنسانية من أن المسؤولية عن المجاعة الناجمة ستقع على زعماء البلد بسبب عدم التزامهم بوقف الأعمال العدائية في كانون الثاني/يناير. "أفزعني عدم الاكتراث الواضح بخطر المجاعة الذي أبداه كلا الزعيمين عندما أثرت المسألة،" لاحظت بيلاي.
وتقدر الأمم المتحدة أن 9ر4 مليون شخص يحتاجون حالياً إلى مساعدة إنسانية.
والزيارة، التي أُجريت في الفترة من 28 إلى 30 نيسان/أبريل، تم القيام بها بطلب من الأمين العام، بان كي – مون، الذي أعرب عن قلقه إزاء الوضع في جنوب السودان، حيث يُعتقد أن النزاع، الذي بدأ في أواسط كانون الأول/ديسمبر 2013 كخلاف سياسي بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق ريك ماشار، أودى بحياة الآلاف وأجبر عشرات الآلاف على التماس اللجوء في قواعد الأمم المتحدة.
2 أيار/مايو 2014