السودان: بيلاي تدين البيانات المهيجة للمشاعر التي أدلى بها مسؤول، وتحذر من التصعيد الخطير للنزاع في جنوب كردفان

جنيف (5 نيسان/أبريل 2012) – حذرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، يوم الخميس، من أن التعليقات الصادرة عن حاكم ولاية جنوب السودان في السودان، السيد أحمد هارون، يمكن أن تبلغ مرتبة ارتكاب جريمة خطيرة وتفضي إلى تصعيد العنف، وبذلك تفاقم وضعاً خطيراً بالفعل في الولاية الحدودية.

والسيد هارون، الذي أدانته المحكمة الجنائية الدولية فعلاً بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، جرى تصويره وهو يقول لجنود سودانيين "سلموا المكان نظيفاً بعد إجراء ما يلزم من مسح وكنس وتنفيض. لا تعيدوهم (أي المتمردين) أحياء، فسوف يكونون عبئاً إدارياً". وقد ادعت الحكومة منذ ذلك الوقت أن السيد هارون كان يحاول فقط رفع الروح المعنوية للجنود.  

وقالت بيلاي "يساورنا منذ وقت طويل قلق بالغ إزاء الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق _ هذه التعليقات مقلقة للغاية في هذا السياق ويمكن أن تبلغ مرتبة التحريض".

"ويبلغ الشهود الذين زاروا منطقة جبال النوبة، التي يقطنها بصفة رئيسية أبناء النوبة، عن حرق القرى وقتل المدنيين في ظل ما يبدو واضحاً أنه سياسة أرض محروقة".

وقالت بيلاي أيضاً "إننا لا نعرف سوى قدر ضئيل جداُ من المعلومات عن حجم العملية العسكرية في جنوب كردفان لأننا مُنعنا من الوصول إلى المنطقة. ولكننا، بالرجوع حتى آب/أغسطس من العام الماضي، وجدنا أنه حدثت في جنوب كردفان انتهاكات لحقوق الإنسان يمكن أن تبلغ مرتبة الجرائم ضد الإنسانية أو جرائم الحرب".

والانتهاكات الموثقة في هذا التقرير تتضمن "أعمال القتل خارج نطاق القضاء، والاعتقالات التعسفية والاحتجاز غير القانوني، وحالات الاختفاء القسري، والهجمات ضد المدنيين، ونهب منازل المدنيين، وتدمير الممتلكات،" وكذلك التشريد الجماعي.

وشددت بيلاي على أن "من الضروري أن يكون هناك تحقيق مستقل وشامل وموضوعي في هذه الادعاءات وأن تضمن الحكومة وصول مراقبي حقوق الإنسان والو كالات الإنسانية". وقالت "إننا نحث جميع الأطراف النزاع على الامتناع عن شن هجمات ضد المدنيين والامتناع عن الإدلاء ببيانات مهيجة للمشاعر يمكن أن تبلغ مرتبة التحريض على ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني".