Skip to main content

البيانات المفوضية السامية لحقوق الإنسان

اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست

تكريم ضحايا الهولوكوست

26 كانون الثاني/يناير 2018

خطاب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين
حول إحياء ذكرى الهولوكوست والتوعية بشأنها: مسؤوليتنا المشتركة
27 كانون الثاني/يناير 2018

سوف يبقى تاريخ البشرية مدموغاً بندب عدم نسياننا للهولوكوست النازية التي يجسِّدها أوشفتيز بيركيناو، أكبر معسكر للإبادة، والذي تمَّ تحريره في مثل هذا اليوم منذ 73 عاماً.

في كل عام، نكرِّم ضحايا المحرقة، أي ملايين اليهود والروما والمثليين والمعارضين السياسيين الذي قُتلوا بوحشية، وغيرهم ممن ظلوا على قيد الحياة. وفي كل عام، يبقى عدد أقل من هؤلاء الأشخاص بيننا كذكرى حية عن تلك الحقبة، ويجب أن نضاعف جهودنا من أجل تذكر الرعب الذي قاسوه والحكمة التي تعلَّموها في هذا الشأن.

وكما قالت سيمون فيل، وهي فرنسية باسلة نجت من معسكر أوشفتيز وتوفيت في الصيف الماضي، "إرثنا بين أيديكم. مهمة اليقظة تقع على عاتقكم. لقد كانت المحرقة فريدة من نوعها في تاريخ البشرية؛ لكن سمَّ العنصرية ومعاداة السامية ورفض ̓الآخرʻ والكراهية ليسوا محصورين بحقبة واحدة أو ثقافة واحدة أو شعب واحد. فقد شكلوا بدرجات مختلفة وأشكال متنوعة تهديدات يومية في كل مكان وبشكل مستمر، في الماضي وفي القرن الجديد الذي ينبلج فجره... شهادتنا تدعوكم إلى الإحاطة بالقيم الديمقراطية المتجذرة في الاحترام المطلق للكرامة البشرية والدفاع عنها، والتي تشكل إرثنا الأغلى ثمناً".

في الواقع، استُحدث الإعلان العالمي لحقوق الإنسان انطلاقاً من الهولوكوست وحربين عالميتين، مدعوماً بالحاجة إلى منع حدوث هذا الرعب والتدمير للأبد بشكل عاجل. وحين اعتُمد هذا الإعلان، يوم العاشر من كانون الأول/ديسمبر 1948، اعترف قادة العالم أن ضمان استدامة السلام لا يمكن أن يتحقق إلا بالعدالة واحترام الكرامة البشرية والمساواة والحقوق.

حتى اليوم، ولربما خصوصاً اليوم، يجب أن تُستوعب هذه الرسائل من قبل عدد أكبر من قادة العالم الذين ينظرون إلى حقوق الإنسان على أنها قيد مرهق. وها أن القوميين يقومون مرة جديدة بإثارة التمييز والكراهية والعنف ضد أكباش الفداء الضعفاء، ويسعون إلى الاستفادة من رسائل التفوق العرقي والديني. وفي مختلف أنحاء العالم، يتعرض العديد من الأشخاص للأعمال الوحشية وحملات القتل الجماعي. ويجري انتهاك القانون الدولي لحقوق الإنسان وتقويضه.

لكن كل فرد من الأفراد يستحق التمتع بحقوقه. وإن الوعد الرسمي باحترام حقوق الأقليات ودعم الحريات الأساسية وسبل الحماية والذي قطعته كل دولة بتوقيعها الإعلان العالمي هو الطريق الوحيدة الممكنة لبلوغ التنمية المستدامة والسلام. وليس هذا الأمر بنموذج فلسفي غير فعال، بل خطة عمل عملية باتت أكثر إلحاحاً، إذا كان لا بدَّ للبشرية ألا تهلك وتمضي قدماً.

علينا أن نتعلم من أمثولات القرن العشرين. وفيما نأسف لوفاة ضحايا الهولوكوست ونكرِّمهم، يجب أن نتصدى أيضاً لحالات الإنكار الفادحة لحقوق الإنسان، والتي تولِّد المزيد من الضحايا وتؤدي إلى المزيد من التهديدات للسلام. وفي كل دولة حيث لا يزال هناك فسحة للتعبير عن الأفكار والمشاركة في القرارات ورفع الصوت، فإنني أحث الجميع على الدفاع عن قيم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ألا وهي: العدالة والكرامة والحرية والعدالة.

تصادف هذه السنة الذكرى السبعون للإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، الذي اعتمدته منظّمة الأمم المتّحدة في 10 كانون الأوّل/ ديسمبر 1948. والإعلان العالميّ – وقد تُرجم إلى عدد قياسي من اللغات يتخطّى الـ500 لغة – متجذّر في المبدأ القائل إنّ "جميع الناس يولدون أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق". وهو لا يزال مهمًّا كلّ يوم وبالنسبة إلى كلّ إنسان. تكريمًا للذكرى السبعين لهذه الوثيقة العظيمة التأثير، ومنعًا لتآكل مبادئها الأساسيّة، نحثّ كلّ فرد أينما وجد كي يقوم ويدافع عن حقوق الإنسان: www.standup4humanrights.org.

الصفحة متوفرة باللغة: